خبر ضمانة عربية .. سلسلة الحصار .. يديعوت

الساعة 11:11 ص|22 فبراير 2010

بقلم: الياكيم هعتسني

وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اعلن بانه اذا هاجمت اسرائيل لبنان – فان سوريا ستهرع الى نجدته. لبنان من جهته اعلن بانه سيقاتل الى جانب حزب الله. سوريا هي الاخرى وعدت بانها في حالة هجوم اسرائيلي على حزب الله ستتدخل. وفي الوقت اعلنت ايران بانه اذا تعرضت سوريا او لبنان الى هجوم اسرائيلي، فانها ستقف الى جانبهما. نائب نصرالله الشيخ نعيم قاسم اجمل الامل: سوريا، لبنان، حزب الله والفلسطينيون سيكونون جميعا معا في الحرب القادمة حيال اسرائيل، وكعقبى أعلن خالد مشعل بان حماس هي الاخرى ستشارك فيها.

هذا التهديد الجماعي الصريح جديد ومحمل بالمخاطر. فلم يسبق لسوريا أن قدمت علنا ضمانة عسكرية للبنان وحزب الله، وهكذا سلمته المفتاح لحرب اقليمية. لم يسبق أن كانت هناك مظلة عسكرية ايرانية معلنة لكل هؤلاء.

مفهوم ان الحديث عن "هجوم" اسرائيلي ليس الا facon de parleur - "كلام فاضي"، بالعربية.  فالدول لا تعترف بالهجوم. المانيا النازية البست السجناء بزات الجيش البولندي واجبرتهم على "مهاجمة" محطة راديو "غلاي بيتش" الالمانية (وان يُقتلوا) . "وردا" على هذا "العدوان" – اجتاحت بولندا.

عن البيانات المذكورة اعلاه، والتي معناها حصار عسكري لم ترد اسرائيل الرسمية، باستثناء انفجارات وزير الخارجية ليبرمان الذي هدد كرسي الاسد اذا ما تورط في مؤامرة عسكرية.

هذه شهادة فقر حال لمصممي الرأي العام، الذين بدلا من "ان يمزقوا" وزير الخارجية على تصريحاته المزعوم بانها "غير دبلوماسية" لم يدقوا جرس التحذير ولم يسألوا رئيس الوزراء لماذا يصمت امام تحالف عدواني معلن من ايران وحتى حماستان.

نتنياهو هو عارف كبير في التاريخ، ولا يحتمل أن هذه السلسلة من الاعلانات المهددة لم تذكره بالحرب العالمية الاولى، التي حوصر فيها الحلف الالماني – النمساوي بطوق من الاحلاف المعادية: روسيا – فرنسا (1894)، فرنسا – بريطانيا ("الاتفاق الودي"، 1904) ، بريطانيا – روسيا (1907). عبوة متفجرة احرقها قاتل ولي العهد النمساوي فردينند في سراييفو على ايد ارهابي صربي. النمسا اعلنت الحرب على الصرب، والمانيا وقفت خلفها. الروس ايدوا الصرب واجروا تجنيدا جزئيا. فرنسا وقفت خلف روسيا. المانيا رد بتجنيد خاص بها. روسيا ردت بتجنيد كامل. النمسا رد بالتجنيد والمانيا اطلقت الى روسيا بانذار لالغاء تجنيدها في غضون 12 ساعة. ولما كانت هذه لم تستجب، اعلنت عليها الحرب. حان دور فرنسا للتجنيد العام، والمانيا لتحذيرها لانذارها وبعد ذلك لاعلان الحرب عليها والاجتياح الفوري لبلجيكيا. الامر الذي ادى الى انضمام بريطانيا، زعما بسبب خرق الحيادية البلجيكية من قبل الالمان.

هكذا دهورت الاحلاف المعادية اصحابها الى حرب شاملة، بشكل تلقائي تقريبا. ومن جر الجميع الى الدوامة الدموية كان الاصغر والاقل مسؤولية منهم جميعا – صربيا. رد فعل متسلسل كهذا يمكن أن تحدثه اليوم حماس ايضا.

ليبرمان كان الوحيد الذي تناول جسامة اعلانات الحصار، وكذا تحذيره بشأن مصير السلالة العلوية كان في مكانه: في ختام الحرب اياها فقد القيصر الروسي تاجه (وحياته) وقيصرا المانيا والنمسا والسلطان التركي – نفوا.

على نتنياهو ايضا أن يسأل نفسه، ما الذي ادى الى سيطرة حماس على لبنان ان لم يكن الهرب المعيب منه في العام 2000 والخيانة السافلة لجيش لبنان الجنوبي؟ وما الذي جلب التهديد من الجنوب، ان لم يكن طرد اليهود من القطاع، الذي اخلى المكان لحماس.

لا يزال "ينقص" التهديد من الشرق، هناك الجيش الاسرائيلي وجمهور المستوطنين يحمون ظهر الدولة. ولكن هناك ايضا – اعلان "الدولتين" وتجميد الاستيطان وفرا حلقتين لسلسلة ستكمل الحصار. وهنا – ليبرمان صامت.