خبر الويل لتلك السخافة .. هآرتس

الساعة 11:13 ص|22 فبراير 2010

بقلم: يهودا بن مئير

سياسة حكومة اسرائيل تجاه المنظمة اليهودية الامريكية "جي ستريت" مغلوطة، غبية، ضارة وعديمة المسؤولية. الفكرة السخيفة بانه ينبغي لاسرائيل أن تقاطع لوبي يهودي يتمتع بتأييد لا بأس به في اوساط يهود الولايات المتحدة، وخطوات في دوائر الادارة والكونغرس، فقط لان مواقفه ليست مقبولة من الحكومة، هي فكرة غير مسبوقة وتدل على فقدان الصواب.

وهذه على ما يبدو نتيجة اخرى كامنة في النفوذ المبالغ فيه الذي لليمين المتطرف (في البلاد وفي الولايات المتحدة) على رئيس الوزراء. من الصعب التصديق بان بنيامين نتنياهو، الذي يعرف جيدا الواقع الامريكي والدولي لا يعرف داخل قلبه بان الحديث يدور عن عمل سخيف لا مثيل له.

ليس سرا انه في اوساط يهود الولايات المتحدة مثلما في اوساط اليهود في اسرائيل توجد جملة واسعة جدا من الاراء والمواقف في كل المسائل السياسية على جدول الاعمال. وليس سرا انهم في اوساط الجيل الشاب من يهود الولايات المتحدة تهب رياح جديدة، في كل ما يتعلق بالمواقف في المسائل القيمية والاخلاقية التي لها آثار على موقفهم من دولة اسرائيل.

اقول بصراحة – بعض من مواقف "جي ستريت" ليست مقبولة من جانبي، وبعض من الرياح الجديدة التي تهب غريبة في نظري، ولا بد في نظر الكثيرين الاخرين في اسرائيل. ولكن الرد على ذلك ليس في فرض مقابلة وتوجيه اتهامات واهانات، بل حوار متواصل ومستمر، ومحاولة لا تكل ولا تمل للشرح والاقناع بصحة مواقف حكومة اسرائيل. وسيكون من قبيل انعدام المسؤولية الكاملة ان نبعد عنا هؤلاء اليهود بدلا من أن نبذل كل جهد مستطاع لتقريبهم، حتى في ظل جدال عسير واصرار على المواقف العادلة لاسرائيل.

"جي ستريت" تصف نفسها علنا كمنظمة مؤيدة لاسرائيل، وتشدد على كون دولة اسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي والتزام الولايات المتحدة بأمنها وسلامتها. لا يدور الحديث عن ناطوري كارتا، او عن "متسبين" بل بلب يهود الولايات المتحدة.

هل يعقل بان يرفض سفير اسرائيل في واشنطن ان يلبي دعوة مثل هذه المنظمة للظهور والحديث امام اعضائها؟ انا ممن يعتقدون بانه حتى لو كان اللوبي الاسلامي في الولايات المتحدة دعا السفير، فان عليه أن يستجيب للدعوة وان يعرض امام اعضائه بفخار مواقف اسرائيل. فما بالك عندما يدور الحديث عن لوبي يهودي. هكذا تصرفت كل حكومات اسرائيل في الماضي، من اليمين ومن اليسار.

مخالفة تجر مخالفة، وسخافة تجر سخافة اكبر منها. ما بدأ كخطوة عديمة الفهم من سفير اسرائيل في واشنطن ارتفع درجة في الاسبوع الماضي في القدس، عندما طرحت محافل في الحكومة شروطا مهينة للقاء مع اعضاء الكونغرس الذين وصلوا الى اسرائيل كجزء من وفد نظمته "جي ستريت". اعضاء الكونغرس، الذين يعتبرون من مؤيدي اسرائيل، لم يخفوا شعورهم العميق بالاهانة. فهل هذا هو السبيل لدفع مصالح اسرائيل الى الامام؟

نحن نوجد في ذروة صراع سياسي عسير لا مثيل له. اعداؤنا ومحبو طالحنا يديرون حملة عنيدة، تجوب العالم، لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل. الصراع يدور الان في اوروبا، وفي الزمن الاخير انتقل ايضا الى الحرم الجامعي في الولايات المتحدة. الامر مصيري. نحن بحاجة ماسة الى كل صديق ومؤيد ومساعد ومعاون يمكن أن نجنده. ليس لدينا حليف اكثر اخلاصا من يهود الولايات المتحدة. الحكومة الجدية والمسؤولة ينبغي لها ان تبذل كل ما في وسعها لتقريب كل دائرة ودائرة في هذه الطائفة الكبيرة، وليس ابعادها.