خبر أسئلة مقلقة من دبي.. هآرتس

الساعة 12:39 م|18 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

اذا كانت اسرائيل بالفعل مسؤولة عن اغتيال رجل حماس محمود المبحوح في دبي، كما ينسب لها، فيمكن الافتراض بان من يحاول ان يحظى لنفسه ببعض المجد من العملية في  الشهر الماضي يندم الان. التحقيق الذي ادارته شرطة دبي كفيل بان يطرح اسئلة قاسية على القيادة السياسية واسرة الاستخبارات في اسرائيل، حتى لو لم تأخذ الحكومة على عاتقها مسؤولية التصفية، التي تنسب في وسائل الاعلام الاجنبية الى الموساد. ما بدا في البداية كعملية "نظيفة" يبدو الان كعملية ترافقت وخلل اهمالي.

اولا، هل الهدف والنتيجة بررا المخاطرة في عملية الاغتيال في دولة عربية معتدلة وانكشاف اساليب عمل اسرة الاستخبارات؟ ام أن الفرصة التنفيذية للتخلص من المسؤول عن عمليات في الماضي وتهريب السلاح في الحاضر اثارت المنفذين والمصادقين للتخلي عن جزء من قواعد الحذر؟

ثانيا، هل في فترة متوترة، تتبادل فيها اسرائيل التهديدات الحربية مع ايران وحلفائها في المنطقة، مرغوب فيه استفزاز العدو بدلا من الحفاظ على ضبط النفس وكبح الجماح؟

ثالثا، هل جدير احراج السلطات في امارات الخليج، التي تشارك اسرائيل الخوف من التهديد الايراني، بعملية تصفية كهذه؟

رابعا، هل اخذ في الحسبان في الاعداد للعملية مخاطر الانكشاف والقيود التي ستفرض على عمليات مشابهة في المستقبل؟

خامسا، هل مبرر المس بالعلاقات مع دول صديقة في اوروبا، استخدمت جوازات سفرها لتصفية المبحوح؟

سادسا، هل جدير التعريض للخطر مواطنين اسرائيليين سرقت هوياتهم، ظاهرا، واستخدمتها خلية الاغتيال في دبي؟ الخوف من سرقة الهوية يذكر بانظمة ظلامية ويبدو كمس غير متوازن بالمواطنين. فهل كل يهودي من البلدان الغربية يفكر بالهجرة الى اسرائيل ينبغي له أن يخاف من ان يرتبط اسمه بقضايا تجسس وتخريب في ارجال العالم؟ تشديد انظمة الامن في المطارات ومعابر الحدود يثقل على اجهزة الاستخبارات. ولكن هل يستوجب الامر المخاطرة بالحرية بل وربما بالحياة لمواطنين هوياتهم جندت دون معرفتهم في عمليات سرية؟

كل هذه الاسئلة، ولا سيما الادعاءات بسرقة الهويات، تستوجب استيضاحا عميقا واستخلاصا للدروس للمستقبل – وينبغي اخراجها الى نور الشمس.