خبر البرادعي آت -هآرتس

الساعة 09:36 ص|24 فبراير 2010

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون:  وقعت السلطة في مصر والجهاز الحاكم في ضغط منذ أن وطئت قدم البرادعي أرض مصر - المصدر).

"البرادعي من أجل الأمة"؛ و "يا برادعي قل بالصوت مصر بحاجة للديمقراطية"؛ و "معك من أجل مصر"، رفعت جميع هذه الشعارات الحماسية في لافتات استقبلت الدكتور محمد البرادعي عندما حط في يوم الجمعة الماضي في مصر. يوجد خلاف في عدد المواطنين الذين انتظروه خارج قاعة ركاب مطار القاهرة – فثمة من يقولون ثلاثة آلاف واخرون يقولون ألف فقط – لكن مع الجلة الذين انتظروا الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحائز على جائزة نوبل، عد الأديب المعارض علاء الاسواني، ورئيس رابطة المحامين، وقيادة حركة المعارضة "كفاية" وممثلون عن حركة "6 نيسان" (التي صنعت تاريخا عندما قامت في نيسان 2008 باضراب بمساعدة "فيس بوك"). في الحقيقة ان "الاخوان المسلمين" لم يرسلوا ممثلا رسميا عنهم، لكن مسؤولين كبارا من المنظمة أتوا على نحو مستقل.

        ما يزال البرادعي نفسه لم يصرح عن نيته المنافسة في الرئاسة، لكنه بين بيقين ما هي الشروط المطلوبة كي ينافس. أساسها تغيير الدستور المصري تغييرا يستطيع كل متنافس معه ان ينافس في الانتخابات بلا اي قيد. القيود الدستورية اليوم هي بحيث يشك في أن ينجح منافسون مستقلون او احزاب المعارضة في الصمود لها. ان تعديلات الدستور التي ادخلت في 2005 و 2007 تساعد في الاساس مرشحي الحزب الحاكم، واذا استقر رأي حسن مبارك على عدم المنافسة في الانتخابات في السنة المقبلة – ولا يوجد اي دليل على ذلك – فانه هو والحزب الحاكم سيفعلان كل شيء كي يكون جمال مبارك هو الرئيس الآتي.

        برغم كل ذلك، يبدو ان الحزب الحاكم وعائلة الرئاسة وقعا تحت ضغط بمجرد وجود البرادعي في القاهرة. فقد أتى المطار ممثل غير رفيع المستوى عن وزارة الخارجية فقد، واكتفت الصحيفة الحكومية "الاهرام" بنبأ في أربعة أسطر لذكر مقدمه، وشحذ أصحاب  الاعمدة الصحفية في جميع صحف الحكومة اقلامهم ليبينوا له الى اين دفع. امتدح محرر "روز اليوسف"، كرم جبر، في الحقيقة علم البرادعي وشخصيته وذكر ان "التنافس بين المرشحين يخرج من الاشخاص افضل ما فيهم ولهذا ينبغي تشجيعه". لكنه سارع آنذاك الى اضافة ان "البرادعي استغل عمله الدولي لمصلحته الشخصية فقط لا لمصلحة مصر، وبهذا يشبه بطرس غالي وآخرين. ان مصر هي التي منحت البرادعي حقوقه لا العكس. ان عدد مستقبلي البرادعي في المطار لم يبلغ مليونا – وهو عدد مستقبلي مدرب فريق كرة القدم حسن شحاته، ولا خمسين الفا – وهو عدد مستقبلي الفائز في مسابقة "ستار اكاديمي". وعلى العموم يقول جبر ان من يطلب تغييرا للدستور لتسهيل انتخابه، ليتفضل قبل باعلان ترشحه. ان تعديلات الدستور قبل سنة من موعد الانتخابات تعني ان  تدفع  الدولة الى جحيم.

        ليس هذا هو النقد الوحيد لممثلي السلطة على البرادعي. فبإزاء متصفحي الانترنت الكثيرين الذين يؤيدون ترشيحه ويعملون في أن يجندوا له تأييدا – صفحة فيس بوك خاصة، "البرادعي لرئاسة مصر في سنة 2011"، اقيمت على شرف الرجل الذي يريد احداث ديمقراطية في مصر – المواقع الصحفية المصرية غارقة في تهم يوجهها اليه متصفحون من قبل الحكومة، لانه لم يفعل شيئا في مقاومة الفساد في مصر في الفترة كلها التي قضاها خارج البلاد. "انه يريد ان نقدم له الرياسة على طبق فضة"، كتب طلال يحيى ابو شعيشع في موقع الصحيفة "المصري اليوم"، "رويدكم عندما تثورن على رئيسنا مبارك، العزيز على قلوب ملايين المصريين وفيهم ايضا من ذهبوا لاستقبال البرادعي".

        لكن اذا تجاهلنا ايضا النقد الشديد وضغوط الحزب الحاكم، فان طريق رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق الى كرسي الحكم في مصر، اذا استقر رأيه على المنافسة، صعبة طويلة. البرادعي، وهو من مواليد حي الدقي في القاهرة، معروف جيدا في الحقيقة في دوائر النخب المصرية في القاهرة، لكن اسمه غير معروف في الضواحي الكبيرة حيث يسكن اكثر مواطني مصر. وليس هو ايضا المرشح الوحيد الذي يطمح الى الولاية السامية. فعمرو موسى ايضا يسعى اليها، وعمر سليمان، وزير المخابرات المصرية مرشح يتحدث عنه ايضا. وكل ذلك قبل ان يعلن جمال مبارك بنيته.

        دبلوماسية ضرب

        احدث المؤتمر الدولي الذي عقد في الاسبوع الماضي في الدوحة عاصمة قطر، وتناول علاقات الدول الاسلامية بالولايات المتحدة، حادثة دبلوماسية عاصفة ايضا. فعلى هامش الحدث التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، رئيس حكومة تركيا رجب الطيب اردوغان. طال اللقاء الذي سميت له عشرون دقيقة، وعندما انقضت ساعة وبلغ موعد لقاء كلينتون حاكم قطر، حاول سفير الولايات المتحدة في قطر، جوزف لهبرون، دخول الغرفة لاخراج كلينتون. وهنا لقي مستشاري اردوغان الذين وقفوا خارج الغرفة، وعلى رأسهم مستشار اردوغان السياسي، فؤاد تنلاي. وقف تنلاي في وجه لهبرون وطلب اليه ان يدع اللقاء مع اردوغان يستمر. أصر لهبرون وقال ان "اللقاء مع الشيخ القطري أهم"، وحاول الدخول مرة اخرى. تقول التقارير ان تنلاي قبض على عنق لهبرون وبين له انه "لن يحدد ما هو الاهم". دفع لهبرون المستشار التركي بقوة، وآنذاك اضطر المستشارون الاخرون ومساعدو السفير الى التدخل للتفريق بين الصقرين.

        بالمناسبة، سبب طول الحديث بين كلينتون واردوغان كان الاختلاف في قضية فرض العقوبات على ايران. فكلينتون لم تنجح في اقناع تركيا بتأييدها.