خبر رئيس بلدية رفح: لو أن المعابر مفتوحة لما توجه شعبنا للأنفاق

الساعة 08:18 ص|21 فبراير 2010

عيسى النشار في حوار معه عن الأنفاق والجدار

قال إنّ بناء الجدار الفولاذي يعني مشاركة في الحصار الإسرائيلي

لا يعقل لمصر أو لأحد أن يترك الشعب الفلسطيني يجوع ويغلق الأنفاق بعد المعابر

رئيس بلدية رفح يتحدث لـ "قدس برس": لو أن المعابر مفتوحة لما توجه شعبنا للأنفاق

فلسطين اليوم -قدس برس

قال رئيس بلدية رفح (جنوب قطاع غزة)، المهندس عيسى النشار، إنّ تجارة الأنفاق فُرضت على الشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي، معتبراً في الوقت ذاته بناء الجدار الفولاذي من قبل مصر مشاركة في تشديد الحصار على أهل غزة.

 

وأضاف النشار في حوار مع "قدس برس"، "لا يُعقل لمصر ولا لأحد، أن يترك الشعب الفلسطيني يجوع ويغلق الأنفاق كما أغلق المعابر وأحكم الحصار على الشعب في قطاع غزة".

 

وأوضح رئيس البلدية أنّ المعلومات التي "لدينا تقول إنّ العمل في الجدار الفولاذي الآن متوقف، ولا نعرف ما يخططون له، أو ما السبب وراء توقف العمل في الجدار الفولاذي".

 

ومن جهة أخرى؛ دافع النشار، وهو من مؤسسي حركة "حماس"، عن تجربة مجلسه البلدي في توفير الخدمات لأهالي مدينة رفح، وقال "كانت التجربة كبيرة جداً طوال عامين ونصف عام، حيث لم يتوانَ المجلس البلدي لحظة واحدة في خدمة المواطنين في مدينة رفح، وقدّم خدمات تستهدف كافة مناحي الحياة في المدينة، التي كانت منسيّة بفعل قربها من الحدود".

 

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته وكالة "قدس برس" في رفح، المهندس عيسى النشار، رئيس بلدية المدينة.

ـ كيف تقيِّم تجربة مجلسكم البلدي في تسيير شؤون مدينة رفح الحدودية؟

 

* كانت التجربة كبيرة جداً طوال عامين ونصف عام، حيث لم يتوانَ المجلس البلدي لحظة واحدة في خدمة المواطنين في مدينة رفح، وقدّم خدمات تستهدف كافة مناحي الحياة في المدينة التي كانت منسيه بفعل قربها من الحدود.

 

ـ ما داعي استكمال أعضاء المجلس بعد عامين ونصف عام من تنصيبه؟

 

* نظراً لاستمرار الانقسام ورفض الأعضاء الثلاثة الذين فازوا عن حركة "فتح" ممارسة عملهم وانشغال أحد الأعضاء التابعين لحركة "حماس" بمهام سياسية؛ قمنا باستكمال أعضاء المجلس البلدي من أجل العمل على خدمة سكان المدينة.

 

ـ هل لهذه الخطوة أهداف سياسية؟

 

* ليس لها أهداف سياسية، والدليل أنّ المجلس ظلّ يخاطب الأعضاء المستنكفين عامين ونصف عام دون كلل أو ملل.

 

ـ كيف تصرفتم عندما تسلمتم البلدية وهي تعاني من أزمة ماليّة وديون لصالح موظفيها والبنوك؟

 

* نعم كانت هناك أزمة مالية كبيرة تمرّ بها البلدية وخصوصاً للبنوك، ومنها بنك فلسطين، وكانت المبالغ كبيرة جداً حوالي 1.750 ألف شيقل (قرابة 400 ألف دولار) حيث كانت تأخذ البنوك فائدة على هذا المبلغ بشكل شهري بنسب كبيرة. وتمّ الجلوس معهم والتفاهم على كيفية حلّ هذه الإشكالية وقمنا بأول خطوة وهي تحويل هذا المبلغ من الشيقل إلى الدولار الأمريكي. وقد استفادت البلدية من هبوط الدولار حيث خفّضت من نسبة الأعباء ولو شيئاً قليلاً. أمّا بالنسبة للموظفين فكانت الديون لصالح الموظفين تتجاوز راتب ثمانية أشهر لكل موظف، والحمد لله تمّ حلّ هذه الإشكالية وتسديد هذه المبالغ، ولم يبق حتى الآن سوى شهرين على الأكثر، والأهمّ من ذلك هو انتظام دفع الرواتب للموظفين في البلدية.

 

ـ هل تعتقدون أنّ المواطن الفلسطيني في رفح راضٍ عن خدماتكم؟

 

* في بداية عملنا كانت تأتينا شكاوى كبيرة من المواطنين في موضوع الخدمات، وهي كثيرة، وتتعلّق بشكل كبير بموضوع مياه البلدية التي يستفيد منه المواطنون. حيث تمّ إنشاء آبار جديدة في بعض المناطق والآن لا تصلنا أي شكوى بهذا الخصوص. أمّا بخصوص مياه الصرف الصحي فيتمّ الآن إنشاء محطة تصريف وإعادة تكرير مياه الصرف الصحي في مدينة رفح وبعد هذه العملية تكون المياه صالحة للزراعة، حيث توجد أراضٍ سنعمل على زراعتها والاستفادة من هذه المياه.

 

ـ ما هي أهم المشروعات التي تم تنفيذها في عهدك في مدينة رفح؟

 

* نظراً للحصار الإسرائيلي الظالم وتوقف الدعم من الاتحاد الأوروبي؛ كانت المشروعات قليلة، لكننا قمنا بالشراكة مع مؤسسات عربية وإسلامية فاعلة بتنفيذ مشروعات في البنية التحتية بالمدينة، إضافة إلى مشروع محطة تصريف وإعادة تكرير مياه الصرف الصحي، وهو بالشراكة مع مؤسسة مياه الساحل وبدعم من جهات أجنبية.

 

ـ ما حجم الدعم الحكومي للبلدية؟ وهل تعتقد أنّ هذا الدعم كاف لتحسين أوضاع المدينة التي طالها التدمير الإسرائيلي؟

 

* الحقيقة أنّ البلدية تلقت بعض المساعدات الشهرية من الحكومة (الفلسطينية في قطاع غزة) لحلّ بعض الأزمات وخصوصاً أزمة رواتب الموظفين، ولكننا نسعى لخدمة المواطن أكثر وأكثر. بالتأكيد لم يكن هذا الدعم كافياً، لأنّ الدمار الذي طال المدينة كبير جداً ويحتاج إلى مشروعات وإعادة إعمار بصورة كبيرة جداً.

 

ـ لماذا قصفت القوات الإسرائيلية، برأيك، مقر بلدية رفح؟

 

* قصفت القوات الإسرائيلية بلدية رفح لأنها مؤسسة مدنية تعمل على خدمة المواطنين ورعايتهم، والجانب الإسرائيلي على علم أنّ بلدية رفح ليس لديها لا صواريخ ولا مقاتلين ولا مقاومة ولا غيرها، ولكن هي تريد هدم المنشآت والمقرّات وكل المباني. فلا حاجة لإسرائيل بقصف بلدية رفح. كما تمّ قصف الملعب البلدي ومتنزه البلدية، في ظلّ الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث كانت هناك غرفة للحارس فقط، وهم على علم بذلك.

 

 

 

ـ كيف تتعاملون مع ملف الأنفاق الأرضية بين الأراضي الفلسطينية والمصرية؟

 

* لا يخفى عليكم أنه لا يوجد أي مسؤول يرضى عن قضية الأنفاق، ولكن بالرغم من صعوبتها إلاّ أنها تساعد الشعب في العيش بكرامة وحرية وتلبية بعض الاحتياجات اليومية والمتطلبات للمواطنين. وهي تعدّ من أساليب فكّ الضغط والحصار التي تفرضه إسرائيل وغيرها منذ ثلاث سنوات على قطاع غزة . فشعبنا في قطاع غزة أُجبر على ذلك. فلو أنّ المعابر مفتوحة وكل شيء متوفر لما توجّه الشعب لمثل هذه الأنفاق. ولكن يبقى دورنا هنا هو الحد من المشكلات التي يمكن أن تحدث بسبب الأنفاق، وهي إجراءات السلامة التي يجب أن يفعلها كلّ من يعمل في الأنفاق. وهي أن لا يكون العاملين تحت سن ست عشرة سنة، وغيرها الكثير من إجراءات السلامة والأمان التي نذكر بها أصحاب الأنفاق بشكل دائم.

 

ـ هل تقدر المردود المالي الذي تحصِّله البلدية كرسوم من أصحاب الأنفاق؟

 

* صحيح أنّ البلدية تجمع من أصحاب الأنفاق مبلغاً من المال مقابل هذه التجارة، لأننا نعتبر كل واحد من أصحاب الأنفاق يأتي بالبضاعة ويبيع ويشتري يعني أنه تاجر، والتجارة عليها جمرك أو ما شابه. فنقوم بجمع مبلغ ولكن نَصِفه بالمتوسط، حيث لا نثقل كاهلهم بالمبالغ الكبيرة. يعني لو قدّرنا كل المبالغ التي جمعتها البلدية من يوم أسست الأنفاق وكثرت فيه عددها وهو تقريبا 200 ألف دولار، ولكن في الفترة الحالية لصعوبة الأمر والعمل في الأنفاق نظراً للقصف المتكرر واليومي والجدار الفولاذي والمضايقة المصرية؛ فقد قل العمل فيها لذلك توقفنا عن ذلك في هذه الفترة.

 

ـ ما آثار الجدار الفولاذي على مستقبل الأنفاق؟ وهل الجدار من شأنه أن ينهي ظاهرة الأنفاق؟

 

* لا شك أنّ الجدار الفولاذي يؤثر على مستقبل الأنفاق بشكل كبير. أمّا أنّ الجدار سينهي ظاهرة الأنفاق نقول ربما يحدث ذلك. وإنما كلّ أمر يُحاك ضد هذا الشعب وخصوصاًً في غزة سيحل بأمر من الله عز وجل، لأنه لا يُعقل لمصر ولا لأحد أن يترك الشعب الفلسطيني يجوع ويغلق الأنفاق كما أغلق المعابر وأحكم الحصار على الشعب في قطاع غزة.

 

 

 

ـ هل لديكم معلومات حول ما تم إنجازه حتى الآن من الجدار الفولاذي على حدود رفح؟

 

* المعلومات التي لدينا تقول إنها الآن متوقفة عن العمل، حيث بدأت عملها في الجدار الفولاذي من المناطق الغربية من الحدود ومن ثم المناطق الشرقية من الحدود أيضاً. وهذه المناطق لا توجد فيها أنفاق. أما منطقة الأنفاق والتي توجد فيها بكثرة؛ فلم تعمل فيها حتى الآن لظروف ما. لا نعرف ما يخططون له، أو ما السبب وراء توقف العمل في الجدار الفولاذي.

 

ـ ما هي خلفية حدوث مناوشات بين المواطنين الفلسطينيين والجنود المصريين على الحدود في الآونة الأخيرة؟

 

* من الطبيعي أن يخرج الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه في العيش، عندما يشعر أنّ إخوانه يريدون أن يتركوه في الجوع والفقر. يهبّ هذا الشعب لنصرة نفسه. وعندما رأى الأمن المصري تعرّض لأعضاء قافلة "شريان الحياة" وأصيب منهم العديد؛ هبّ هذا الشعب في مظاهرة. وللعلم كانت هناك قوات الأمن الوطني الفلسطينية تقف حاجزاً بين المتظاهرين وجنود الأمن المصري وهذا من ظهر على شاشات التلفاز. وبعد لحظات تمّ إطلاق النار من الجنود المصريين على المتظاهرين، وأيضاً أصيب العديد من المتظاهرين وبعضهم في حالات الخطر. وهذا حق طبيعي للشعب أن يدافع عن نفسه.

 

ـ كيف ترى حال قطاع غزة إذا ما أُغلقت الأنفاق واستمر الحصار الإسرائيلي؟

 

* إنّ الله لن ينسى أهل غزة، وشعبنا لديه من الوسائل التي توفر له لقمة العيش بكرامة.