خبر هل المفاوضات مع الإسرائيليين ستجدي نفعاً إذا تغيرت مسمياتها؟

الساعة 10:01 ص|21 فبراير 2010

هل المفاوضات مع الإسرائيليين ستجدي نفعاً إذا تغيرت مسمياتها؟

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

مازالت تتواصل المحاولات الحثيثة لدولٍ عربيةٍ وأخرى دولية من أجل استئناف المفاوضات بين السلطة الوطنية وإسرائيل، على أن تكون هذه المفاوضات "غير مباشرة"، الأمر أحدث حراكاً سياسياً في المنطقة قادته أمريكا.

 

وعلى الرغم من أن السلطة الوطنية لم تؤكد بشكل رسمي استئنافها للمفاوضات "غير المباشرة" إلى أن الزيارات المرتقبة لليبيا وفرنسا يقول محللون أنها ستدعم موقفه من أجل تحريك ملف المفاوضات.

 

"فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت لسياسيين أكدوا خلال أحاديث منفصلة، أن المفاوضات بغض النظر عن مسمياتها تواجه تعنتاً إسرائيلياً وعدواناً مستمراً وحصاراً خانقاً في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

فمن ناحيته، أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رفضه لهذه المفاوضات سواء كانت "مباشرة أو غير مباشرة"، موضحاً أن كان من المفترض أن يستفيد الشعب الفلسطيني من التجربة السابقة الذي عانى فيها من مرارة المفاوض الإسرائيلي وحتى الفلسطيني نفسه.

 

وأضاف الشيخ عزام، أن أكثر من مفاوض عبروا عن وصول المفاوضات إلى الباب المسدود، مؤكداً أنه لا توجد أي مشاريع سياسية تنصف الفلسطينيين وتوقف العدوان، كما أن هذه المشاريع عجزت عن إجبار إسرائيل على وقف الاستيطان، وبالتالي العودة لهذه المفاوضات بالشروط الفلسطينية.

 

وأشار القيادي عزام، أن مصلحة الشعب الفلسطيني تقتضي التوحد خلف قرارات موحدة، وخيارات تصب في مصلحة شعبنا، مشدداً على أن هذه المفاوضات لا تخدم قضية شعبنا، ويجب أن يطرح الآن على الملأ مايجري، ولا يجوز إخفاء أي شئ عن الشعب الفلسطيني الذي ضحى عشرات السنين.

 

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي:"السؤال الذي يطرح نفسه، على أي أساس تقوم هذه المفاوضات، وماهي القواعد التي تبنى عليها، والأهداف التي يمكن أن تحققها، وهل يمكن أن يكون هناك جدية لهذه المفاوضات في ظل وجود حكومة متطرفة".

 

من جهته، دان الدكتور اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، العودة للمفاوضات التي اعتبرها عبثية مع الاحتلال في ظل استباحة الضفة الغربية وحصار قطاع غزة، والتنكر الصهيوني لأدنى الحقوق الفلسطينية، مضيفاً أنها تعطي غطاءً للاستيطان والعدوان المستمر ولن تحقق أي من الأهداف الفلسطينية.

 

واعتبر الدكتور رضوان، أن هذه المفاوضات طعنة واستخفاف بحقوق شعبنا، وتلاعبات بالمسميات ومحاولات للعودة لمستنقع المفاوضات غير المباشرة، قائلاً:"هم يحاولون اتخاذ مسميات مختلفة للحفاظ على شئ من ماء الوجه، والعودة إلى المفاوضات، بمباركات عربية تكرس الضعف العربي الفلسطيني، وهيمنة العدو على مقدرات المنطقة بالإضافة إلى الابتزاز المستمر".

 

وأردف قائلاً:"محمود عباس يرفض الجلوس مع الأشقاء للتوحد على كلمة واحدة في حين يلهث للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي".

 

أما المحلل السياسي هاني حبيب، فرأى أن المفاوضات غير المباشرة طريقة مثلى للخروج من المأزق الحالي الغير قادر على التراجع عن محدداته السابقة، من أن لا يمكن مواصلة المفاوضات دون وقف الاستيطان والتعنت الإسرائيلي.

 

وأضاف، أن الاتحاد الأوروبي يدفع باتجاه التراجع عن هذا الموقف المشروط للسلطة بمفاوضات غير مباشرة، لا تفترض الالتزام أي "مساعدة رئيس السلطة محمود عباس بالنزول عن الشجرة"، مبيناً أن المفاوضات غير المباشرة كبوابة للمفاوضات المباشرة لا جدوى لها، في ظل الموقف الفلسطيني.

 

وبين حبيب، أن السلطة الوطنية لا تملك خيارات وفقد انتزعت منها كل الخيارات للاستجابة بالشروطات، والأمر لم يعد يتوقف عند رغبات السلطة الوطنية بقدر ما هو استجابة للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية.