خبر نهاية للطرق الحمراء- هآرتس

الساعة 09:31 ص|24 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

في غضون يومين سجل حدثان اليمان لتذكيرنا بالوضع الاشوه لطرق اسرائيل. ذات مرة في "أزمة سير الدولة"، التي امتدت على طريق الشاطيء عقب انقلاب شاحنة، ومرة في طريق 25 في النقب، عندما فقد سائق شاحنة السيطرة، انتقل  الى المسار المعاكس، وسحق حتى الموت خمسة نفوس.

        انقلاب الشاحنة في طريق الشاطيء يوم الاحد أحدث ازمة بطول كيلومترات، وفيها آلاف السواقين المحبطين الذين ما كان بوسعهم ان يتحركوا على مدى ست ساعات. الضرر الاقتصادي وعلى اعصاب السواقين واضح. هذا حصل لان طريق الشاطيء طريق قديم. في المقطع الطويل الذي بين نتنياهو وحيفا (حيث وقعت حادثة الطرق) يوجد مسلكين فقط، تجري صيانتهما بشكل معيب، ولا توجد انارة، باستثناء المفترقات. لو كان للطريق ثلاثة مسالك، لما كانت حادثة الطرق قرب مفترق يناي أصبحت أزمة سير الدولة إذ كان ممكنا ابقاء مسار واحد مفتوح مع هوامش معتبرة.

        الحادثة في الجنوب أول أمس وقعت في احد الطرق الاكثر خطرا في البلاد. هذا طريق متلو وضيق، في سنوات 2003 – 2008 قتل فيه 53 شخصا. في المقطع الذي وقعت فيه الحادثة لا يوجد حاجز فصل، وعليه فكل خطأ لسائق يحدث انحرافا عن مسار، من شأنه أن ينتهي بحادثة طرق جبهوية شديدة.

        توجد في اسرائيل طرق عديدة اخرى كهذه، مستوى صيانتها هو اخفاق مواصلاتي لدولة من العالم الثالث ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يشغل باله بمثل هذه الصغائر. فهو يسير نحو الاعمال العظيمة. في يوم الحادثة في الجنوب عقد مؤتمرا صحفيا كي يعرض "رؤياه": سلطة قطرية للقطارات. وهذه خطة كلفتها 27.5 مليار شيكل، ستكلف ضعف ذلك بالطبع. صحيح انه ازيل من التخطيط الاولي بعض المشاريع الهاذية، مثل سكة الحديد الى ايلات او الى كريات شمونا، ولكن بقيت فيها خطوط قطارات زائدة وتبذيرية في الغالب.

        بدلا من القاء المال الطيب على مشاريع تستهدف الاستعراض والعلاقات العامة، كان ينبغي لنتنياهو ان يعلن عن رؤيا مختلفة تماما: نهاية للطرق الحمراء. كان ينبغي له أن يأخذ المليارات وان يخصصها قبل كل شيء لجعل طرق اسرائيل اكثر امانا بالمستوى الدارج في الدول الغربية. إذ دوما ستكون اخطاء على الطريق؛ هذه طبيعة الانسان. ولكن محظور ان ينتهي كل خطأ انساني بالضرورة بالموت.