خبر البابا شنودة: نرفض إجراءات الاحتلال وندين الاعتداء على المقدسات

الساعة 09:14 ص|26 فبراير 2010

فلسطين اليوم-وكالات

بحث وفد مقدسي، اليوم، الأوضاع المتدهورة في فلسطين نتيجة تصعيد العدوان الإسرائيلي مع البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بالكاتدرائية المُرقسية الكبرى في القاهرة.

وضم الوفد الفلسطيني رئيس المؤتمر الوطني الفلسطيني الشعبي للقدس عثمان أبو غربية، والمفتي العام الشيخ محمد حسين نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني الفلسطيني الشعبي للقدس، وسفير فلسطين في مصر ومندوبها بالجامعة العربية د.بركات الفرا، وحاتم عبد القادر عضو الأمانة العامة للمؤتمر، واعتدال الأشهب عضو الأمانة العامة للمؤتمر، ويونس العموري المدير العام التنفيذي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس.

وبدأ أبو غربية اللقاء بالقول: نحن نعتبر البابا شنودة رمزا عربيا ومصريا نعتز بوطنيته وقوميته وحرصه على وحدة الأمة، ودعمه للقضية الفلسطينية الدائم، ولنسجل لك يا قداسة البابا وللكنيسة القبطية وضوح مواقفكم وثباتها بشأن دعم نضال شعبنا.

وأكد على وحدة الصف الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه، لافتا إلى أن المؤتمر الوطني الشعبي للقدس يضم بأمانته العام أربعة مسيحيين.

وأشار أبو غربية إلى أن المقدسات المسيحية كالإسلامية مستهدفة في القدس، وأن هذا يندرج ضمن مخطط الاحتلال لتجريد القدس من عمقها وبعدها العربي وتزوير تاريخ المدينة المقدسة.

وقدم أبو غربية عددا من الوثائق المتعلقة بفكرة المؤتمر الوطني الشعبي للقدس وأهدافه ونظامه وميثاق عهد القدس، وتشكيلته، وكيف أن القيادة الفلسطينية أعطته صفة شرعية في إطار منظمة التحرير الفلسطيني بموجب مرسوم رئاسي.

وردا على سؤال للبابا شنودة حول طبيعة المخطط الإسرائيلي بحق المسجد الإبراهيمي، أوضح أبو غربية أن إعلان إسرائيل عن ضم هذا المسجد للتراث اليهودي يعني استكمال مخطط السيطرة عليه بعدما قسمته إسرائيل سابقا واستولت بقوة السلاح على أكثر من نصفه.

رد البابا شنودة على ذلك بقوله: إبراهيم أبو الأنبياء وليس حكرا على اليهود، ونحن في الكنسية القبطية نرفض هذه الأعمال وندين الاعتداء على المقدسات.

وأضاف: نحن نعلم بأنهم (إسرائيل) يريدون إفراغ القدس من كل من هو ليس يهوديا، ونحن في الكنسية لنا مواقف واضحة جدا تجاه القضية الفلسطينية، ومن هنا رفضنا زيارة الأرض الفلسطينية بتأشيرة إسرائيلية، لأن في ذلك تطبيع، وأما دعم الشعب الفلسطيني فهم أشقاؤنا ودعمهم واجب علينا.

وقال: أؤكد بأنني لن أذهب إلى القدس، إلا وهي محررة ولن أعطي جوازي للسفارة الإسرائيلية كي أحصل على تأشيرة دخول لفلسطين، فربنا يحرر بلادكم وفي مقدمة ذلك القدس..'.

وشدد البابا شنودة على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني بقوله 'الانقسام يضعف الموقف الفلسطيني، ونحن في الكنيسة تواقون لوحدتكم، فبالوحدة قوة، والوحدة ليس مطلوبة فقط على مستوى الفلسطينيين، بل العرب ليعملوا معا من أجل فلسطين وقضايا الأمة المختلفة وبدون خوف من ردة فعل إسرائيلية'.

وتابع 'لولا إصرار الشعب الفلسطيني لانتهت القضية منذ فترة طويلة، ونحن نحيي صمود هذا الشعب، ونؤكد أن كل شبر في ارض فلسطين مقدس'.

وبدوره، أوضح المفتي العام محمد حسين أن الدين الإسلامي يحترم كل الديانات ويرفض المس بمقدسات الآخرين، مذكرا بموقف الفاروق عمر عندما فتح القدس ورفض أن يصلي داخل كنيسة القيامة خوفا من أن يصبح ذلك نهجا بعده وتحول الكنيسة إلى مسجد.

وقال: احترام الديانات الأخرى أقرته الديانات السماوية، وبخصوص سيدنا إبراهيم فاليهود يريدونه أبا لهم فقط، وقبل ذلك اخترعوا قضية أرض الميعاد، وأن هذه الأرض لهم فقط، وها هم يحاولون استكمال مخططهم العدواني بحق المقدسات غير اليهودية في القدس.

وأشار الشيخ حسين إلى أهمية العلاقات الوطيدة التي تربط المسلمين بالأقباط، مذّكرا بالسيدة ماريا القبطية أم إبراهيم، مؤكدا في الوقت ذاته اعتزاز أبناء الشعب الفلسطيني بمواقف الكنيسة القبطية، وحرصهم على وحدة موقف مسلمي ومسيحيي فلسطين تجاه مختلف القضايا.

وتابع: شعبنا لا يرعى فقط المقدسات الإسلامية، بل من صميم رسالتنا الحفاظ على الكنائس، ونذّكر بأن مفاتيح كنيسة القيامة مع عائلات مسلمة، ونحن حريصون على هذه الكنيسة كما نحرص على المسجد الأقصى.

وتطرق حاتم عبد القادر عضو الوفد إلى أهمية المقولة التاريخية التي أطلقها البابا شنودة في السابق والتي رد فيها على وعد بلفور بقوله:'انتم أخذتم وعدا من بلفور وليس من الله'، موضحا أن إسرائيل غير مرتاحة من المواقف المشرفة للكنيسة القبطية، ولذلك تحاول بين الحين والآخر معاقبة هذه الكنيسة.

وتحدث حول أهمية إنجاز  الكنيسة القبطية مدرسة في القدس، وقال: هذه المدرسة تستوعب الآن مئات الطلبة في وقت نعاني فيه من قلة الصفوف، وكلنا ثقة أن هذا المشروع ما كان ليتم لولا دعم البابا شنودة'.