خبر كتب : فتحي صبَّاح ..المجلس المركزي لنقابة الصحفيين

الساعة 05:28 م|24 فبراير 2010

المجلس المركزي لنقابة الصحفيين

بقلم: فتحي صبَّاح

لا أعلم سبباً واحداً يجعل الصحفيين الفلسطينيين غير سعداء.

فكل ما يحصل لهم ومعهم لا يدعو الى السعادة وحسب، بل الى الفخر والاعتزاز، والنظر الى أمام بعين الرضا على مستقبل نقابة الصحفيين، والصحفيين أنفسهم، والوطن كله.

كيف لا ونحن نقدم، يوماً بعد يوم، نموذجاً رائعاً يعقبه نموذج رائع اخر في بناء الأوطان والمؤسسات والدولة، دولة ديموقراطية خالية من الفساد والمفسدين والمتعاونين مع اسرائيل.

دولة تزدحم بالمدافعين عن القدس في القدس ودبي وكل المؤتمرات والساحات والميادين والنقابات.

دولة يثبت المسؤولون فيها قبل مواطنيها العاديين أنهم نقابيون أكثر من أصحاب أهل المهنة من الصحفيين أو غيرهم، لما لا؟ فأرباب العمل من البرجوازيين وكبار موظفي الدولة أحق من العمال في قيادة نقابات العمال لسنوات طويلة، فالعمال بالنسبة اليهم حفنة من الرعاع ليس الا!

والسياسيون والطارئون والمتدربون من الصحفيين وكبارالموظفين في وسائل الاعلام الحكومية والخاصة أحق في نقابة الصحفيين من الصحفيين المهنيين المنتمين لها ردحاً طويلاً من الزمن وينادون ويعملون على اصلاح أوضاعها.

فالسياسيون بعدما "خرّبوا" منظمة التحرير، التفتوا الى نقابة الصحفيين، ولما وجدوها "نص خربانة" قالوا: خلينا نكمل عليها.

إن عدد المرات التي عقد فيها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعاته منذ تأسيس المنظمة العام 1964 وحتى قيام السلطة الفلسطينية العام 1994، لا يعادل عدد المرات التي عقد فيها منذ بدء الانقسام العام 2007 وحتى الان.

إن "اختراع" المجلس المركزي (الاداري) في نقابة الصحفيين جاء ليلعب دوراً مشابهاً للدور الذي يلعبه المجلس المركزي لمنظمة التحرير، فالمجلس الوطني مغيّب، وإن حضر فذلك لرفع الأيدي حتى يتأكد بيل كلينتون أن أيدينا طويلة تطاول كل شيء وفي أي وقت، حتى لو كان ميثاقنا الوطني، وما تبقى من فلسطين.

إن من سطوا على النقابة جعلوا من المجلس المركزي (الاداري) الجديد فيها بديلاً من هيئتها العامة، كي يصبح سهلاً عليهم وعلى من نصبّهم استبدال أعضائه من قبل الفصائل بالطريقة نفسها التي تحدث في كل اجتماع للمجلس المركزي للمنظمة، فضلاً عن  اتخاذ قرارات كثيرة للتمديد حيناً وللتعطيل طوراً اخر، وبالموافقة دائمة الحضور بطريقة ديموقراطية "جذابة ونزيهة جداً جداً جداً" من خلال رفع الأيدي.

ونخشى ويخشى معنا كثير من الزملاء الصحفيين وغير الصحفيين أن تصل الأمور الى حد تسيير الأمور في المجلس المركزي لنقابة الصحفيين من خلال رفع أشياء اخرى لا نتوقعها ولا نرغب في رؤيتها.