خبر دوما ستكون لنا دبي.. هآرتس

الساعة 10:54 ص|26 فبراير 2010

بقلم: تسفي بارئيل

مناسب لها جدا، دبي، ان تستضيف فريق المتخفين ممن جاءوا لتصفية محمود المبحوح. إذ انها تعرف شيئا او اثنين عن التخفي. فهي تعتبر احدى الدول الغنية في العالم، رغم أن صورتها النقية شرخت عندما انهارت الشركة الكبرى شبه الحكومية "دبي العالمية" قبل بضعة اشهر. وهي تحتفظ بارقام قياسية للمداخيل للفرد في العالم، وفي العام 2006 تباهت الصحيفة المحلية "خليج تايمز" بان دبي احتلت المكان الاول في المدخول للفرد في العالم. وذلك، في الوقت الذي يكسب فيه مئات الاف العمال الاجانب فيها، من الباكستان، الهند، بنغلادش والفلبين اقل من 140 دولار في الشهر.

 دبي تعتبر ايضا دولة "غربية" جدا بين دول الخليج، دولة تتبنى الثقافة والفكر الامريكي. ولكن بالذات في دبي، تعمل الاف الشركات الايرانية التي تستغل حرية العمل التجارية كي تبني "ملاحق تجارية" للنظام الايراني وبالتالي تلتف على العقوبات التي يفرضها الغرب.

عبر دبي حققت ايران ايضا معلوماتها النووية، بعد ان اقام والد عبدالقادر خان، ابو البرنامج النووي الباكستاني، في دبي شركة لـ "تعميم المعلومات". ولكن يوجد لدبي عدة اقنعة. من جهة تساعد ايران ومن جهة اخرى، من خلف الظهر، تمنح الولايات المتحدة الفرصة لجمع المعلومات الاستخبارية عن الايرانيين.

القنصلية الامريكية في دبي تعمل أيضا كمحطة جمع للمعلومات وتجنيد الوكلاء. قبل بضع سنوات ارادت وزارة الخارجية الامريكية اغلاق هذه القنصلية ولكن السي.اي.ايه نجحت في الغاء القرار بل وبزيادة عدد العاملين فيها كي تتمكن من معالجة مئات وربما الاف الايرانيين الذين يطلبون التأشيرات.

ليس أجهزة الاستخبارات الامريكية وحدها تحب دبي. حجم التجارة الهائل ووفرة الشركات والوكالات الاجنبية العاملة فيها، هي غطاء ممتاز وتخفية مناسبة لكل جهاز تجسس. وهي آخذة في احتلال مكان اسطنبول، نيقوسيا، كازبلانكا وبرلين – مدن الجواسيس في القرن السابق. الروس يتبادلون المعلومات مع الباكستانيين، الافغان والشيشان يستخلصون دروس الحرب. رجال حزب الله يبيضون الاموال، والماس في تحويلات بنكية "من اجل اليتامى والارامل"، وكل شيء في ظل مشاهدة ممتعة لسباقات السيارات والعروض الدولية للفنانين.

دبي تتباهى في أنها احدى المدن الاكثر امنا في العالم. الى ان يختطف فيها الحنان تننباوم؛ او الى أن تقتل فيها مغنية لبنانية معروفة، سوزان تميم، على يد رجل أمن كبير عمل في خدمة رجل الاعمال الاهم في مصر؛ او الى أن تصفي محمود المبحوح مجموعة استخدمت جيدا ليس فقط بتخفيات اعضائها بل وايضا بالتخفي الذي توفره دبي لكل من يطلب: كمدينة ترفيه ومال كبير، مدينة تنس وحرية.

هذه مدينة من جهة لا تزال ملتزمة بالمقاطعة العربية لاسرائيل ولكنها وافقت على استضافة لاعبة تنس اسرائيلية. قبل بضعة اسابيع اتصلت باحد وسطاء الشقق في دبي كي اسمع عن وضع السوق العقارية في اعقاب الازمة التي ألمت بالمدينة. سألته اذا كانت لديه مشكلة في أن يبيع شققا لمواطنين اسرائيليين. "نبيعك اذا جئت بجواز سفر اجنبي"، يرد دون تردد. وفي مناسبة اخرى، حين تساءلت اذا كان مؤتمرا علميا عقد في المدينة مفتوحا للاسرائيليين ايضا اجابوني بانه "ليس لدينا مع اسرائيل اعمال تجارية وهي لا يمكنها أن تشارك".

دبي هي مدينة – دولة، وهي ليست التخفي لذاتها بل وايضا لدول عربية قريبة وبعيدة. السعوديون والسعوديات الذين في بيوتهم يحافظون على الفرائض الخفيفة والمتشددة على حد سواء، يسافرون في نهاية الاسبوع الى دبي كي يستمتعوا بالنوادي الليليلة وبالكحول التي تتدفق فيها. الايرانيون والايرانيات يبحرون الى شواطئها دون حجاب، دون خوف من العين المفتوحة لحراس الاداب، ومنفيون سياسيون يجدون فيها مأوى من سلطات تبحث عن الانتقام. مدينة رائعة هي دبي. لا بديل لها.