خبر المصالحة الوطنية.. مكانك سـر!!

الساعة 09:24 ص|23 فبراير 2010

المصالحة الوطنية.. مكانك سـر!!

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

اجتماعات متواصلة وزيارات مقتضبة ولقاءات ثنائية وأخرى موسعة.. نشاطات تقوم بها الفصائل الوطنية والإسلامية لعلها تجدي نفعاً وتضيف جديداً على ملف المصالحة الوطنية الذي يبدو وكأنه "مكانك سر".

 

فما يلمسه الشارع الفلسطيني الذي لم يعد يكترث للمصالحة، لأنه "ملً" من الحديث في هذه القضية التي لم تشفع لها الدماء التي سقطت خلال الحرب الأخيرة على غزة.

 

"فلسطين اليوم الإخبارية" حاولت تسأل عدداً من الفصائل والمحللين عن إمكانية أن يكون هناك شيئاً جديداً في هذا الملف، أم سيبقى ساكناً لا حراك فيه.


مواقف محطبة

الدكتور فيصل أبو شهلا النائب عن حركة فتح، موقفنا منذ البداية بالنسبة لملف المصالحة واضحاً وندعو حركة حماس للالتزام بها وتوقيع الورقة المصرية، حتى لا يكون هناك مبرر أمام العرب أن هناك خلاف فلسطيني ستحول دون دعم الموقف الفلسطيني في صراعه مع إسرائيل.

 

وأضاف أبو شهلا، أن الاجتماعات الأخيرة التي كانت بوجود الدكتور نبيل شعث شهدت مناقشة لملاحظات حماس على الورقة المصرية، واختتمت بوعود لدراسة الموقف والتوقيع، ولكن حتى الآن لم يحدث استجابة أو توقيع على الورقة.

 

وأشار النائب أبو شهلا، إلى أن مواقف وتصريحات حركة حماس غير مشجعة، حيث أن هناك تصريحات تسبب الإحباط ولا تدعو للتفاؤل، مؤكداً أن ملف المصالحة لا يتقدم، واتهم حماس بتهجمها على حركة "فتح" في إعلامها.

 

وأضاف النائب أبو شهلا، أن زيارات القيادات الفتحاوية لقطاع غزة، كانت تهدف لكسر إذابة الجليد.

 

وحول علاقة حادث اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، انتقد الدكتور أبو شهلا توجيه أصابع الاتهام لحركة فتح، وتبرئة الموساد، متسائلاً عن علاقة "فتح" بعملية الاغتيال، مؤكداً أن هذا الحادث أثرً سلبياً على ملف المصالحة الوطنية.

 

لا جديد

أما حركة حماس، فاكتفت بالتعليق على هذه القضية على لسان القيادي في الحركة الدكتور اسماعيل الأشقر بالقول :" لا يوجد شئ جديد في هذا الملف".

 

حراك إيجابي

ومن جانبه تحدث جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن وجود حراك إيجابي في ملف المصالحة الوطنية على مستوى القاهرة وفي الساحة الفلسطينية الداخلية.

 

وأوضح المجدلاوي الذي زار القاهرة مؤخراً والتقى بمسؤولين مصريين، أن ماسمعه خلال لقاءاته يدعو للتفاؤل لتذليل العقبات التي تواجه المصالحة الوطنية وتوقيع الورقة المصرية، والبحث فيما بينهم لوضع آليات عمل متتمة لهذه الإجراءات كتحويل هذه العملية برمتها لخطوات ملموسة.

 

وحول الساحة الفلسطينية الداخلية، أشار المجدلاوي إلى اجتماعات عقدت بين الفصائل الوطنية والإسلامية للبحث في السبل التي تمكن الفلسطينيون من التوصل إلى التوقيع على الورقة المصرية.

 

وأضاف، أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار الحرص الذي أبداه الجميع سواء خلال الاجتماعات الثنائية أو في اجتماعاتها الموسعة، واستعداد الجميع للبدء في سياسات وسلوكيات للوصول إلى المصالحة.

 

وشدد المجدلاوي، على أنه لا يوجد ما يمنع من التوصل لتفاهمات مفصلية خاصةً أن هذه القضايا هي شأن فلسطيني ولا علاقة لمصر فيها.

 

وحول علاقة زيارة الدكتور نبيل شعث إلى غزة بهذا الحراك، فنوه المجدلاوي إلى أن هذه الزيارة لا شك في أن لها دور كبير في الحراك السياسي.

 

استرخاء سياسي

المحلل والكاتب السياسي الدكتور ناجي شراب، رأى أن المتغير الرئيسي الذي قد يدفع الفلسطينيين للتوقيع على ورقة المصالحة، لم يعد العامل الفلسطيني الفلسطيني، والحراك الفلسطيني الداخلي، أو حتى ماتقوم به إسرائيل من سياسات عدوانية بحق شعبنا، والتي كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمي ومواقع أثرية فلسطينية لدائرة الآثار الإسرائيلية.

 

وأوضح الدكتور شراب، أن المتغير الحقيقي هو موقف عربي موحد ومصارحة عربية عربية، والخروج من عنق الزجاجة العربية، وهذه الفرصة يمكن تحقيقها في القمة العربية المقبلة، التي يمكن من خلالها بلورة صيغة للمصالحة، وتحقيق الوحدة الوطنية، من خلال وفد مشترك من الفصائل الوطنية تشارك في هذه القمة.

 

وعن مدى استعداد الفصائل لتحقيق المصالحة، اعتبر المحلل السياسي، أن الوضع الفلسطيني للسلطة وحماس مريح، حيث أن وضع الضفة مريح بالنسبة للسلطة الوطنية، كما أن وضع غزة مريح لحركة حماس.

 

وأضاف، أن هذا الوضع المريح، يدفع لمزيد من الاسترخاء السياسي، والاستعجال السياسي لما قد يكشف عنه في التفاعلات الإقليمية والعربية والدولية حيث أن الملفات العربية والإقليمية والدولية تشهد حراكاً في عدد من القضايا الدولية الهامة كالملف النووي وعلاقات إيران، بالإضافة إلى الملف السوري.