خبر أسير فلسطيني توقع تاريخ وفاته فمات في نفس اليوم!

الساعة 07:16 ص|27 فبراير 2010

فلسطين اليوم-غزة

أكد الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن سجل الأسرى والشهداء منهم حافل بالحكايات والقصص، والتي هي بحاجة إلى بحث وتدوين في إطار خطة وطنية شاملة تكفل في المحصلة النهائية توثيق كافة جوانبها بما فيها الجوانب الإنسانية وبشكل متكامل وعرضها بشكل مؤثر بعيداً عن الأرقام والإحصائيات والأشكال التقليدية.

 

وكشف فروانة في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه بأن الشهيد الأسير فضل عودة عطية شاهين استشهد نتيجة للإهمال الطبي بتاريخ 29-2-2008، وهو التاريخ الذي توقعه قبل سنوات من استشهاده.

 

وناشد فروانة كافة المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، والتدخل العاجل من أجل توفير الرعاية الطبية داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية وحماية أجساد آلاف الأسرى من الأمراض، ووضع حد لسياسة الإهمال الطبي والتي تهدد حياة الأسرى المرضى.

 

وبين فروانة في بيان وزعه اليوم بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الأسير الفلسطيني فضل شاهين وكشف خلاله عن جزئية هامة من حكاية الشهيد والتي بدأت على شبك الزيارة حينما حضرت زوجته (أم صامد) لزيارته وبرفقتها نجلها البكر والوحيد (صامد)، وتبادلا الحديث عن نجليهما، وتمنى الوالد أن يراه شاباً وسنداً لها، لكن الأم فاجأت زوجها لتعرب عن خشيتها من مرور السنين وكبر نجلها (صامد) وكأنها تريد أن يبقى طفلاً كي يبقى يرافقها زيارتها لوالده وكي لا يُحرم من رؤيته، حيث أن القانون الإسرائيلي يسمح فقط بالزيارة للأبناء أو الأشقاء لمن هم أقل من 16 عاماً.

 

وبعد أن تنهدت عميقاً قالت لزوجها "صامد يكبر ويقترب من عامه السادس عشر وسيستخرج بطاقة الهوية وبعدها سيمنعوه من الزيارة وسأضطر لأن آتي لوحدي وستحرم منه وسيُحرم من رؤيتك.. فإذا به يرد عليها بالقول (لا تقلقي لن تأتي لوحدك للزيارة فعندما يبلغ "صامد" عامه الـ16 ويستخرج الهوية أكون قد مت.

 

وفي شباط- فبراير 2008 بلغ (صامد) عامه الـ16 وحصل على بطاقة الهوية، ولم تذهب ( أم صامد ) لزيارة زوجها لوحدها، حيث كان المنع الشامل والذي لا يزال مستمراً لذوي أسرى القطاع من زيارة أبنائهم، وبعد أيام قليلة وبالتحديد بتاريخ 29-2-2008 فارق الأسير شاهين الحياة وعاد مستشهداً محمولاً على الأكتاف، وكأنه كان يملك المعلومة الدقيقة عن تاريخ وفاته، أو كان لديه إحساس وشعور بأنه سيفارق الحياة في اللحظة التي سيكبر فيها ابنه ويحصل على الهوية.

 

يذكر أن الشهيد الأسير "فضل شاهين" ولد بمدينة غزة في آب- أغسطس 1961 وترعرع في أزقتها وشوارعها، ودرس في مدارسها وتدرج في مراحلها حتى أتم الثانوية العامة بتفوق، وعانى كباقي أطفال فلسطين من ظلم الاحتلال وبطشه.

 

والتحق الشهيد بصفوف الثورة الفلسطينية من خلال حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أوائل الثمانينات، وناضل في صفوفها وشارك معها في فعاليات عديدة ضد الاحتلال وكان أحد كوادرها في مدينة غزة، وتزوج خلال الانتفاضة الأولى ورزق بمولود واحد أسماه (صامد).

 

وبتاريخ 15-10-2004، وأثناء عودته من مدينة رفح، اعتقلته قوات الاحتلال على حاجز أبو هولي وسط قطاع غزة، ومن ثم صدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة ثماني سنوات ونصف.

 

ونتيجة لظروف الاحتجاز المأساوية وما يرافقها من معاملة لا إنسانية وسوء الطعام كماً ونوعاً ، وسياسة الإهمال الطبي المتعمد المتبعة في سجون ومعتقلات الاحتلال تدهورت أوضاعه الصحية دون رعاية تذكر ، ودون تقديم أي نوع من العلاج الضروري له، فازداد وضعه سوءاً، وشعر هو وزملاؤه الأسرى بالخطورة على حياته، وطالب مراراً بنقله للمستشفى وتوفير العلاج له، كما وطالبت أسرته ووزارة الأسرى أكثر من مرة ومن خلال منظمة الصليب الأحمر الدولية بضرورة الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة له، إلا أن النهاية كانت مؤسفة ومؤلمة.

 

وبتاريخ 29-2-2008 وفي إحدى غرف سجن بئر السبع التحق الأسير فضل شاهين بقافلة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة نتيجة للإهمال الطبي والتي وصلت اليوم إلى ( 197 شهيداً ) بالإضافة إلى المئات من الأسرى السابقين الذين استشهدوا بعد خروجهم من السجن جراء أمراض ورثوها عن السجون وآثارها.