خبر ويفرق بين الأحبـة.. أيضـاً

الساعة 09:15 ص|20 فبراير 2010

ويفرق بين الأحبـة.. أيضـاً

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

عندما يكثر الحديث عن تبعات الحصار الإسرائيلي الخانق على أهالي قطاع غزة لا يكون هناك مبالغة في الأمر، وبرغم ذلك فهناك أشخاص يحاولون التأقلم مع هذا الحصار، ولكن في أوقات يعجزون عن ذلك.

 

فالمجتمع الفلسطيني ملئ بقصص وحكايات عن مساوئ الحصار بالنسبة إليهم، ولكن هناك شريحة ينقمون عليه، وهم الأشخاص الذين ارتبطوا بآخرين في الخارج، والتزموا بذلك بخطبة أو زواج، ومازالوا ينتظرون السفر للخارج، فيما فضل بعضهم ترك الأمر برمته.

 

فالمواطنة منى أبو علي لم تكن تعلم عند قدومها لغزة من دبي قبل أربع سنوات تاركةً خطيبها ورائها أنها ستضطر للانتظار طويلاً حتى تتمكن من العودة إليه.

 

فمازالت أبو علي تنتظر فتح المعبر بشكل متواصل حتى تتمكن من السفر لإتمام مراسم زواجها خاصةً وأنها أنهت دراستها الجامعية قبل سنتين، مشيرةً إلى أنها ملًت من الانتظار، وقد فكرت في الذهاب عبر الأنفاق ولكنها كانت تخشى في كل مرة من قصف هذه الأنفاق أو انهيارها لأي سبب كان، فضلاً عن تكلفتها المادية.

 

وتحيا أبو علي في حيرة من أمرها، ولكن كقدر كل الفلسطينيين الذين يعيشون في حصار خانق يقتل دوماً فرحتهم، وينغص عليهم عيشهم، لا يوجد أمامها من مفر سوى الصبر والانتظار لحين ميسرة.

 

أما الشابة نسرين عليان، فلم يعد صبرها يهون عليها السنوات التي قضتها في انتظار خطيبها التي اقترنت به بعد (قراءة الفاتحة) بين عائلتيهما قبل أن يغادر غزة لإحدى الدول العربية للعمل فيها.

 

تقول عليان:" سئمت الانتظار أكثر، حتى بت أعيش في حالة نفسية سيئة، لذا فضلت تركت خطيبي لكي لا أعيش مابين دوامة الانتظار والرهان على معبر يفصلنا عن العالم وينغص علينا حياتنا".

 

وعلى الرغم من محاولات الأهل والمقربين لها من معاودة التفكير في الأمر، إلا أنها تصر على موقفها، لتؤكد أنها لم تقترن بخطيبها بـ"عقد زواج" لكي تضطر أن تنتظره، خصوصاً أنه يحق له الزواج بأخرى، وغير مجبر على الانتظار بلا أمل.

 

منى ونسرين ليستا الوحيدتين اللتين تعيشان قصة انتظار يصعب معرفة نهايته، فهناك المئات بل الآلاف من القصص التي يعيشها القطاع، خاصةً النازحين وقد تفرقت عائلاتهم، ولم يحصلوا على لم شمل.

 

وحول رأي الشرع في هذه القضية، أوضح الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه في حال تعذر قدوم الزوج لزوجته وعدم اجتماعهم فإنه في هذه الحالة يسمح بفسخ الخطبة بينهما لاستحالة الجمع بينهما.

 

وأشار الدكتور السوسي، إلى أن القضية لها عدة حالات، أولهما أنه في حال كان رجوع الزوج متعسراً ( أي لا يمكن رجوعه)، وفي حالة أن رجوع الزوج غير متعسر ولكنه يرفض الرجوع فيجوز للزوجة رفع أمرها للقضاء.

 

وأضاف، أنه في حالة كان رجوع الزوج غير متعسر ولكن منع من رجوعه طارئ فعلى الزوجة أن تصبر لحين رجوعه.

 

وفي حالة إغلاق المعبر، فبين الدكتور السوسي، أنه في حال كانت الفتاة تعلم عند قبولها بالخطبة بأن زوجها يصعب رجوعه، فليس عليها أن تطلب فسخ الخطبة، كما أن المعبر يتم فتحه ولم يغلق نهائياً ولكن الوصول عن طريقه فيه مشقة وعناء فعليها الصبر والانتظار وأن تحتسب أمرها لله.

 

وقد تضاعفت معاناة المسافرين الفلسطينيين في قطاع غزة جراء إغلاق  معبر رفح الحدودي بشكل كامل باستثناء فتحه عدة مرات في فترات متفاوتة وبعيدة، ولا زال معبر رفح مغلقاً منذ ما يزيد على35 يوماً حيث فتح أبوابه في الثالث من شهر يناير الماضي.

 

وتسبب إغلاق المعبر بالأذى بكافة أنواعه لآلاف الفلسطينيين خاصةً المرضى والجرحى وطلبة الجامعات الذين اضطر الكثير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة، فيما فقد آخرون عملهم وإقامتهم في البلدان التي يعملون فيها.