خبر ماذا فعلتم لنصر أبناء القدس ..؟ .. بقلم الصحفي / عنان نجيب *

الساعة 08:24 م|17 فبراير 2010

ماذا فعلتم لنصر أبناء القدس ..؟ .. بقلم الصحفي / عنان نجيب *

 

 

بقلم الصحفي / عنان نجيب *

 

لا يكاد يمر يوم على مدينة القدس إلا وتصحو على فاجعة جديدة، حتى بات الجميع هنا يتوجس خيفة من القادم المعلوم  اذا لم نسمع خبرا جديدا كهدم بيت او حفر نفق أو اعتقال أو حجز ضريبة...،

ويرى المقدسيون هنا إن ما يحدث هو  تواطؤ غير مسبوق بتاريخ الأمة الإسلامية والعربية على تسليم القدس كعاصمة مسلم بها لهذا الكيان ، برغم ما يسمعه ويقرأه المقدسيون من كتب الشجب والاستنكار فان اختزال كل مقومات الصمود والرباط بأشكال وقوالب ذات بعد شعبي وسلمي لن يفيد شيئا ولن يجدي او ينقذ القدس مما يحيط بها من أخطار ، ولربما هذه الثقافة (النضال الشعبي السلمي )التي يروج لها البعض كبديل عن المقاومة الحقيقية التي تستند الى مفهوم القوة ، هي السبب وراء عدم انتفاض الشارع المقدسي والفلسطيني أمام ما يجري رغم خطورته ومساسه المباشر بالمسجد الأقصى المبارك ، هذا من جانب ومن جانب اخر فقد برزت بالسنين الاربع الاخيرة ظاهرة ليست جديدة على الساحة الفلسطينية آثرت بشكل مباشر على انعدام أي مشروع نضالي شامل يقف بوجه الاحتلال وتهويد المدينة ، فكل يوم يبرز ايطار جديد او مؤسسة مستنسخة تقدم نفسها كرائدة وناطقة رسمية باسم المدينة وجراحها ، حتى بتنا لا نستطيع استدراك شئ من تلك المؤتمرات الصحفية التي يتبارون فيها تسابقا باتجاه الكعكة المسماة (دعم القدس) .

قبل ايام جمعني لقاء باحد الاصدقاء ممن تسلموا اخطارا بهدم بيوتهم ، وكان المسكين حائرا باحثا عن ملجأ يتجه اليه لتوكيل محامي لايقاف قرار الهدم ، وراح يمارس هواية المقدسين المحببة في استحضار العصبية الشعبية وشئ معقول من الشتائم مما لم اعترض عليه ،فالمسكين حفيت قدماه من كثرة تنقله من مؤسسة الى اخري ومن شخصية لاخرى وكانت اجاباتهم لا تخرج عن دائرة " لا يوجد تمويل .... القضية اكبر منا .... راجع الجهة الفلانية .... اتصل بفلان له ماكنة يمكن ان يوكل لك محامي ..............وراح صاحبنا كلما ادله على عنوان يزيد من المقدار المسموح بالشتائم ، حتى لم يكن لي من بد الا تهدئة روعه وختراع ما يلزم من عبارات شد العزائم .

وللحق لا يخلوا محفل او مكان بالقدس الا وتطرح هذه الاسئلة ،منها للمثال ما فائدة وأهمية تلك المؤسسات التي تستحوذ على ملايين الدولارات من مؤسسات عربية واسلامية داعمة للقدس إضافة إلى المؤسسات الرسمية التابعة لسلطة رام الله او تلك التي تتبع الوقف الإسلامي والأردن ، وما هي العناوين  المتوجب على مراجعتها  لدعم المقدسي الغلبان الذي تبدوا له الان نظريات المؤامرة متجلية بابها صورها ؟؟؟ وما سر هذا التسابق المحموم بين تلك الشخصيات والمؤسسات التي نصبة نفسها كمرجعيات للقدس، في اقامة المؤتمرات الصحفية المملولة والرتيبة.

عشرات من الأسئلة التي يتناولها الشارع المقدسي هنا عن مصير المدينة ، وكيفية التصدي والصمود  الواجب اتخاذها في ظل هذه التعقيدات التي تعترض تبني سياسة رادعة للتهويد الجاري في ظل تواطئ رسمي ملامحه ظاهرة ولا تخفى على متتبع لما يجري على ارض الواقع .

فقد عجزت كل تلك المرجعيات والمؤسسات الناهبة لمقدرات المدينة المادية المقدمة من مختلف الجهات ، عن الاتفاق على برنامج واحد يخوض غماره اهالي القدس للتصدي للاحتلال وافرازاته او على الاقل لاعادة بناء النسيج الاجتماعي المدمر جراء عبث الاحتلال بشكل العلاقات بين الناس هنا . وللحق فان المخلصين من ابناء المدينة يحاولون بجهد تجاوز ازمة المرجعيات المتعددة ومحمور( ملوك الطوائف )المكون من شخصيات ومشايخ لا نراهم الا بالمؤتمرات الصحفية التي تعقد بفنادق الخمس نجوم على حساب القدس ومقدساتها . ولكن كل تلك المحاولات الهامشية من اؤلئك المخلصين لن تعدوا كونها محاولات لاسقاط الواجب وليست لتغير الواقع فالمطلوب الان اكثر من ذي قبل فتح كافة الملفات امام الجمهور الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة لمعرفة الحقائق كاملة غير مجتزئة سواءا كانت حول حجم التواطئ الرسمي على تسليم المدينة وتقسيم المقدسات الاسلامية ووضعها تحت السيادة الاردنية كما نص عليها باتفاقية وادي عربة ، وما تعنية تلك السيادة من تقسيم ومعها سلطة رام الله ومنظمة التحرير وتنصلهما من اي التزامات نضالية وتعبوية اتجاه القدس ، او كان حول حجم الدعم المقدم من مؤسسات عربية واسلامية وذوبان هذه الاموال ودورانها بدائرة مغلقة لا تتعدى شخوص ومؤسسات هي ابعد ما تكون عن الهم اليومي الذي والخطر الدائم الذي يتهدد القدس ، ايضا فان حالة الانقسام الذي تعيشه القدس مثلها مثل بقية الوطن اثرت بشكل مباشر وملموس على انكفاء الاطر السياسية والاسلامية الفاعلة على نفسها واقتصار اهتمامها على الذات التنظيمية والاخطر ان بعض هذه الاطر الوطنية والاسلامية تختص ابنائها وعناصرها بمستلزمات الصمود لا حرصا على القدس بل حرصا على هيكلها التنظيمي للاسف، من هنا على كافة القوى الوطنية والاسلامية بالقدس العودة الى رشدها والتداعي فورا لبرنامج نضالي واحد بعيدا عن التناحر والتجاذب والتسابق الاعلامي لجني ثمار ومكاسب ضيقة ، فلربما بمثل هذا اليوم من السنة القادمة لن نجد قدسنا ،ويومها لن تجد تلك الفصائل والقوى من يتشرف بذكرها بخير ولسوف يبكي الجميع ندما على تفريطه بهذه الامانة السماوية في الوقت الذي كان بالامكان فعل شئ .

 

 

*"القدس المحتلة"