خبر أملاك اليهود- اسرائيل اليوم

الساعة 09:53 ص|23 فبراير 2010

بقلم: تسفي غباي

(مستشرق وسفير متقاعد)

 (المضمون: حدثت كارثة طرد يهود  الدول العربية وسلبهم املاكهم بلا أي سبب بخلاف نكبة الفلسطينيين. وعلى ذلك يجب على حكومة اسرائيل ان تثير هذا الموضوع في كل تسوية في المستقبل - المصدر).

        اقتراح القانون الذي يعترف بتعويض يهود الدول العربية في اطار مسيرة السلام، والذي طرح أمس في الكنيست يرمي الى ضمان حقوق اليهود الذين تركوا أملاكهم في الدول العربية، وبلغ أكثرهم اسرائيل بلا شيء. اقتراح القانون، الذي تؤيده حكومة اسرائيل، أتى على أثر قرار اتخذ في الأول من نيسان 2008 في مجلس نواب الولايات المتحدة، وهو تطور عدل مناسب لتأييد جمعي. فلأول مرة منذ قيام الدولة تحصل حقوق يهود الدول العربية على اعتراف قانوني في اسرائيل. الى الان اختارت حكومات اسرائيل تجاهل القضية في حين توجد قضية اللاجئين العرب وحقوقهم في مركز الخطاب العام.

        حان وقت تصحيح الوضع. مع اقامة دولة اسرائيل حدثت مأساتان: احداهما مغادرة الجماعات اليهودية التي عاشت في الدول العربية آلاف السنين، والثانية هي النكبة التي اصابت العرب الفلسطينيين على اثر محاربتهم اسرائيل في 1948.

        برغم أن الأبعاد الانسانية والمادية للكارثة التي حدثت ليهود الدول العربية أكبر من أمثالها في النكبة (فعدد اليهود الذين غادروا بيوتهم وقد فقدوا كل شيء 856 الفا قياسا بعدد اللاجئين الفلسطينيين الذي بلغ حتى بحسب منظمة الغوث 650 الفا)، فانه لا اسم لها ولا تحظى بصدا اجتماعي او اعلامي ذي شأن. يكمن سبب ذلك في حقيقة ان يهود الدول العربية أعادوا بناء انفسهم في اسرائيل، وغابت عن العين نوائبهم الاولى في معابر الخيانة. في مقابلة ذلك، تحرص الدول العربية على الحفاظ على بؤس اللاجئين ولا تمكنهم من اعادة بناء أنفسهم او الحصول على الجنسية فيها بسبب عقيدة فحواها ان اعادة بناء حياة اللاجئين ستجدي على اسرائيل.

        تمت كارثة يهود الدول العربية بلا أي سبب، خلافا للنكبة. فاليهود الذين عاشوا في الدول العربية لم يحاربوها كما حارب الفلسطينيون اسرائيل. كان اليهود كبش الفداء في الصراعات بين الدول العربية وداخلها. بخلاف الزعم الذي يقول ان اقامة الدولة افضت الى اضرار باليهود، الحقيقة هي ان اعمال التنكيل بيهود الدول العربية تمت قبل اقامة دولة اسرائيل. جرى التعبير عنها بتمييز في مجالات الاقتصاد والتربية والحياة العامة. والى ذلك حدثت أعمال شغب متوحشة موجهة الى اليهود. في العراق حدثت أعمال شغب في عيد الاسابيع 1941 (وهي التي تسمى باسم "فرهود")، والتي قتل فيها 135 وجرح مئات. وفي ليبيا، في تشرين الثاني 1945، قتل 133 وجرح 400 رجل وامرأة وولد. بل تم في مصر في حلك الليل طرد جمعي. ان اعمال الشغب هذه وغيرها التي تمت في  الواقع في جميع الدول العربية، افضت آخر الامر الى هجرة اليهود الجمعية، وعلى نحو غير قانوني ايضا.

        خلف اليهود وراءهم أملاكهم وأملاك طوائفهم القديمة: المدارس والكنس والمشافي وقبور الانبياء وغير ذلك. سيطرت الحكومات العربية على الاملاك كلها واستغلتها في احتياجاتها.

        لم تثر اسرائيل، لاسباب غير مفهومة الكارثة التي اصابت يهود الدول العربية في جدول عملها الاعلامي والسياسي. سمع العالم كثيرا بعدم العدل وبالظلم الذي وقع بالفلسطينيين، لكنه لم يكد يسمع شيئا عن الظلم الذي وقع باليهود الذين عاشوا في الدول العربية.

        ازاء قبول مبدأ "دولتين للشعبين"، الذي يشتمل ايضا على طلب الفلسطينيين "حق العودة"، يجب على اسرائيل ان تثير في مقابلة ذلك قضية لجوء يهود الدول العربية. ومن المناسب في كل تسوية سياسية ان يؤخذ في الحساب كل الاحداث في الشرق الاوسط في الستين سنة الاخيرة. ان الموافقة على اقتراح القانون في الكنيست الذي يعترف بحقوق يهود الدول العربية، هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح العدل.