خبر غزة: أسعار خيالية لأنواع من الأسماك بعد تهريبها إلى مصر

الساعة 06:26 ص|22 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة

اختفى سلطعون البحر "أبو جلمبو" من أسواق السمك المنتشرة في قطاع غزة بشكل مفاجئ، فيما وصلت أسعار الأنواع الصغيرة منه إلى مستويات لا يقوى عليها المواطن ذو الدخل المحدود.

وارتفع سعر صندوق السلطعون زنة عشرة كيلوغرامات إلى نحو 200 شيكل، بعد أن كان يباع في أفضل الأحوال بأربعين شيكلاً فقط، ولم يتبق لسكان القطاع إلا الأنواع الصغيرة الحجم، التي أصبح الصندوق منها يباع بخمسين شيكلاً مقارنة بنحو عشرة شواكل فقط.

ويعود الارتفاع إلى عمليات التهريب المستمرة من الصيادين باتجاه الأراضي المصرية، وقد علمت مصادرنا أن التجار المصريين يطلبون كميات كبيرة من إناث السلطعون، ويشترون الصندوق بخمسمائة جنيه "نحو مائة دولار".

وازدهرت خلال الأسابيع الأخيرة تجارة تهريب الأسماك إلى قطاع غزة عبر الحدود البحرية بين مصر والقطاع، حيث تهرب يومياً أطنان من الأسماك خاصة السردين من المياه المصرية، فيما يهرب من القطاع إلى مصر السلطعون ذو الحجم الكبير.

ويتسابق العديد من المهربين على جمع السلطعونات التي تصطاد بكميات قليلة في هذا الشهر من أجل تهريبها إلى مصر.

ويؤكد أحد المهربين أنه يشتري الكيلو الواحد بخمسة عشر شيكلاً وأحيانا بعشرين إذا كان من الحجم الكبير وأنثى، عازياً ذلك إلى اهتمام المصريين بشرائها وتسويقها للفنادق والمطاعم السياحية.

ويعتبر السلطعون البحري من ألذ وأشهى المأكولات البحرية على الإطلاق خاصة الإناث التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيار اللذيذ والمفيد جداً.

ويعتبر الخريف والشتاء من أفضل المواسم لاصطياد هذا النوع، لكن الكافيار يكثر في إناث السمك في هذا الشهر والشهر القادم، كما يقول أحد الصيادين، ويتم في الفصلين اصطياد كميات وفيرة من السلطعون الذي تصل أسعاره إلى الحضيض.

وأبدى المهرب محمود في العشرينيات من عمره ارتياحه للطلب المصري على السلطعون، لأنه يستفيد من رحلة التهريب في الاتجاهين، بعد أن كانت رحلة التهريب تقتصر على ما يتم جلبه من مصر.

وأوضح أنه يربح في الصندوق الواحد نحو 200 شيكل، مشيراً إلى أنه يهرب يومياً ما بين أربعة وخمسة صناديق من السلطعون.

وبين أنه يتم تبادل الأسماك والسلطعون مع قارب مصري ينتظر في عرض البحر دون الحاجة إلى الخروج إلى اليابسة.

وعلى الجانب الآخر، أبدى العديد من مستهلكي السلطعون تذمرهم الشديد لتهريبه إلى مصر.

وأوضح الشاب مؤمن في العشرينيات من عمره الذي يأكل السلطعون بشراهة أنه لم يعد قادراً على شراء السلطعون الآن بسبب ارتفاع سعره بشكل كبير واختفاء إناثه من الأسواق.

وأضاف أنه فشل في شراء أي كمية من إناث السلطعون خلال الأيام الماضية، داعياً إلى وضع حد لعمليات التهريب.

أما الصيادون الذين يسمونه "أبو جلمبو" فقد بدوا أكثر ارتياحاً من المستهلكين المحليين بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال الصياد حمزة أبو عودة إنه أصبح يهتم بأية كمية من السلطعونات مهما بدت صغيرة، بعد أن كان وغيره من الصيادين يوزعونها على الأصدقاء أو يأكلونها.

وأوضح أنه عزف عن أكل السلطعون واتجه إلى بيعه للمهربين الذين يتسابقون على شرائه.