خبر المشكلة الإيرانية- يديعوت

الساعة 09:26 ص|25 فبراير 2010

لا تنظر الى ربطة العنق

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

 (المضمون: الانطباع هو أن الامريكيين لن يسمحوا لنا بعملية ضد ايران لان آخر ما يرغبون فيه هو التورط في حرب طويلة المدى اخرى لتحقيق تأجيل مؤقت للقنبلة الايرانية المنشودة – المصدر).

 

        شهود العيان القلائل اياهم ممن شهدوا على ما سيروى هنا الان لا بد سيتذكرون المنظر الداخلي للبيت الابيض في واشنطن في عهد رئاسة جورج بوش الاب، في بداية التسعينيات: كل الموظفين من رئيس الطاقم ودونه، كانوا محنطين بالبدلات المحاكة وربطات العنق، الغامقة بشكل عام، وكانوا يسيرون في اروقة البيت الابيض على رؤوس الاصابع، يتحدثون همسا، وكأن هذا مكانا مقدسا.

        جاء بيل كلينتون وكان الفارق مذهلا: جينز، قمصان، جلبة مثلما في محطة قطار، ربت على الكتف وهتافات من نوع التأهيل عندنا. رجال البيت الابيض، من الرئيس ودونه، اعطوا الاحساس الودي لضيوفهم، للرؤساء ومرافقيهم، شيء خفيف، ناعم، مع غمزة عين.

        وكان هذا خطأ كبيرا. من اعتقد بان هذه هي الاجواء التي في داخلها تتخذ قرارات محملة بالمصائر، وضع على الفور عند خطأه. فعندما يتعلق هذا بالمصالح الحيوية لامريكا، فان بوش وكلينتون يوجدان في ذات القارب: صلابة، فرض رأي وبالاساس: نحن ارباب البيت في العالم، وانتم تفعلون ما نريد نحن، ما نقرره ونأمر به.

        ولماذا تذكرنا كل هذا وما الذي يربطه بنا؟ اردنا فقط القول انه في السياسة – وفي الدبلوماسية، التي هي جزء منها – ليس ما يراه المرء بل واحيانا يسمعه هو الحقيقة بذاتها. البريطانيون، مثلا، يمكنهم في قصة دبي أن يوبخوا علنا السفير الاسرائيلي، ولكن خلف الكواليس وبعيدا عن عين وسائل الاعلام لن يخجلوا- اذا كانت هذه مصلحتهم – من أن يباركوا الانجاز، بل، وعند الحاجة، ان يمدوا اليد ويساعدوا.

        في موضوع النشاط الاسرائيلي ضد المنشآت النووية في ايران يمكن للامريكيين أن يتظاهروا وكأنهم يبدون لحكومة اسرائيل نوعا من التأييد، وخلف الكواليس، في محادثات على المستويات العليا، ان يقولوا: "ديروا بالكم"، لا تتجرأوا. ويمكن ان يضيفوا: ليست لنا مصلحة في التورط في حرب لاجيال اخرى. السيدان نتنياهو وباراك مطالبان بان يخفضا الصوت.

        دون المعرفة الصريحة، المنطق يقول ان هذا، الى هذا الحد او ذاك، هو ما حقا يقوله الامريكيون في الزمن الاخير. رئيس الاركان الذي كان هنا ونائب الرئيس الذي سيكون هنا نقلا وسينقلان لنا رسالة مشابهة: اهدأوا، تهديداتكم بعيدة الاثر، ومن شأنها أن تؤدي بكم الى قرار لا رجعة عنه.

        الامريكيون مقتنعون بان عاجلا (وليس آجلا) ستتوجه اسرائيل اليهم بطلب المساعدة، ان لم يكن بالتعاون الكامل. معنى الامر: دم أمريكي سيسفك. وعلى خلفية الحروب التي تنخرط فيها الولايات المتحدة منذ الان، فان هذا آخر شيء تسعى اليه واشنطن.

        ولهذا فانهم سيشرحون لنا، ان لم يفعلوا ذلك حتى الان بان عملية اسرائيلية في ايران ستؤجل القنبلة لسنتين – ثلاث سنوات. الايرانيون سيتعلمون من اخطائهم، وسيعقدون الامور أكثر فأكثر في المرة التالية، وفي المرة التي تأتي بعدها، اذا كانت ستكون كهذه. ما الذي سيخرج لكم من تأجيل لسنتين – ثلاث سنوات، اذا ما تحققت لهم في النهاية القنبلة المنشودة؟

        اذا كان هذا حقا هو رأيهم، من اوباما ودونه (وهناك انطباع بان هذا هو هكذا بالفعل)، فلا معنى للابتسامات والغمزات من رجال الادارة، ممن يلمحون بواجب اسرائيل الدفاع عن نفسها. الانطباع في هذه اللحظة هو أن الامريكيين لن يسمحوا لنا بالعمل، وكل ما تبقى هو موضوع لافلام فعل وأفلام وثائق وللمقالات.

        ومن هذه الزاوية فقط، استعدوا لوابل من الكتب والافلام.