خبر يراقصون الظلاميين- معاريف

الساعة 09:49 ص|23 فبراير 2010

 

بقلم: بن درور يميني

 (المضمون: ثمة من يرفضون اعمال التصفية التي تقوم بها اسرائيل وشبيهاتها في العالم بحجة الدفاع عن الاخلاق وهذا خطأ يبين الواقع عكسه - المصدر).

دعوا العملية، قد تكون كاملة وقد تكون فاشلة، يقول لنا "الاخلاقيون". هلم نبحث القضية الاخلاقية. كيف لا يوجد في اسرائيل اعتراض من الأساس على مجرد عمل القتل، أي الاعدام او القتل العمد، الذي نفذه بحسب نشرات أجنبية مبعوثو دولة اسرائيل. انهم على حق. يحسن بحث القضية. هل من المناسب ان تنفذ دولة ديمقراطية اعداما؟ لنفحص.

        يجول في العالم قتلة كبار. وهم يحظون بحماية الدول التي هم ضيوف عليها. تبرز من بينها جميعا دولا مسلمة. في الخمسينيات والستينيات وجد نازيون كثير ملاذا في سورية ومصر. بل ان هذا التقليد لم ينقطع قط. فقد وجد نشطاء القاعدة ملاذا في السودان، ويجلب مؤيدوهم الخراب على كل مكان آخر ينتشرون فيه كالسرطان. وكذلك بطبيعة الامر ايضا حزب الله الذي يستعمل لبنان على انه قلعة متقدمة لايران، ويجعل الدولة تدفع ثمنا باهظا؛ وكذلك اليمن التي اصبحت ملجأ لنشطاء القاعدة، وكذلك حماس، التي غلبت نظاما مرعبا في القطاع، ويهدد نشطاؤها بالتعاون مع ايران وحزب الله نظام الحكم في مصر.

        لا يوجد اي امكان لدولة في العالم الحر ان تحاكم الارهابيين هؤلاء. حتى لو صدر فيهم أمر اعتقال فانه لا يساوي الورقة التي كتب فيها. أصدر المدعي العام للمحكمة الدولة الجنائية أمرا باعتقال رئيس السودان عمر البشير، عن المجزرة في دارفور. اصبح البشير ردا على ذلك ضيف شرف للجامعة العربية، وأصدر رئيس حكومة تركيا فتوى تقول ان "المسلم لا يمكن ان ينفذ مذبحة شعب". بعبارة أخرى هو بريء قبل ان تستمع الشهادات.

        في بريطانيا المتنورة أمر اعتقال لواحد وحيد من رؤساء حماس هو يونس الاسطل، الذي يبيح القضاء على اليهود، ويعمل ايضا واحدا من رؤساء الجامعة الاسلامية في غزة. في واقع الامر عقدت جامعة بريطانية جليلة واحدة في الاقل حلف مناصرة مع المؤسسة الاكاديمية للاسطل. سيحظى بمظاهرة مشايعة اذا ما وطأت قدمه لندن وعندما يفعل ذلك.

        هذه هي الخلفية. ان خيارات النضال في نطاق قنوات القانون الدولي محسومة. وعلى أية حال تسيطر اكثرية تلقائية من الدول الظلامية على جزء كبير من الدوائر الدولية. ولما كانت دول العالم الحر اقلية في العالم – فان الارهابيين الكبار مثل المبحوح يشعرون بأنهم محميون. سيتابعون دحرجة صناعة القتل العالمية وهم يعيشون في مستوى خمسة نجوم.

        وما الذي يقترحه علينا اولئك الذين يتنكرون بلباس الاخلاقيين؟ انهم يزودون كبار صناعة القتل بلوائح الدفاع. يحج نوعام تشومسكي ونورمان فينكلشتاين الى حزب الله؛ ويحج عضو البرلمان البريطاني، جورج غلوي، والحاصلة على جائزة نوبل، مرياد مغفاير الى حماس؛ ويمنح الفيلسوفان ايلان باديو وسلفيو جيجاك الاسلام الجذري والارهاب هالة رومانسية. لقد أجلا ذات مرة ستالين، وبعد ذلك ماو تسي تونغ وبول بوت وصداما وعرفات. اما الان فنصرالله ومشعل وهنية. اذا كان هؤلاء هم الاخلاقيين فان الاخلاق في مشكلة.

        وزعم آخر هو ان هذه التصفيات لا تساعد. فهي لا تعدو ان تزيد الشعور بالاحباط والابدال الشبان اشد فتكا. أهذا حق؟ نشر في المدة الاخيرة فقط معطيات الارهاب العالمي. تبين مثلا ان اسرائيل ليست كما اعتقدنا. ليست هي مصابة بالارهاب. وكذلك ايضا سائر البلدان الغربية. مما يزيدنا فرحا ان لا احد قبل مشورة "الاخلاقيين". وهذا يعني ان كثيرين في العالم يتمتعون بهدوء نسبي بسبب أعمال يحسن الصمت عليها. هذا ينجح.

        ذبح عشرات الآلاف في السنين الاخيرة بسبب صناعة الارهاب، يكاد يكون أجمعهم في دول مسلمة. الاسلاميون يذبحون المسلمين. ولا يرى ذلك "الاخلاقيون". فهم دائما يعلمون ان الاخرين مذنبون. الغرب والرأسمالية والصهاينة. وهكذا فان المشهد الحالي استمرار طبيعي للمشهد الثابت. انهم دائما الى جنب الظلاميين.