خبر عشراوي: لا أحد قادر على تقديم الضمانات التي تطالب بها حماس لتحقيق المصالحة

الساعة 01:49 م|20 فبراير 2010

فلسطين اليوم: غزة

دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي حركة حماس إلى عدم عرقلة إجراء انتخابات المجالس المحلية والبلدية والتي من المقرر إجراؤها في الصيف القادم، وتسهيل عملها لان تلك الانتخابات هدفها تسهيل حياة الناس وتقديم الخدمات لهم.

 

وطالبت عشراوي خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، المسؤولين الفلسطينيين بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في أسرع وقت ممكن، وفق الورقة المصرية، من اجل إعادة اللحمة للبيت الفلسطيني، وللنظام السياسي، وبالتالي التفرغ للمهام الملقاة على عاتقنا، من إعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عنه، ومواجهة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تتسارع على الأرض وخاصة في القدس المحتلة لفرض الأمر الوقع.

 

وأكدت عشراوي أن العوامل الرئيسية التي حالت دون انجاز المصالحة الوطنية ما زالت قائمة إلى الآن. موضحة أن القمة العربية التي عقدت في آذار الماضي ساهمت في ذلك، إضافة إلى وجود عوامل إقليمية وعربية وداخلية عززت الانقسام.

 

وأشارت عشراوي إلى أن الانقسام العربي عكس نفسه بصورة جلية على وضعنا الفلسطيني، كما أن الانقسام الداخلي الفلسطيني عزز الانقسام العربي، وهذا أوصلنا إلى حالة الشرذمة التي نعيشها اليوم والتي تلحق الضرر بقضيتنا الوطنية.

 

واعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ان ما يحصل في فلسطين هو نزاع على السلطة وتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ الداخلي والخارجي، رغم شكلية تلك السلطة وعدم فاعليتها، وبالتالي فأن هذا الأمر يقف عائق أمام تحقيق المصالحة وانجازها.

 

وحول سبل الخروج من حالة الانقسام ، بينت عشراوي انه دون توفر الإرادة السياسية وحسن النوايا، والرغبة في الالتزام بتحقيق المصالحة لن يتحقق أي شيء، مشيرة إلى أن القاهرة صاغت الوثيقة المصرية والتي نعتبرها المدخل الأول للمصالحة الوطنية، بعد عدة جولات من اللقاءات والمحادثات بين المسؤولين المصريين والفصائل الفلسطينية، وجاءت كورقة وسطية بين مختلف الآراء والمطالب التي قدمها وفود الفصائل.

 

وأشارت عشراوي إلى أن الورقة المصرية تحدثت في الأساس على تشكيل لجنة مشتركة، وليس تشكيل حكومة وحدة وطنية او تكنوقراط، وهو ما رفضناه بالبداية لاننا نعتقد ان تشكيل تلك اللجنة ستساهم في تعزيز الانقسام من خلال الإبقاء على وجود حكومتان في الضفة والقطاع مع وجود لجنة مشتركة ما بينهما.

 

وأوضحت عشراوي أن مصر اقترحت تشكيل اللجنة المشتركة ، بترشيح حركتي فتح وحماس لثمانية اعضاء من كل فصيل، على ان يتم في النهاية اختيار ثمانية أشخاص لإدارة تلك اللجنة، الامر الذي عارضته باقي الفصائل الفلسطينية المشاركة بالحوار لان ذلك يعزز مبدأ المحاصصة المرفوض.

 

وحول التحفظات التي ابدتها الفصائل حيال ما جاء في الوثيقة المصرية، بينت عشراوي ان جميع الفصائل أبدت تحفظاتها، وقدمت ملاحظاتها، إلا أنها أبدت استعدادها للتوقيع على الورقة وتأجيل مناقشة تحفظاتها لبعد التوقيع باستثناء حماس التي رفضت ذلك.

 

وتطرقت عشراوي إلى التحفظات التي ابدتها حركة حماس تجاه الورقة المصرية، واصفة اياها بملاحظات غير جوهرية لا تتعدى بعض الأمور الفنية واللغوية ، في حين ان الضمانات التي تطالب بها لا يوجد هناك احد قادر على تقديمها، مؤكدة في الوقت ذاته أن اللجنة التنفيذية ناقشت ودرست ملاحظات حركة حماس التي كانت حول طبيعة عمل اللجنة المشتركة، وتأجيل الانتخابات.

 

ورأت عشراوي" ان الورقة المصرية تعتبر المدخل الاول للمصالحة ، لانها لا تعتبر ورقة سياسية، ولم تقدم برنامج سياسي او نضالي،  بل هي عبارة عن الية للمصالحة ورأب الصدع الداخلي، وترميم النظام السياسي الفلسطيني، ومدخل لمناقشة كافة القضايا والأمور".

 

وأكدت عشراوي صعوبة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية دون تحقيق المصالحة الوطنية، إلا أنها لم تنفي ذلك، مضيفة ان هناك نقاش طويل ومعمق، ووجهات نظر مختلفة منذ فترة داخل مؤسسات منظمات التحرير حول ما يجب فعله اذا لم توقع حماس على ورقة المصالحة المصرية.

 

واعتبرت عشراوي خلال برنامج رأي عام، ان حركة حماس متخوفة من الانتخابات، يث هي التي طلبت بتأجيلها حين كان موقفنا الاساسي يقضي بأجراءها في موعدها القانوني، اضافة الى ان اكثر من مصدر مطلع اكد لنا تخوف الحركة من نتائج الانتخابات، لذلك فهي تريد استمرار الوضع القائم على ما هو عليه، واستمرار المجلس التشريعي، وتفادي اجراء الانتخابات من خلال الوصول الى توافقات معينة.

 

وطالبت عشراوي بضرورة العودة الى صناديق الاقتراع والانتخابات، لمعرفة قرارالشعب الفلسطيني من كل ما يحصل، لانه الشعب هو مصدر السلطات ومن حقه ان يقرر ماذا يريد، مشيرة الى وجود احجام وتاجيل ومنع للانتخابات للاستئثار بالسلطة والوضع القائم.

 

كما طالبت عشراوي بضرورة تفعيل مرسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، وفق القرار الذي اتخذ في العام 2005 بأسرع وقت، مشيرة الى ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير قرر في جلسته الاخيرة تخصيص جلستة القادمة لمناقشة هذا الامر واتخاذ الاجراءات اللازمة.

 

وقالت عشراوي: ان الانتخابات في ديموقراطيات دول العالم هي وسيلة لتفكيك حالة التأزم والتشنج بين الاطراف السياسية المختلفة، حيث يتم العودة من خلالها للشعب لتقرير ماذا يريد وانهاء حالة الاحتقان الداخلي، وهو امر يجب ان نطبقه في وضعنا الفلسطيني الحالي.

 

واشارت عشراوي ان الرأي العام في فلسطين يرغب في تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بأسرع وقت، وقد ضغط بشكل كبير لذلك، الا انه اصيب بحالة من الاحباط لعدم تحقق ذلك الى الان، داعية المسؤولين في الفصائل لقراءة استطلاعات الرأي ومعرفة توجهات شعبهم حول مايريدونه، في تعليقها على نتائج استطلاع الرأي الذي اعده تلفزيون وطن عبر موقعه الالكتروني  www.wattan.tv  حول مدى رغبة الشعب وتأييدهم لتحقيق المصالحة الوطنية وفق المورقة المصرية، حيث اظهرت النتائج ان 75 %من المصوتين يؤيدون تحقيق المصالحة في حين رفض 17 % من المصوتين تحقيق المصالحة وفق الورقة المصرية، في حين كان 8% لا رأي لهم.