خبر تقرير يكشف عن سبب افتراس السرطان للأسرى الفلسطينيينِ!

الساعة 07:16 ص|21 فبراير 2010

 فلسطين اليوم-وكالات

أكد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن مرض 'السرطان' يفترس الأسرى دون أي مقاومة تُذكر.

وبين أن أعداد المصابين بهذا المرض الخبيث من الأسرى في تزايد مضطرد، في ظل ظروف صحية خطيرة وإهمال طبي متعمد، وأكثر من خمسة آلاف تجربة لأدوية خطيرة تجرى سنوياً على أجسادهم ، مما يعرض حياتهم للخطر.

وبين أن العشرات من الأسرى السابقين ظهر عليهم المرض الخبيث بعد تحررهم بشهور أو سنوات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وذلك بسبب ما ورثوه عن السجون وآثارها المدمرة.

وأوضح فروانة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتفِ بسجون ومعتقلات تفتقر لمقومات الحياة الآدمية وتتناقض وكافة المواثيق والأعراف الدولية، بل تعدت ذلك وارتكبت ما هو أخطر وأفظع من ذلك حينما أخضعت - ولا تزال - أجساد الأسرى لتجارب طبية لبعض الأدوية الخطيرة وبتصريح من وزارة الصحة.

 

وأشار إلى أن الاحتلال أنشأ سجون ومعتقلات في صحراء النقب خصيصاً لإخضاع الأسرى لتجارب بيئية ولمعرفة مدى تأثير ' مفاعل ديمونا ' ومخلفاته السامة التي تدفن هناك على البيئة وعلى حياة البشر وما يمكن أن يُصيبهم من أمراض، أو لتوريثهم بتلك الأمراض لما بعد خروجهم ، وهذا ما يُفسر ظهور أمراض غريبة وخطيرة ومنها السرطان على الأسرى داخل السجون أو بعد تحررهم .

 

وبيّن فروانة أن عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية سابقاً 'داليا ايزيك' والتي تترأس الآن الكنيست الإسرائيلي عن ' حزب كاديما ' قد كشفت النقاب في تموز 1997عن وجود ألف تجربة لأدوية خطيرة تحت الاختبار الطبي تجري سنوياً على أجساد الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأضافت في حينه أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء تلك التجارب .

وفي السياق ذاته أكدت ' أمي لفتات ' رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية أمام الكنيست في ذات الجلسة، ما كشفت عنه ' داليا ايزيك ' مضيفة الى أن هناك زيادة سنوية قدرها ( 15% ) في حجم التصريحات التي تمنحها وزارتها لإجراء المزيد من تجارب الأدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية كل عام.

وقال إذا كان الحديث يدور عن ألف تجربة قبل ثلاثة عشر سنة، وزيادة مقدارها 15 % سنوياً، فاليوم يدور الحديث عن أكثر من ( خمسة آلاف ) تجربة سنوياً، لاسيما وأن سلطات الاحتلال لم تنفِ ذلك، ولم تعلن توقفها عن ذلك، ولكن تدهور الوضع الصحي للأسرى باضطراد وظهور أمراض غريبة بين أوساط الأسرى وافتراس السرطان لبعض أجسادهم داخل السجون أو بعد تحررهم ،  يدلل على أن هذه التجارب لا زالت مستمرة ، وتسير باتجاه التزايد والاتساع .

هذا وكان قد كُشف في وقت سابق عن طريق أسير حاصل على شهادة بكالوريوس بالتمريض بأن ادارة ما يسمى مستشفى سجن الرملة تُعطي الأسرى المرضى أدوات سامة وخطيرة وقاتلة غير عابئة بآثارها وتوابعها المدمرة .

وفي سياق متصل نشرت وزارة البيئة الإسرائيلية تقريراً أوائل يناير الماضي حذرت فيه  من وجود نفايات سامة وخطرة في منطقة النقب المقام عليها ( سجني نفحة وريمون ومعتقل النقب ) قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان، كونها منطقة قريبة من 'مفاعل ديمونا ' وتستخدم لدفن النفايات النووية ومادة الاسبست التي تؤدي الى الإصابة بأمراض مسرطنة.

وأوضح أن مجمل تلك الظروف والعوامل هي ما تفسر انتشار أمراض غريبة وخبيثة وحالات تسمم فردية وجماعية بين أوساط الأسرى، وهي ما تفسر أيضاً ارتفاع أعداد المرضى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال إلى أكثر من ( 1500 مريض ) بأمراض مختلفة ومزمنة وخبيثة، بينهم العشرات بحاجة إلى عمليات عاجلة ورعاية خاصة.

وأكد أنه وخلال السنوات القليلة الماضية أصيب العشرات من الأسرى بمرض ' السرطان ' منهم من أكتشف مرضه داخل الأسر وتدهورت حالته الصحية وأجبرت سلطات الاحتلال على إطلاق سراحه بعدما وصلت حالته لدرجة ميئوس منها لينتقل للإقامة في المشافي لتلقي العلاج.

 فيما لا يزال قرابة ( 16 ) أسيراً داخل سجون ومعتقلات الاحتلال يعانون من الإصابة بأمراض السرطان ما بين التأكيد والإشتباه وأن العدد قد يصل الى أكثر من ذلك فيما لو أجريت فحوصات شاملة ودقيقة من قبل لجنة طبية محايدة على كافة الأسرى  .

ومن الأسرى المصابين هايل حسين أبو زيد ( 37 عاماً ) من هضبة الجولان السورية المحتلة اعتقل في أغسطس / آب 1985 وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 27 عاماً ، وفي منتصف التسعينيات تدهورت حالته الصحية ورفضت إدارة السجون إطلاق سراحه، وفي وقت لاحق كشفت الفحوصات الطبية أنه مصاب بمرض اللوكوميا (سرطان الدم )، وفي مر                حلة متقدمة وحرجة، وبعدما تأكد بأن الأسير يعد أيامه وشهوره الأخيرة أقرت لجنة طبية  تابعة لمصلحة السجون بالإفراج عنه وذلك في ديسمبر 2005 ، بعد أن أمضى في الأسر قرابة عشرين عاماً  لينتقل مباشرة الى مستشفى رمبام بحيفا لتلقي العلاج ، الى أن استشهد هناك بتاريخ 7 يوليو / تموز 2005 بسبب ' سرطان الدم ' .

-   الأسير مراد أحمد أبو ساكوت (29 عاماً )  من الخليل ، اعتقل بتاريخ 6-12- 2001 م ، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 25 عاماً ، وبعد جهود حثيثة وتدهور حالته الصحية أفرج عنه بعد أن أمضى أربع سنوات بشرط اعادته للسجن بعد علاجه من مرض السرطان ، ونقل مباشرة الى احدى مستشفيات ' الأردن ' واستشهد هناك بعد رحلة علاج مريرة وذلك بتاريخ 13-1-2007  

-   الأسير السابق سيطان نمر الولي ( 42 عاماً )  من هضبة الجولان السورية المحتلة أعتقل في آب / أغسطس عام 1985 وحكم عليه بالسجن 27 عاماً وأطلق سراحه في تموز 2008 أي بعد أكثر من 23 عاماً وذلك بسبب تدهور حالته الصحية واصابته بمرض السرطان ، ولا يزال يعالج  .

-  الأسير فايز زيدات ( 48 عاماً ) من بلدة بني نعيم شرق الخليل ، كان قد أعتقل بتاريخ 15-1-2006وهو بصحة جيدة ويتمتع بجسم رياضي ولم يكن يعاني من أية مشاكل صحية ، وبعد اعتقاله ساءت حالته الصحية وتدهورت تدريجيا وبدأت ظواهر المرض تظهر عليه في أغسطس 2008 وبعد الفحوصات تبين أنه مصاب بالسرطان ، ومن ثم حكم عليه في ديسمبر من نفس العام بالسجن الفعلي لمدة ( 12 عاماً )  وبعد تدخل مؤسسات حقوقية ورسمية وإلحاح متواصل أطلقت سلطات الإحتلال سراحه بتاريخ 2-6-2009بعد أن أمضى ثلاث سنوات ونيف من اجمالي مدة حكمه لينتقل بعدها للمستشفى لتلقي العلاج بدلاً من الإرتماء بأحضان أسرته وأحبته ولا يزال يتلقى العلاج هناك  .

-   الأسير حمزة طرايرة (22 عاما) من بلدة بني نعيم بالخليل ، اعتقل بتاريخ 1-5-2008 وكان بوضع صحي جيد، ولا يعاني من أية مشاكل صحية تذكر ، ومن ثم تدهورت حالته الصحية وبدأ عليه المرض في ابريل 2009 ، وبعد الفحوصات الطبية تبين أنه مصاب بمرض ' السرطان '  ، وفي تموز 2009 أعيد لمستشفى هداسا لإجراء فحوصات جديدة والتي أكدت اصابته بالمرض وتقرر بأن يبدأ بالعلاج  الكيماوي فورا ولكن للأسف أعيد للسجن دون علاج لتزداد حالته سوءاً وبعد تدخل الجهات الرسمية في السلطة الوطنية أفرج عنه بتاريخ 20-8-2009 ، وتوجه مباشرة لإحدى الدولة الأوروبية لتلقي العلاج .

وبين فروانة أن كافة الدلائل والشهادات تؤكد أن ' اسرائيل ' لم ولن تعالج مرضى السرطان في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة ، وأنها تقدم على اطلاق سراحهم فقط حينما تصل حالتهم الصحية لدرجة ميئوس منها.