خبر دمشق: اللقاء الثلاثي بحث بعمق الرد على أي عدوان إسرائيلي

الساعة 04:41 ص|27 فبراير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

حدثان مهمان يعصفان بالمستويين السياسي والأمني على حد سواء في الدولة العبرية، إضافة لانشغال الرأي العام في الدولة العبرية بهما: الأول، اجتماع القمة في دمشق بمشاركة الرئيسين السوري بشار الاسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، والأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، ورئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، والتي رجحت مصادر إسرائيلية رسمية، أنّها ناقشت سبل مواجهة أيّ عدوان إسرائيلي، أمّا الحدث الثاني، فهو إعلان يوم الغضب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الجمعة، احتجاجاً على قرار إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي.

واعلن الجمعة في العاصمة السورية دمشق عن لقاء مهم جمع الرئيس الايراني احمدي نجاد والامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، بحضور ثلاثة من ابرز قيادات حزب الله هم رئيس الهيئة الشرعية محمد يزبك ورئيس المجلس السياسي ابراهيم امين السيد والمعاون السياسي لنصر الله حسين الخليل فيما حضر عن الجانب الايراني عدد من المسؤولين ابرزهم وزير الخارجية منوشهر متقي.

وقبل ذلك كان الرئيس السوري بشار الاسد قد جمع نصر الله ونجاد على مأدبة عشاء بمشاركة كبار المسؤولين السوريين.

وفيما لم تتكشف تفاصيل لقاء نجاد ـ نصر الله فان معلومات سورية اشارت الى ان اللقاء بحث في عمق التهديدات الاسرائيلية للبنان وسورية والسيناريوهات المحتملة المتوفرة لدى حزب الله عن امكانية قيام اسرائيل بعمل عسكري ما، كما تناول اللقاء جاهزية حزب الله لرد اي عدوان اسرائيلي محدودا كان ام واسعا وكيف يتعامل الحزب ميدانيا.

وكان الرئيس الايراني استقبل في مقر اقامته في قصر الشعب وفدا من فصائل المقاومة الفلسطينية ابرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وتناول اللقاء اهمية التنسيق القائم بين الفصائل الفلسطينية وايران للتصدي للتهديدات الصهيونية وللتعديات التي يمارسها على المقدسات والى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، واكد الاسد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني ان سورية تقوم بتحضير نفسها دائما لمواجهة اي عدوان اسرائيلي صغيرا كان ام كبيرا، مضيفا: علينا ان نكون مستعدين في كل وقت وفي كل لحظة لاي عدوان اسرائيلي قد يتم لاي سبب وتحت اي مبرر.

وقالت صحيفة 'معاريف' العبرية في عنوانها الرئيسي الجمعة، إنّ رياح الحرب تهب من الشمال، وانّ الرئيس الإيراني نجاد استقبل في دمشق استقبال الملوك، وأن الولايات المتحدة تتهم إسرائيل بالاستفزاز، وأن نتنياهو لا يستطيع السيطرة على عاصفة الحرم الإبراهيمي التي تشعل الخليل.

واضافت الصحيفة 'إنّه لو كان هناك مفاوضات مع سورية الآن، لما وصل نجاد إلى دمشق، وزال خطر الحرب، ولو بشكل مؤقت، وأنه لو كان هناك نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين لما وقعت المواجهات في الخليل، ولكانت صورة إسرائيل أفضل في العالم، وكان بالإمكان عزل إيران، وتحييد الخطر الماثل من حزب الله وحماس'.

وتضيف أنه بدلا من ذلك فإن نتنياهو وباراك يجعلان من إسرائيل غير مسؤولة، وغير قادرة على التحدث مع أحد من أعدائها، ولا تستطيع الحفاظ على علاقات معقولة مع جيرانها، كما كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ نتنياهو يقول في جلسات مغلقة إنّه لا يريد المس بالمقدسات الإسلامية، ولكنّ الإدارة الأمريكية لا تصدق هذا الأمر، وتطالب الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بإعلان هذا الأمر على الملأ، وليس من وراء الكواليس فقط.

وأوضحت الصحيفة أنّه بينما تستضيف دمشق الرئيس الإيراني وتعزز العلاقات بين البلدين، فإن رياح الحرب تهب من الشمال مرة أخرى، مقابل قرار متسرع من نتنياهو (ضم الحرم الإبراهيمي) يشعل الخليل، وينجح في إثارة غضب واشنطن.

وأبرزت الصحيفة أن نتنياهو لم يتعلم شيئا من مواجهات النفق التي وقعت في العام 1996 وأدت إلى استشهاد وجرح عشرات المواطنين الفلسطينيين برصاص جنود الاحتلال، وأنه يحاول تقليص الأضرار الناجمة عن ضم الحرم الإبراهيمي من خلال الادعاء بأنه لا يحاول تغيير الوضع الراهن.

في نفس السياق، كشف المحلل العسكري في الصحيفة، أمير بوحبوط النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة أخرى مع حزب الله، وذلك من خلال المناورة التي أنهاها الجيش يوم الخميس، والتي حاكت حربا على عدد من الجبهات في ظل سقوط الصواريخ على الجبهة الداخلية.

وقالت الصحيفة إنّ الجيش الإسرائيلي واصل نقل رسائل تهدئة إلى قوات الأمم المتحدة خلال المناورة الواسعة النطاق، وذلك لمنع اندلاع حرب حقيقية. وأشارت إلى أنّ المناورة أجريت بقيادة رئيس هيئة الأركان، الجنرال غابي أشكنازي، وجرت دراسة إدارة القتال على كافة الجبهات، الجوية والبرية والبحرية، بناء على دروس الحرب العدوانية على لبنان وقطاع غزة. ونقل عن اشكنازي قوله إنّه يجب إبقاء الجيش جاهزاً وعلى أهبة الاستعداد.

وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، قد اجتمع مع نظيره الأمريكي، روبرت غيتس، وأكد على أنه يجب لجم سباق التسلح الذي يقوم به حزب الله بدعم من سورية وإيران. وادعى باراك أن إيران تحاول تسخين الجبهة الشمالية من أجل تحويل الأنظار عن القضية المركزية، وهي العقوبات التي سيتم فرضها من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، عن طريق تحريك منظمة حزب الله اللبنانية، كما أكدت المصادر الأمنية في تل أبيب.