خبر من هو المؤيد لإسرائيل؟ .. معاريف

الساعة 11:10 ص|22 فبراير 2010

بقلم: شموئيل روزنر

عضو الكونغرس بيل دلهنت ينبغي أن يقبل اقدام نائب وزير الخارجية داني ايالون. فهدية جميلة مثل تلك التي تلقاها منه لا يتلقاها المرء كل يوم. دلهنت لاول مرة في 1996 وسيستكمل في تشرين الثاني ولاية سابعة. هذا الاسبوع جاء الى اسرائيل في زيارة قصيرة برعاية اللوبي المعتدل "جي ستريت" الذي يعتقد نائب وزير الخارجية بانه من غير الملائم تسميته بانه مؤيد لاسرائيل.

ايالون محق، او مخطىء. كل شيء منوط بتعريف تعبير "مؤيد لاسرائيل". "جي ستريت" هي منظمة تؤيد رسميا استمرار وجود اسرائيل كدولة يهودية. اذا كان هذا التعريف يمنح اصحابها لقب "المؤيد" – فان "جي ستريت" هي "مؤيدة". واذا كان معنى "المؤيد لاسرائيل" التأييد لما يؤيده الجمهور الاسرائيلي، او سياسة حكومة اسرائيل – فان "جي ستريت" بعيدة جدا عن ان تكون "مؤيدة".

مهما يكن من أمر، هذا الاسبوع جاء رجال "جي ستريت" الى اسرائيل ومعهم وفد متواضع من اعضاء الكونغرس. دلهنت كان احدهم. داني ايالون رفض لقاءهم، ودلهنت سارع الى وسائل الاعلام كي يشكو. دلهنت قال انه "مذهول" من حقيقة ان اسرائيل تتعامل هكذا مع "منتخبي الحليف الاقرب الذين يزورون الدولة".

لا ينبغي الانفعال لهذه الصدمة. لعله حقا شعر ببعض الاهانة. ولكن كان له سبب آخر كي يحدث جلبة. قبل بضعة ايام اطلقت آني بيشوب، البروفيسورة في جامعة الباما، النار على ثلاثة من رفاقها في المهنة لانها لم ترفع في المنصب. وبعد ذلك تبين أنها في العام 1986 اطلقت النار أيضا فقتلت أخيها. المدعي العام اللوائي في حينه قرر بان هذه كانت حادثة غير مقصودة ولم يتخذ ضدها اجراءات عقابية. "كان هذا خطأ"، قال هذا الاسبوع المدعي العام القائم. "لا اعتقد انه يمكن تبرير ذلك". ومن كان المدعي العام المتسامح في العام 1986؟ يدعى بيل دلهنت. عضو الكونغرس الذي شعر بالاهانة.

دلهنت يمثل اللواء الغني في ولاية مساشوستس. وهذا لواء صوت باغلبية كبيرة لبراك اوباما قبل سنة ولجون كيري قبل خمس سنوات. المحلل تشارلي كوك وفريقه، الذين يحللون عميقا الوضع السياسي لكل لواء ولواء في الولايات المتحدة يقدرون بان للديمقراطيين تفوقا بنيويا من  5 في المائة في لواء دلهنت. ولكن الفوز الصاخب للجمهوريين قبل شهر في الانتخابات لمجلس الشيوخ في مساشوستس يدل على أن 2010 سيكون عاما من نوع آخر. "لن نسمح للديمقراطيين بخوض الانتخابات دون منافسة"، قالت هذا الاسبوع رئيسة الجمهوريين في مساشوستس الاسبوع الماضي.  اليمين يعتزم تحدي الديمقراطيين حتى في اللواء العاشر وان كان ليس واضحا بعد اذا كان دلهنت سيتنافس مرة اخرى، ولكن اذا ما فعل ذلك فانه لا ريب أن قصة الدعوى التي لم تكن بحق القاتلة من الباما من شأنها أن تضعفه جدا.    دلهنت تملص الاسبوع الماضي من اسئلة تتعلق بالقتل في الباما بحجة انه "يتجول في الشرق الاوسط". وهو لا يمكنه أن يتملص على مدى الزمن، ولكنه سيحاول استخدام فضيحة ايالون في صالحه.

وهاكم ما يمكن قوله عن قرار نائب وزير الخارجية. فقد وافق على لقاء اعضاء الكونغرس ولكن دون مرافقيهم من "جي ستريت". ولو ارادت "جي ستريت" اللقاء مع اعضاء الكونغرس لكان ممكنا عقده – غير أن "جي ستريت" فضلت الفضيحة. يمكن الجدال حول الحكمة التي في خيار ايالون عدم لقاء قادة "جي ستريت" ولكن لا يدور الحديث عن مفاجأة دراماتيكية ولا عن قرار عديم المعنى. هذه هي السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية منذ زمن بعيد والتي تعتقد بان عناقا اسرائيليا لـ "جي ستريت" مشروط بتفاهمات مسبقة مع المنظمة على "قواعد لعب" تحدد انتقادها لاسرائيل ونشاطها دون تجاوز "خطوط حمراء". في الاشهر الاخيرة تحقق تقدم نحو لقاء اول بين رؤساء المنظمة والسفير الاسرائيلي مايكل اورن. ولكن في هذه المرحلة اعتقد ايالون بان ليس من المناسب "رفع" قادة المنظمة الى درجة اللقاء به قبل لقائهم مع اورن. فلماذا قرروا في "جي ستريت" عمل قصة كبيرة من ذلك؟ لان الحديث يدور عن منظمة تتراوح كل الوقت بين الرغبة في نيل الشرعية في اسرائيل وبين الدافع منفلت العقال لدى بعض من اعضائها لاستغلال كل فرصة تتاح لهم لاحداث جلبة وتوجيه انتقاد لاسرائيل. هذا سبب وجيه لمواصلة عملية الاستيضاح البطيئة، وعدم المسارعة الى اللقاءات معهم.