خبر وزارة عزلة اسرائيل..هآرتس

الساعة 10:50 ص|19 فبراير 2010

 بقلم: أسرة التحرير

روح السخافة التي سيطرت على وزارة الخارجية تحت قيادة افيغدور ليبرمان وداني ايالون سجلت هذا الاسبوع رقما قياسيا اضافيا. وفد من اعضاء الكونغرس الامريكيين، وصل الى اسرائيل بمبادرة من لوبي اليسار اليهودي "جي ستريت"، طلب اللقاء بكبار المسؤولين في وزارة الخارجية في القدس واصطدم بمصاعب وعراقيل. في اللحظة الاخيرة اعلنت وزارة الخارجية بان اعضاء الكونغرس يمكنهم ان يأتوا الى اللقاءات وحدهم دون مراقبيهم من "جي ستريت" فرفض الضيوف، وعقدوا مؤتمرا صحفيا وصفوا فيه سلوك حكومة اسرائيل بـ "العيب".

من الصعب وصف مس زائد وضار اكثر بالعلاقات الخارجية لاسرائيل من فرض مقاطعة على اعضاء كونغرس وعلى مرافقيهم من منظمة يهودية. لا يمكن لاي معاذير بيروقراطية على نمط "الموظفين اوصوا بعدم لقاء المجموعة" والتي انطلقت من وزارة الخارجية، ان تغطي على ذلك. دعم الكونغرس والطائفة اليهودية في الولايات المتحدة هي المسند الاستراتيجي الاكثر اهمية لاسرائيل، واعضاء الوفد صوتوا في عشرات السنين من ولاياتهم في الكونغرس في صالح استمرار المساعدات العسكرية. مجرد تردد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية بلقاء الضيوف من تلة الكابيتول يدل على خلل خطير في تفكيرهم.

غير أن حكومة نتنياهو – ليبرمان تحتسب بقدر اكبر الطهارة الايديولوجية وتتعاطى مع "جي ستريت" كمنظمة معادية مثلما تحاول أن تطارد منظمات اليسار وحقوق الانسان المحلية وتعرضها كـ "محافل مناهضة لاسرائيل". السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن، قاطع مؤتمر "جي ستريت" قبل بضعة اشهر. منذئذ تحسن العلاقات بين المنظمة والسفارة ولكن "روح القائد" من القدس تمسكت بالمقاطعة ضدها. الوزير دان مريدور كان الشخصية الكبيرة الوحيدة من اسرائيل الذي التقى مع اعضاء الوفد، الذي التقى الملك الاردني بل وقادة المستوطنين.

"جي ستريت" تعرف نفسها كلوبي "من اجل اسرائيل ومن الج المسيرة السلمية"، تشكل كوزن مضاد للوبي القديم "ايباك" المتماثل مع مواقف يمينية اكثر. "جي ستريت" تمثل حسب رجالها، 150 الف يهودي وتتمتع بعلاقات طيبة مع البيت الابيض لبراك اوباما. الحكومة غضبت على مواقف المنظمة، التي دعت الى استنفاد الخطوة الدبلوماسية تجاه ايران قبل تشديد العقوبات والى تحقيق اسرائيلي في ادعاءات غولدستون. ولكن بدلا من محاولة الشرح والاقناع حاولوا في وزارة الخارجية نزع الشرعية عن "جي ستريت".

اعضاء الكونغرس ومرافقوهم جديرون بالاعتذار الحكومي، ولكن الاهم من ذلك اعادة التقدير للعلاقات الخارجية في عصر ليبرمان. فبدلا من تعزيز المكانة الدولية لاسرائيل يبدو أن وزير الخارجية ونائبه يسعيان الى تعميق عزلتها. وزارة الخارجية اصبحت بقيادتهما شرطة على الافكار ووزارة لاسكات النقد. بعد نوبات الغضب ضد الاسكندنافيين والاتراك، تهين اسرائيل ايضا اعضاء الكونغرس الامريكي الذين تأييدهم حيوي. قبل أن يتعاظم الضرر أكثر – على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتراجع عن التعيين الاشكالي في قيادة وزارة الخارجية وان يجد بديلين لليبرمان وايالون.