خبر نيويورك تايمز: استياء إسرائيلي من طريقة تنفيذ الموساد لعملية المبحوح

الساعة 01:32 م|18 فبراير 2010

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

واصلت الصحف العالمية متابعتها لقضية اغتيال مسئول حماس، محمود المبحوح، والغموض الذى يكتنف هذا الحادث، وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن التلميحات المبدئية فى إسرائيل ذهبت إلى أن الموساد اشترك فى هذه العملية التى وقعت الشهر الماضى فى دبى، ولكن على ما يبدو شاب الوضع الحيرة والقلق، خاصة مع تزايد الأدلة – بينها لقطات فيديو للمراقبة ـ التى توضح مدى سذاجة العملية التى يراها الكثير من الإسرائيليين غير جديرة ولا ترتقى إلى مستوى جهاز المخابرات الخاص بهم، الموساد.

 

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ بشكل رسمى تورطها فى هذه القضية، كما هو المعتاد منها فى هذه الأمور الحساسة المتعلقة بالمخابرات والأمن القومى، ولكن منذ انتشار الأنباء بعملية الاغتيال، جعلت إسرائيل هذه القصة بصورة غير رسمية قصتها، وعجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالعناوين الرئيسية التى تهنئ مدير الموساد على ما اقترفت يداه.

 

ورغم ذلك، نشرت قوات الشرطة فى دبى صوراً تظهر 17 شخصاً مشتبهاً فى كونهم قتلة المبحوح، متنكرون بشكل سيئ، الأمر الذى أثار غضب البريطانيين بسبب استخدام مستندات سفر بريطانية مزورة، وذكرت أن الإسرائيليين الآن يتساءلون عما إذا كان الموساد ذائع الصيت الواسع فى عمليات التجسس، وراء هذا العمل الردىء.

 

وبدلاً من العناوين الرئيسية الرنانة التى تهنئ الموساد، انتشرت الآراء التى تطالب رئيس الموساد، مئير داجان، بالتنحى عن منصبه. وقال عمير أورين، كاتب الرأى بصحيفة هاآرتس، قائلا "ما بدا مسبقا لمرتكبيه بأنه نجاح كبير، طغت عليه الآن التساؤلات".

 

وذكرت نيويورك تايمز أن إسرائيل أرادت الانتقام من المبحوح بسبب إلقائه القبض على وقتل جنديين إسرائيليين عام 1989، وتهريب الأسلحة إلى حماس فى غزة، وبالفعل وجد مقتولا فى غرفة بفندق فى دبى.

 

ويرى المعلقون الإسرائيليون أن عملاء الموساد الذين يعتقد بأنهم ارتكبوا هذه العملية "احترقوا"، نظرا لأن صور جوازات السفر المزورة نشرت فى جميع وسائل الإعلام حول العالم، فضلا عن لقطات فيديو تظهر بعضا من المتورطين بلحى مزيفة وشعر مستعار ونظارات، فى محاولة شبه هزلية للتمويه، الأمر الذى لا يمكنهم حتى "من الذهاب إلى محل البقالة"، حسبما قال ايتان هابر، كاتب عمود فى صحيفة يديعوت أحرونوت، وأحد مساعدى رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين، فى التسعينيات.

 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، أمس الأربعاء فى أول رد فعل رسمى على العملية، إن سياسة إسرائيل فى الالتزام "بالغموض" فى قضايا مثل تلك، أمر "صحيح". وأضاف "لا أعرف لماذا نفرض أن إسرائيل أو الموساد استخدموا هذه الجوازات، فإسرائيل لم تستجب سواء بالتأكيد أو بالنفى".