خبر ما رأي الدين فيمن يبرر لنفسه كل خطأ؟

الساعة 12:17 م|23 فبراير 2010

 

ما رأي الدين فيمن يبرر لنفسه كل خطأ؟

فلسطين اليوم- وكالات

السؤال: لي صديق يبرر لنفسه كل خطأ. وإذا تعامل مع غيره لا يتقبل منهم نفس الخطأ. فما رأي الدين في ذلك؟

 

** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر: كثيرون من الناس يتساهلون مع أنفسهم ويبررون لها ما يفعلون وإذا تعاملوا مع غيرهم لا يقبلون منهم نفس الأعذار التي يلتمسونها لأنفسهم. ونجد صورة ذلك في معاملاتنا اليومية. ولقد حذر الله تعالي من استخدام مثل هذا الأسلوب. بل توعد فاعله بالعذاب الشديد.

 

ففي مجال المعاملات يقول: "ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" "المطففين 1-3".

 

وفي مجال الشهادة ورد الحقوق. يقول: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله ولو علي أنفسكم" "النساء/ 135".

 

وفي مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يقول: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون" "الصف 2-3".

 

"فالإنسان السوي يعطي الحق من نفسه كما يتقاضاه من الآخرين.. ولا يطبق معايير مختلف في التعامل "وهو ما يسمي بازدواجية المعايير" فإذا كان عليه الحق أراده في موعده. ودون تلكؤ أو تباطؤ.. وهو ما ينتظره من الآخرين أن يؤدوا له حقه في الموعد المضروب لذلك.. ولو أنصف الواحد نفسه لطبق عليها نفس المقياس الذي يطبقه علي الآخرين من ناحية. ولما جامل أحداً علي حساب أحد من ناحية أخري".

 

فينبغي علي الإنسان أن يكون عادلاً. لأن العدالة لا تعرف الانتقاء في التطبيق. حتي ولو علي نفس الإنسان التي بين جنبيه. والنبي الكريم "صلي الله عليه وسلم" يضرب لنا أروع الأمثال في ذلك حين يقول: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" "رواه البخاري".

 

فالتفاضل بين الإنسان وغيره من الناس لا يخضع لمعايير. لأن الجميع سواء في البشرية والقيمة الإنسانية. وفي ذلك يقول الله تعالي: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" "النساء/ 1".