خبر الأسير أبو حصيرة يدخل عامه 33 في السجون الإسرائيلية

الساعة 09:40 ص|19 فبراير 2010

الأسير أبو حصيرة يدخل عامه 33 في السجون الإسرائيلية

حاوره: رأفت حمدونة

لأن يضحي الإنسان بثلاثة وثلاثين عاما من العمر القصير لأجل دينه ووطنه وشعبه ومقدساته وأفكاره ويُحرَم من كل متاع الحياة الدنيا لأمر يستحق الوقوف ويستوجب التمعن والاحترام والتقدير .

نقف عند هذه التجربة الاستثنائية لأحد قادة الحركة الوطنية الأسيرة وقادة الجهاد الاسلامى وأول أسير لهذه الحركة .

لكي نفهم ونتعرف على ما يدور في عقل ووجدان وضمير هؤلاء العظماء من الأسرى القدامى الذين ارتقوا بتوجههم وإخلاصهم وعقلهم وصدقهم وفكرهم فأصبحوا منارات تضيء لنا الطريق.

 

س: هل يمكننا التعرف على بطاقتك الشخصية؟

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد : 

الاسم: احمد عبد الرحمن أبو حصيرة – ومعروف أيضاً باسم حسن .

الكنية (أبو العبد)

تاريخ الميلاد 25/12/1952 .

السكن غزة البحر قرب مسجد العباس .

س : هل يمكن أن تعطينا لمحة موجزة عن مسيرة حياتك منذ الطفولة؟

درست الابتدائية بمدرسة ذكور الشاطئ ، والإعدادية بمدرسة غزة الجديدة  ، والثانوية بمدرسة فلسطين ، وحصلت على التوجيهي أدبي ومعدلي ممتاز، كنت كباقي أبناء الشعب الفلسطيني لصعوبة الحياة أعمل خلال العطل الصيفية ، فعملت مع والدي رحمه الله بصحبة أخي في تجارة السمك في عام  1969-1968  للمساعدة من الناحية المادية (وكانت  ولله الحمد أوضاعنا المادية متوسطة) .

نشأت وسط عائلة متدينة مكونة من ثماني ( أخوة  6 إخوة وأختين ) وأصل العائلة من مدينة غزة.

وفي سنة 1972 ، أستشهد أخي الذي يكبرني فى البحر فى وقت الغروب جراء إطلاق النار عليه من قبل الاحتلال بدم بارد،  وكان متزوجاً وله من الأولاد أثنين ( ولد وبنت ).

 

س:  يذكر أنك  اعتقلت ثماني سنوات من سنة(    1971 حتى  1979   )  فهل لك  أن تعطينا لمحة عن هذه الفترة ؟

 

التحقت بتنظيم قوات التحرير والتي هي في الأصل من الضباط الأحرار الذين تبقوا من جيش التحرير ولم ينهزموا وفي القطاع عملوا على تجميع أنفسهم مكونين تنظيم قوات التحرير. وقمت بتنظيم ثلاث  إخوة وقتذاك  ،  وبعد نشاط دام حوالي سنة تم اعتقالي بتاريخ 8/11/1971 على خلفية إلقاء قنابل على سيارة عسكرية ، وحوكمت عشر سنوات  ، وبعد محاكمتي تم نقلي إلى سجن السبع  في أواخر سنة 1972م  ،  وبعد استقراري  في سجن بئر السبع اجتهدت بدراسة الكتب الإسلامية (وبالأخص مجلدات الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن ومعالم على الطريق) وتم الإفراج عني بتاريخ 24/8/1979م.

 

 

 

 

 

 

 

س:  لم تكن الفترة طويلة بعد تحريرك  من الاعتقال الأول حتى عدت للعمل العسكري في إطار حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فهل يمكن أن نتعرف على هذه الحقبة ؟ 

بعد خروجي من السجن لم ألين ولم أستكين ، على العكس فخرجت أكثر عزماً وصدقاً وإرادة  ، على الصعيدين(  الشخصي والوطني ) وعملت بجهد كبير لأكوِّن نفسي من الناحية المادية فعملت مع أبي رحمه الله في حر الشمس الحارق  ، ومع أخي في محل للتكييف والتبريد ،  ثم في السيارات و هنا تعرفت على الأخ محمد الحسنى المُكنَّى (بأبى وسام أو أبو زكى )  ، هذا على الصعيد الشخصي أما على الصعيد التنظيمي فبعد الإفراج عنى بفترة أي تقريباً فى سنة 1981م  تعرفتُ  أنا وبعض الإخوة الذين نحمل نفس الفكر على جماعة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقى  في مسجد عنان  واتضح أننا نلتقي على نفس الأفكار ، وتطورت العلاقة بيننا حتى أنني قمت بزيارة زملائي فى الأسر ممن كانوا يشاركونني نفس الأفكار فى الاعتقال، وبعد  تبادل الثقة والتعرف على بعضنا البعض من خلال جلساتنا السرية المطولة ( أنا والشهيد)...... فقمت بزيارتهم فى سجن عسقلان وتم التواصل ما بين الإخوة في عسقلان والأخ الشهيد الدكتور وعلى اثر ذلك تم منحى ما يلزم من متطلبات العمل العسكري وابتدأنا بالقليل بصحبة الأخ محمد الحسنى هذا الأخ العزيز الذي  شاركني العمل العسكري طول الفترة قبل اعتقالنا ،  و ذلك بقيادة الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى ( أبو إبراهيم )  وكنا أول مجموعة عسكرية للجهاد الاسلامى فى فلسطين ، ومن المهم الذكر بأنني تعرفت على الأخ الشهيد عبد الله السبع رحمة الله عليه فى هذه الفترة وهذا كان في بداية سنة 1982 وللعلم فأول عمل عسكري لنا كان في شهر 10 سنة 82، وفمنا بتنفيذ عدة عمليات ( إلقاء قنابل يدوية على الجيش )  وكان كان منها عملية الساحة المشهورة رداً على مقتل العكلوك في سنة 83 ، وفي تاريخ 18/2/86 تم اعتقالي  وكنت أول أول أسير للجهاد الإسلامي فى فلسطين ،  وتم التحقيق معي بأبشع أنواع التعذيب ، ومكثت في التحقيق والزنازين 130 يوماً على التوالي . وبعد اعتقالي ب- 14 يوم تم اعتقال الأخ محمد الحسنى تم كان اعتقال الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى ( أبو إبراهيم )  ، وحوكمت 35 سنة وحوكم الأخ محمد الحسنى (أبو زكي)  30 سنة والأخ الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى ( أبو إبراهيم )  7 سنوات ، وكنا معاً في سجن غزة المركزي  في غرفة  6 ج حتى تاريخ 10/12/1986م  ، ثم انتقلنا أنا و الأخ محمد الحسنى إلى سجن عسقلان  ، ثم اجتمعنا مرة أخرى بالدكتور الشهيد فتحى الشقاقى ( أبو إبراهيم)  قبل إبعاده إلى لبنان وذلك فى قسم ب في سجن ( المجدل ) عسقلان المركزي

 

س : بعد ثلاثة وثلاثون عاماً من الاعتقال ما هي أمنياتك ؟

 

أن أرى الدولة الفلسطينية قائمة وعاصمتها القدس الشريف ، وأن يجمع الله شمل ووحدة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وانتماءاته بعد هذا الانقسام الذي أثر على نفوسنا كأسرى وعلى كل نفس