خبر ألعاب مهربة من الانفاق لرسم البسمة

الساعة 06:40 ص|21 فبراير 2010

فلسطين اليوم-غزة

اكتظت ساحة الجندي الـمجهول بغزة بأنواع مختلفة من الألعاب البلاستيكية الـمهربة عبر الأنفاق، في محاولة لجلب الرزق ورسم البسمة على وجوه الأطفال والترفيه عنهم وسط شح وسائل وأماكن اللعب.

الطفلة إيمان القاضي (6 سنوات) ألحت على والدها للتمتع بأكثر من لعبة والتنقل بينها، وسط اكتظاظ ملحوظ من الأطفال الذين قدموا للترفيه بألعاب تعتبر جديدة عليهم.

وقالت الطفلة ببراءة "أريد أن امتطي ظهر الحمار الوحشي وسماع صوته وهو يهتز أماماً وخلفاً".

وبدت القاضي سعيدة وهي تنادي على والدها بصوت مرتفع: أبي لـم أركب فوق ظهر الأسد ولـم أركب تلك السيارة الحديثة التي تسير بالرموت كونترول.

ليلة الجمعة بدت في محيط الجندي الـمجهول وساحته كناد ترفيهي وازدحمت حركة السير من حوله، وتنقل الـمئات من الأطفال من زاوية لأخرى لـمشاهدة الألعاب الجديدة القادمة عبر الأنفاق واللعب والترفيه.

الأب زيدان (35 عاماً) أوضح أن أطفاله يطالبونه ليلة العطلة الأسبوعية بالذهاب لأي مكان عام للترفيه واللعب، مشيراً إلى أن كلفة اللعبة الواحدة شيكل وتستمر أكثر من خمس دقائق، وجميعها تعمل باستخدام الكهرباء او البطاريات والريموت كونترول.

وأكد أن الألعاب الـمهربة عبر الأنفاق جديدة على الأطفال وليست خطيرة وفي متناول الدخل الأسري، منوهاً إلى أن أطفاله يدخرون أحياناً مصروفهم اليومي من أجل دفعه ثمناً للهو والترفيه بهذه الالعاب التي باتت تتنقل على ألسنتهم في الـمدارس والحارة.

رغم أن التيار الكهربائي كان مفصولاً في منطقة الجندي الـمجهول إلا أن أصحاب الألعاب التي انتشرت في الشوارع وساحة الجندي عملت من خلال مولد كهربائي يمكنه تشغيل أكثر من عشر ألعاب بلاستيكية، فيما أضيئت الـمنطقة بأنوار الـمحال التجارية الـمحيطة والـمضاءة هي الأخرى بمولدات الكهرباء.

الطفلة إيمان أحمد (7 أعوام) عبرت عن سعادتها وهي تأكل الـمرطبات وتمتطي لعبة بلاستيكية على شكل أسد قائلةً "حضرت مع أسرتي خصيصاً هنا بعد أن شاهدت في الأسبوع الـماضي هذه الألعاب في الشوارع".

وارتسمت على وجهها بسمة بريئة بعد أن انتهت اللعبة وتوقفت عن الحركة بعد انتهاء فعالية الشيكل الذي وضعته في اللعبه عبر مكان مخصص له، وقالت: الـمرة القادمة سأدخر شيكلين حتى ألعب مرتين.

أم إيمان التي رافقت أطفالها أوضحت أن الأطفال يعانون شتى الاشكالات النفسية وما زالت الكوابيس التي خلفتها الحرب تراودهم في نومهم، مشيرة إلى أن أقل ما يمكن تقديمه لهم هو هذه الألعاب الخفيفة اللطيفة التي تنسيهم همومهم وترسم البسمة على وجوههم.

وأوضح باسم (27 عاما) صاحب الألعاب البلاستيكية أنه وضع بحسبانه تشغيل الألعاب من خلال مولد كهربائي بقوة عالية، لافتاً إلى أن الألعاب التي تعمل على الكهرباء تحتاج ذات الطاقة التي يحتاجها الحاسوب وتعمل من خلال لوحة الكترونية ولا تستهلك طاقة كهربائية كبيرة.

وعن مكان وسبب شرائه لهذه الألعاب، أكد أنها جاءت عبر الأنفاق مفضلاً عدم ذكر اسمه كاملاً بسبب ذلك، مشيراً إلى أنه فكر بطريقة يحصل بها على رزق يومي واهتدى لهذه الوسيلة التي يمكن من خلالها الحصول على لقمة عيشه وفي ذات الوقت رسم البسمة على وجوة الأطفال.

وأوضح أن الكلفة البسيطة للعبة تساهم في إقبال أكبر للأطفال وتعمل على الترفيه عنهم وتمكينهم من اللعب واللهو بطريقة مسلية.

ساحة الجندي الـمجهول ليست مكاناً للترويح عن الأطفال فقط بل عن أفراد الأسرة جميعهم، والألعاب البلاستيكية ليست وحدها التي تجلب الأطفال، إذ بات الـمكان أشبه بناد ترويحي للـمواطنين ومتنفس شعبي خاص بالفقراء وذوي الطبقة الـمعتدلة.