خبر ازدواجية اخلاقية أوروبية- يديعوت

الساعة 09:32 ص|24 فبراير 2010

من دبي الى الضفة وبالعكس

بقلم: دوف فايسغلاس

تنديد فرنسا، بريطانيا والاتحاد الاوروبي باستخدام جوازات السفر الاوروبية المزعوم في حملة التصفية في دبي يجب أن يرد الى اعقابه. فلا يوجد مزاودة وازدواجية اخلاقية اكبر من هذا: الارهاب والمنشغلون فيه اعفوا أنفسهم من كل قواعد اللعب الدارجة، ولهذا فانهم لا يستحقون الحماية من هذه القواعد. الثرثرة الاوروبية بشأن قانونية نشاط سري وشفافية في التحقيق فيه هي مزاودة وازدواجية اخلاقية، وذلك لان الاجهزة السرية الاوروبية تستخدم اساليب مشابهة – وأخطر منها – في حربها ضد الارهاب الموجه ضد بلدانهم.

ماذا تريد اوروبا؟ قتال عسكري ضد الارهاب، مثلما تعرفنا في "رصاص مصبوب" (وفي افغانستان)، يلحق ضحايا أبرياء. وهو أمر سيء، ينتهي بتقرير غولدستون. والان عملية سرية ودقيقة، تمس فقط بالارهاب نفسه، وتمنع، في الغالب، مسا عشوائيا بغير المشاركين – هو ايضا شيء سيء. إذن ما هو الامر الذي ليس كذلك؟

بيان التنديد الاوروبي لا يذكر دبي على الاطلاق. ليس فيه ذرة انتقاد او احتجاج على دولة جعلت القاتل، مهرب السلاح المعلن، يدخل ويخرج منها واليها كبيته. من الصعب الافتراض بان شرطة دبي، التي منذ كشفت عن العملية لا تكف عن التباهي بقدراتها، لم تعرف ماضي المبحوح الاجرامي وانشغالاته الجنائية. ولو كانت تصرفت كدولة سليمة، واحبطت عمل الرجل الاجرامي او، للاسف، رفضت ادخاله، لجعلت الاغتيال زائدا او غير محتم.

برأي المنددين الاوروبيين، فان منح ملجأ، حرية حركة ومساحة عمل لمجرمي الارهاب ليس جديرا بالتنديد، بالانتقال او حتى بالذكر. اما الدعوة الانفعالية لـ "تنفيذ القانون" فيجب أن تكون موجهة لدبي وجيرانها، التي يتجول فيها نشطاء ارهابيون دون عراقيل (وربما ايضا في ذات المناسبة لسوريا، الحبيبة المتجددة لاوروبا، التي عاصمتها هي مقر آمن لاسوأ ما في منظمات الارهاب).

الموقف الاوروبي جدير بالتنديد ولكن لا يعفي هذا اسرائيل من الانشغال بالمسألة الصعبة: لماذا ترد اوروبا بتشدد بهذا القدر على عمل مبرر وجدير.

الرد الدارج، على نمط "العالم كله ضدنا" تبسيطي وغير كافٍ. يبدو، لشدة التخوف، ان الرد المتشدد هو مؤشر مؤسف آخر على الهبوط المتواصل في مكانة اسرائيل.

سبب فقدان التأييد واضح: عن حق او عن غير حق، معظم دول العالم ترى في التواجد الاسرائيلي في يهودا والسامرة عائقا اساسا في تحقيق التسوية السياسة. من جهة اخرى، نجحت السلطة الفلسطينية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في أن تخفض الارهاب بشكل جوهري، ان تفرض القانون والنظام وان تحدث، بمساعدة عالمية، تطورا اقتصاديا مثيرا للانطباع.

طالما كان الارهاب يعربد، حظي الموقف الاسرائيلي، الرافض لكل مفاوضات سياسية الى أن يتوقف الارهاب، بالفهم والاعتراف في العالم، وجرى تبنيه بدعم دولي واسع في "خريطة الطريق". اليوم يختلف الوضع جوهريا. لا ارهاب في يهودا والسامرة، ولكن لا مفاوضات ايضا. لم تفلح محاولة اسرائيل تعليق الذنب في الجمود على الفلسطينيين، وهم يطالبون بتجميد مطلق للبناء كشرط مسبق لاستئناف المحادثات.

وقد قبل العالم هذا المطلب على اعتباره معقولا فيما يتمكن الفلسطينيون من استغلال العزلة السياسية لاسرائيل والاقناع بان اصرارها على مواصلة البناء في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية وفي المناطق العربية في شرقي القدس هو سبب الازمة السياسية.

الشكوك في العالم بالنسبة لعدالة الموقف العام لاسرائيل تؤثر على الموقف من مكافحة الارهاب. مؤيدو السياسة التي تعتقد باستمرار السيطرة الاسرائيلية في يهودا والسامرة يجب أن يأخذوا بالحسبان بان ثمنها يجد تعبيره ايضا في ميدان الحرب ضد الارهاب.