خبر ليس تراثا حربيا -هآرتس

الساعة 09:22 ص|25 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قرر ان يخصص جهدا لتوثيق علاقة الاسرائيليين بالوطن التاريخي للشعب اليهودي وتاريخ الصهيونية. وهذا الاسبوع طرح على الحكومة لاقرارها خطة لتطوير مواقع تاريخية وأثرية. في اللحظة الاخيرة، على حد قوله، وبتأثير شركائه الائتلافيين من شاس، ضم نتنياهو قبر راحيل ومغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي) الى قائمة "المواقع التراثية" التي ستحظى باعادة تمثيل وترميم بتمويل حكومي. رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حذر في رد على ذلك من ان القرار "من شأنه ان يؤدي الى حرب دينية"، وتظاهر الشبان الفلسطينيون بجوار قبر راحيل وفي وسط الخليل.

        المواجهة الزائدة حول الموقعين التاريخيين تهدد بأن تحول مبادرة مباركة لتعميق الصلة بالتراث اليهودي وتاريخ البلاد الى بؤرة خلاف مع الفلسطينيين وعموم العالم العربي والاسلامي.

        رئيس الوزراء لا بد يتذكر الثمن الدموي لقراره المتسرع بفتح نفق المبكى في 1996، ورغم ذلك اختار مجددا اضرام النار الى جانب برميل من البارود القابل للاحتراق. هذه المرة ايضا فعل ذلك في ذروة مسعى دولي لاستئناف الحوار ومنع الاشتعال بين اسرائيل والفلسطينيين. هذه المرة ايضا يعرض السلطة الفلسطينية كأداة فارغة ويرفع منتصبة قامة حماس.

        قرار الحكومة تغيير وجه مواقع مركزية في الضفة الغربية يتناقض على نحو ظاهر والالتزام بالامتناع عن تغيير الواقع في المناطق التي يخضع مصيرها للمفاوضات. اذا كان ثمة حاجة عاجلة لاعمال صيانة في مغارة المكفيلا، لكان من الاجدر، بدلا من استعراض الملكية الاستفزازية، الحديث بداية مع قيادة السلطة وتنسيق الخطة مع المؤسسة الاسلامية التي تعالج موقع الصلاة المشترك لليهود والمسلمين.

        من يقرر الاعلان عن أماكن مقدسة كبيت لحم والخليل كمواقع تراثية اسرائيلية، لا ينبغي ان يتفاجىء من ان يسيطر نشطاء اليمين على الكنيس في أريحا. هكذا يحصل لسلطة جعلت نزعة القوة تجاه الجيران استراتيجية والاستفزاز للعالم سياسة. حذار على نتنياهو ان يجعل المواقع التراثية اليهودية فصلا جديدا في التراث الحربي الطويل لدولة اسرائيل. عليه ان يعلن بأن الترميم المشترك لقبر راحيل ومغارة المكفيلا سيكون احد المواضيع الاولى في المفاوضات على السلام مع الفلسطينيين.