خبر الأسير المقدسي جمال أبو صالح يدخل عامه الاعتقالي الثالث والعشرين

الساعة 07:58 ص|24 فبراير 2010

الأسير المقدسي جمال أبو صالح يدخل عامه الاعتقالي الثالث والعشرين

فلسطين اليوم- القدس

أكثر من اثنين وعشرين عاماً قضاها الأسير جمال أبو صالح أحد عمداء الحركة الأسيرة في الأسر، ولد الأسير جمال حماد حسين أبو صالح بتاريخ 2 – 4 – 1964، واعتقل بتاريخ 21 – 2 – 1988 من بيته على أيدي المخابرات وحرس الحدود وتعرض لتعذيب قاسي استمر قرابة الشهر.

وقد وجهت لأبي صالح عدة تهم بعد اعتقاله وهي انتمائه لتنظيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورشق الحجارة وتوزيع المنشورات، وصدر بحقه حكمًا يقضي بسجنه لمدة عامين ونصف العام، وأثناء وجوده في السجن وجهت له إدارة السجن تهمة قتل عميل في السجن بمشاركة رفاقه بلال أبو حسين وأحمد عميرة، وتم إصدار حكم بحقه ورفاقه يقضي بسجنهم مدى الحياة.

وقد قدم جمال وبلال وأحمد إستئنافًا لحكمهم وتم تخفيض مدة الحكم للأسيرين بلال وأحمد الى 38 عامًا أما جمال فتم رفض تخفيض حكمه بحجة أنهم يعتبروه خطرًا على أمن الدولة .

وخلال فترة اعتقاله تنقل بين عدة سجون مثل شطه عسقلان, نفحه، هشارون, الرمله, وهو موجود حاليًا في سجن جلبوع .

وكان يعاني الأسير من مرض خطير في الرقبه والغدد حيث اجريت له في عام 2007 عمليه استئصال ورم سرطاني بعد أن تدخل محاميه لدى إدارة السجن ومستشفى العفوله من أجل إجراء العملية حيث أن إدارة السجن كانت قد قررت تأجيل العملية إلى أجل غير مسمى، ولو كان حصل ذلك وأجلت العملية لكان وضع جمال صعب للغاية، تقول زوجته "الحمد الله تم استئصال الورم السرطاني وهو من نوع حميد ونأمل عدم عودته"، بالإضافة إلى ذلك يعاني الأسير جمال من أمراض المعدة والروماتيزم وتفتت في الفقرة الرابعة .

مع العلم أن جمال كان يعمل في مهنة الحدادة، و كان نشيطا في العمل النقابي، و كان يشغل منصب أمين سر نقابة عمال الحدادة عام 1985 .

معاناة الأسير جمال أبو صالح لم تقتصر عليه، بل إمتدت قساوتها لتطال زوجة الأسير وأولاده، فما زالت زوجته وولديه يفتقدان لوجوده بينهما.

تقول زوجته " لقد اعتقل زوجي وعمر إبنتي نسرين عامين ونصف العام، وإبني كايد عام ونصف العام، وقد عانيت كثيرًا من ظروف الحياة القاسية، خاصة أنني أصبحت أتحمل مسؤوليتهما لوحدي، وبسبب بعد أهلي عني الذين يقطنون الأردن وعدم وجود معيل للأسرة، شعرت حينها بالألم والحسرة، حتى والدي الذي كان يزورني بين حين وآخر توفي في عام 1991 ."

وأضافت" لقد تلقيت عدة ضربات قوية في وقت واحد وهي وفاة والدي من جهة وحكم زوجي مدى الحياة من جهة أخرى، حتى أني قضيت ثلاث سنوات ودمعتي لم تجف من عيني من شدة فاجعتي بوفاة والدي، وبعد إعتقال زوجي لم يكن وضع منزلنا كما هو حاليًا فقد كنا نعيش في وضع يرثى له، حيث كنت أعيش مع ولدي في غرفة واحدة فقط".

وتابعت " منذ إعتقال زوجي ونحن نواجه صعوبات جمة حتى يومنا الحالي، فقد أثر إعتقاله نفسيا على ولديه خاصة إبنته التي تشعر أنها ليست كغيرها من مثيلاتها، فوالدها لا يعيش بقربها في المنزل، ومنذ ولادتها حتى الآن لم تراه إلا وهو وراء القضبان".

وأضافت " لا نقدر على نسيانه أبدًا فهو موجود في كل ركن بالمنزل، أشعر به دومًا ، فأنا أحتاج إليه كأي زوجة تحتاج إلى حنان زوجها وعطفه، وأتمنى أن يمن الله عليه بالفرج القريب".

أما كايد فكان قد تعرض للإصابة خلال إنتفاضة الأقصى مما إستدعي لنقله إلى مستشفى المقاصد .

فقد الأٍسير جمال والديه خلال وجوده في الأسر، فقد توفيت والدته عام 1996، أما والده فقد توفي عام 2006، مما ترك أثرا كبيرا وولد حزنا عميقا لديه، فلم تسمح إدارة مصلحة السجون أن يشارك أهله الأحزان سواء في تشييع الجثمان أو تقبل العزاء .

وفي العام الماضي إحتفلت العائلة والأصدقاء بزفاف كايد، و كانت الفرحة منقوصة بسبب غياب رب الأسرة، فقد كان يأمل الأٍسير جمال دوما أن يكون بجانب إبنه كايد في هذا اليوم، وكذلك كان يتمنى كايد، حيث حاول تأجيل زفافه على أمل إتمام صفقة التبادل إلا أن الأمور تعثرت أكثر من مرة، مما إضطر الأهل لإتمام الزفاف على أمل أن يتحرر جمال في القريب العاجل .

وكان تلفزيون إم بي سي قد أجرى مقابلة مع كايد يوم زفافه بينما شاهد جمال إبنه من خلال التلفاز و هو خلف القضبان، و قد إختلطت مشاعره في تلك اللحظات بين الفرح و الحزن، فهو مشتاق أن يحتضن إبنه في يوم زفافه، إلا أن جرم السجان حال دون ذلك، و ها هي العائلة تنتظر قدوم المولود الجديد، و تدعو الله عز و جل أن يفرج كرب جمال و من معه من الأسرى و ليلتم الشمل.