خبر كمال الخطيب: ضم الحرم الإبراهيمي بروفة للأقصى

الساعة 07:49 م|24 فبراير 2010

كمال الخطيب: ضم الحرم الإبراهيمي بروفة للأقصى

 

فلسطين اليوم- وكالات

حذّر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة عام 1948، من أن إعلان إسرائيل مساء الأحد الماضي ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل إلى قائمة ما تسميه مواقع أثرية يهودية ما هو إلا "بروفة" للوقوف على رد فعل المسلمين المتوقع عندما يعمد الاحتلال منتصف الشهر المقبل إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك.

و قال الشيخ الخطيب: إن "إعلان ضم الحرم الإبراهيمي بهذا الوضوح هو تمهيد وبروفة جس نبض للخطوة التالية التي يخططون لها، وهي تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي المزعوم فوقه".

 

وأوضح أن "موعد استهداف المسجد الأقصى يأتي وفقا للنبوءات التي يتحدث عنها حاخامات يهود والمقرر لها يوم 16 مارس المقبل في ذروة الأعياد اليهودية، والتي عادة ما يواكبها اعتداءات من يهود متطرفين على الأقصى".

 

وأضاف أنه "بحسب تأكيدات الإسرائيليين سيتم في هذا اليوم افتتاح أكبر كنيس، ويسمى معبد الخراب، على بعد 50 مترًا فقط عن المسجد الأقصى، ويوافق اليوم التالي (16 مارس) موعد نبوءة بناء الهيكل الثالث المزعوم علي أنقاض الأقصى والمنسوبة لأحد حاخامات القرن الثامن عشر، والمعروف باسم جاؤون فيلنا".

 

وكان الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، قد حذر من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى في هذه المرحلة إلى تقسيم المسجد   الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما حصل للمسجد الإبراهيمي.

 

شد الرحال

 

وبمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، حث الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، المسلمين على شد الرحال إلى الأقصى يوم الجمعة المقبلة، وأداء الصلاة فيه، و"الابتهال إلى الله عز وجل لحمايته من الأخطار المحدقة به".

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن عن ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، ومسجد بلال بن رباح، الذي تزعم إسرائيل أنه به قبر راحيل زوجة سيدنا يعقوب، في مدينة بيت لحم إلى "قائمة المواقع الأثرية اليهودية".

 

وهو القرار الذي اعتبره عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ويتزامن مع العمليات الصهيونية المتسارعة لتهويد القدس واستمرار الحفريات أسفل البلدة القديمة بالمدينة المقدسة".

 

واحتجاجا على هذا القرار، ولليوم الثاني على التوالي، اندلعت مواجهات في العديد من أحياء مدينة القدس المحتلة، شهدت قذف المحتجين لقوات الجيش والشرطة الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية الحارقة والغازل المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي باتجاه الطلاب المحتجين.

 

وتحل غد الخميس (25 فبراير)، الذكرى الـ16 لمجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994، التي نفذها المتطرف باروخ جولدشتاين بمساعدة جنود إسرائيليين، عندما فتح نيران رشاشه على مئات المصلين فجر يوم جمعة في شهر رمضان، ما أدى إلى استشهاد 29 مصليا وإصابة حوالي 150 آخرين بجروح.

الشيخ عكرمة صبري: قرار الضم إفلاس حضاري

كما صرح رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك سماحة الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري بأن قرار الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية هو بمثابة إفلاس حضاري حيث لم تستطع سلطة الآثار العثور على حجر واحد في فلسطين له علاقة بالتاريخ العبري القديم.

 

وأوضح الدكتور صبري أن المساجد هي وقف إسلامي ودار عبادة للمسلمين ولا يحق لغيرهم التدخل في شؤونها أو السيطرة عليها، وأن الحرم الإبراهيمي هو مسجد للمسلمين منذ خمسة عشر قرناً.

 

وأكد الشيخ صبري على أن الذي يريد بناء حضارة لا يجوز أن يكون على حساب حضارة غيره وليس بالضرورة أن تكون الأضرحة قبوراً حقيقية ولا يعني وجودها ملكية اليهود لهذا المكان، وبالرغم من ذلك فإن المسلمين يؤمنون بجميع الأنبياء والمرسلين بدون إستثناء.

 

وأعلن الدكتور عكرمة رفض القرار الإسرائيلي بإعتباره غير شرعي وليس قانوني ولا إنساني وأن المسجد الإبراهيمي وجامع بلال بن رباح وسائر

 

بيوت الله المقامة على أرض فلسطين من النهر إلى البحر هي حق شرعي لكافة المسلمين.

 

وتساءل الشيخ عكرمة عن دور منظمة الـ"يونسكو" في تحمل مسؤوليتها لصون المقدسات في فلسطين ومدينة القدس والمحافظة عليها من الطمس أو التغيير وتطبيق القوانين والأنظمة الدولية التي تحظر الإعتداء على الأماكن التاريخية.

 

وأشار الدكتور صبري إلى أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ مخططاتها ومشاريعها التهويدية في بلادنا من خلال تذويب معالم التراث والحضارة العربية والإسلامية وتبديل أسماء الأحياء والطرقات والشوارع من اللغة العربية الأصلية إلى العبرية الزائفة.