خبر الأمطار الغزيرة تكشف « عورة » الشوارع وشبكة الصرف الصحي بغزة

الساعة 06:47 ص|27 فبراير 2010

فلسطين اليوم-غزة

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال اليومين الماضيين على قطاع غزة بانسدادات في شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى تجمع المياه في الشوارع خاصة المنخفضة منها.

وأثارت هذه الفيضانات استياء المواطنين سيما بعد طفح المياه العادمة ودخولها بعض المنازل المنخفضة.

وقالت صحيفة "الأيام" انه وبمجرد هطول الأمطار امتلأت شوارع فرعية ورئيسية غرب بلدة جباليا بمياه الأمطار المختلطة بالمياه العادمة.

واندفعت المياه إلى بعض المنازل بسرعة مؤدية إلى تلويث المنازل والشوارع بالأوساخ.

وحجزت العشرات من العوائل في منازلها ولم تتمكن لساعات طويلة من الخروج بسبب الفيضانات وتلوث الشوارع بالمياه العادمة.

وانتقد المواطن  محمد موسى إهمال البلدية والجهات المعنية لشبكة التصريف، مؤكداً أنه تفاجأ بطفح مياه الصرف الصحي من الخط الرئيسي وتدفقها باتجاه الشارع الذي يسكنه.

وقال: إن المياه تسللت إلى جزء من منزله ومنازل جيرانه وأتلفت العديد من الأشياء.

وأبدى موسى انزعاجه الشديد من استمرار طفح المجاري باتجاه شارعه الفرعي، مشيراً إلى أن هذه المشكلة قديمة لكنه لم يكن يتصور أن تكون بهذه السرعة.

بدوره، انتقد جاره محمد العبد عدم وضع حد لهذه الإشكالية التي يعاني منها منذ سنوات طويلة رغم معرفة الجهات المختصة في البلدية بها.

وقال بغضب "إذا كانت ساعات قليلة من الأمطار جعلتهم يتعرضون للفيضانات والحجز في منازلهم، فكيف لو كان الشتاء أشد وأطول".

التزام المنازل

وحرمت الفيضانات المواطن عبد الرحمن من الذهاب إلى السوق بسبب إغلاق مياه الأمطار والمياه العادمة شارعه الفرعي، حيث وصل ارتفاع المياه المتدفقة إلى أكثر من نصف متر.

وهطلت، أمس، أمطار غزيرة في مختلف مناطق القطاع خاصة في محافظتي غزة وشمال غزة، حيث أغلقت العديد من الشوارع الرئيسية وارتفع منسوب المياه فيها.

وشوهدت عشرات من سيارات سحب المياه التابعة لبلديتي غزة وجباليا تعمل للتغلب على الظروف الصعبة الناتجة عن الشتاء.

أما المواطن زاهر نعيم فقد احتاج إلى أكثر من ساعتين من العمل لتنظيف الشارع من الأوساخ.

وقال نعيم إنه معتاد على ذلك في كل يوم ماطر، مؤكداً أن جميع المياه التي تضخ في الخط الرئيسي المرتفع نسبيا تتدفق باتجاه الشوارع الفرعية المنخفضة.

وناشد البلدية صيانة وتنظيف شبكات الصرف الصحي من الرمال والأتربة التي تؤدي إلى انسدادات والطفح.

وفي الأيام التي تسبق الأمطار تكسو الشوارع طبقة كبيرة من الأتربة تتدفق غالبيتها إلى شبكة الصرف الصحي مصطحبة معها بعض المواد الصلبة.

وتسببت الأمطار الغزيرة بحدوث حفر في الشوارع بأحجام مختلفة وتوقفت حركة السير في بعض الطرق عدة ساعات.

مخيم جباليا

وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال ساعات الظهيرة بغمر معظم الشوارع الرئيسية وانسيابها للأزقة المؤدية للمنازل بدائية الصنع والمتضررة بسبب الحرب، سيما في المناطق المنخفضة في مخيم جباليا.

ولوحظ تدفق مياه الأمطار إلى بعض المنازل وسط المخيم وأخرى عند الأطراف الشمالية.

واضطر أصحاب هذه المنازل التي غمرتها مياه الأمطار إلى إخلائها بشكل مؤقت دون أن يبلغوا عن وقوع أضرار وخسائر كبيرة في الممتلكات باستثناء بعض آثار التلف المتوسطة التي لحقت بالأثاث.

وقال المواطن عيد أحمد (22 عاما) "أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس إلى تجمع كميات كبيرة أمام منزلنا ثم تدفقت إلى المنزل بشكل فجائي، ما أحدث ضرراً كبيرا".

وأضاف "لم تعد هذه المنازل القديمة والآيلة للسقوط تحمي أصحابها من برد الشتاء وأمطاره الغزيرة".

وأوضح أحمد وهو من الأسر المتضررة أن أسرته تواجه مشكلات بسبب الأمطار في كل عام في فصل الشتاء، مشيراً إلى أنها تعيش أياماً صعبة، في ظل عدم القدرة على ترميم المنزل وحمايته من الأمطار المنسابة إليه، خاصة بعد أن دمرت الحرب منزلهم بشكل جزئي.

ويقع منزل المواطن أحمد في منطقة مكتظة وعلى مستوى منخفض عن الطريق المؤدية إليه وسط المخيم.

وانشغل مواطنون من أصحاب المنازل المشابهة وكما هو معتاد في موسم الشتاء في تجهيز أكياس رملية لاستخدامها كسواتر لمنع تدفق مياه الأمطار إلى منازلهم، كما دفعتهم الأحوال الجوية السيئة إلى تأكيد تغطية أسقفها بالنايلون لمنع تسرب المياه.

وقال المواطن سمير أبو علوان (40 عاماً) المقيم في منزل بدائي صغير المساحة "ظروفي المادية لا تمكنني من ترميم منزلي الذي تدخله مياه الأمطار"، مشيراً إلى أنه بات يعاني من ضائقتين سكنية ومعيشية في آن واحد.

وأوضح أن معاناته تتضاعف كل شتاء، إذ إن منزله المكون من غرفتين ضيقتين استقطعه من منزل عائلته الممتدة ضيق المساحة ولا يتسع لأسرته المكونة من سبعة أفراد.

وقال "منزلي بحاجة إلى إعادة إنشاء ورفع أرضيته عن مستوى الطريق وذلك يتطلب مبلغا كبيرا لا استطيع تدبيره، كما أن أسعار مستلزمات البناء مرتفعة جداً بسبب الحصار".

من جانبه، كان المسن أبو محمود تايه في الستينيات من عمره يحاول منع تدفق المياه إلى منزله، وانشغل في توجيه الإرشادات لأحد أبنائه وهو يملأ أكياس رملية لوضعها أمام بوابة منزلهم الصغير.

وأضاف الشاب بشار وهو أحد أبنائه أن أسرته لا تستطيع ترميم المنزل بسبب تدهور الوضع المادي.

يشار إلى أن هناك عشرات المنازل في مخيم جباليا تعد من المنازل الآيلة للسقوط والتي لا تصلح للسكن سيما في أوقات سقوط الأمطار.