خبر من ضحايا الأنفاق: باع زوجي مصاغي وتزوج بأخرى وتركني لتربية أبنائه

الساعة 11:12 ص|21 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

رغم الوضع السيئ الذي آلت إليه الأمور في قطاع غزة، في ظلِّ الحصار المحكم منذ ما يربو على أربعة أعوام، والذي بات المتنفس الوحيد له أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود مع الأراضي المصرية، أبدت كثيرٌ من النسوة امتعاضهن لعمل أزواجهن في تلك الأنفاق.

فقد قالت المواطنة ( أ.ش) من شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بلهجةٍ عامية:" الله يخرب بيته اللي شار على زوجي بتجارة الأنفاق".

وتضيف:" بعنا كل ما نملك لتوفير مبلغ من المال لكي يستأجر زوجي مع شركاء له – لا يعرف أحداً منهم سوى أحد الجيران – نفقاً، في البداية كان الربح جيداً ولكن وبعد ذلك بدأت أحوال زوجي تتغير".

وأشارت إلى أن نقطة التحول في حياة زوجها هو إدمانه على المنبهات المعروفة باسم "الترامال"، والتي يتم تهريبها عبر الأنفاق، ليغدو وحشاً في صورة إنسان، حيث لفتت إلى أنه بات عصبي المزاج، يفتعل المشاكل، وترك تأدية الصلاة.

أما (س.م) من مخيم يبنا في رفح، فلم تكن بأفضل حال من سابقتها، حيث تروي قصة دخول زوجها معترك العمل في الأنفاق، قائلةً:" باع زوجي مصاغي الذي قدمه لي يوم زفافي قبل سبع سنوات بمبلغ ثلاثة آلاف دينار أردني، وبدأ العمل في تجارة الأنفاق".

وتضيف هذه الزوجة:" أنا أتحمل المسؤولية لطالما شجعته على العمل بها، سيما وأن حال أحد جيراننا قد تغيَّر رأساً على عقب بعدما عمل في هذا المجال"، مستطردة:" الآن احصد النتيجة الأليمة فقد أصبح زوجي ثرياً، وتزوج بأخرى وتركني وأطفالي بلا مصروف".

كما ولم تختلف حكاية الشابة (ع.ف) عمَّا تحدثت به سابقتيها لكن هذه المرة لم تخسر زوجها وإنما فقدت ما يُراهن عليه على أنه مستقبل أبنائها، حيث تقول:" باع زوجي قطعة أرض صغيرة ورثها عن والده – رحمة الله عليه- على أمل أن يشترك مع أحد أصدقائه في استئجار نفق – الاتفاق كان شفهياً – حيث لم يتردد هذا الصديق بأخذ المال ويولي الأدبار هارباً إلى مصر عبر النفق.

وتتابع هذه الزوجة – التي تقطن بلدة القرارة شمال خان يونس -حديثها:" الآن خسرنا كل شيء، ولا يملك زوجي سوى أن يصب غضبه عليَّ وعلى طفلي الصغيرين"، لافتةً إلى أنها تستحق ما تتعرض له كونها هي التي أشارت على زوجها بذلك الأمر.

وحكاية أم عادل (56 عاماً) هي الأخرى، تأتي مكملةً لما سبق، حيث توضّح أن الأنفاق حفرت عقل زوجها وأبنائها - الذين كانوا يمتهنون بيع الخضار والفواكه – واتجهوا للعمل في تجارة البضائع الوافدة عبر الأنفاق.

وتبين هذه السيدة أنها لم تعد ترى زوجها وولديها إلى في ساعاتٍ متأخرة من الليل، لافتةً إلى أنهم يغيبون عن البيت -في بعض الأحيان- لأيام، مضيفةً :" البيت أصبح فارغاً إلا مني ومن ابنتي الوحيدة، حياتنا تغيرت كثيراً، ولم نعد نعرف للراحة طعماً".