خبر نجاح تكتيكي، فشل استراتيجي- معاريف

الساعة 10:26 ص|17 فبراير 2010

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: التنفيذ كان مصقولا، المصفون جاءوا وخرجوا بسلام، وكل شيء سار كالساعة الا انه في الزمن التكنولوجي بات كل شيء مكشوفا أمام كاميرات المراقبة -  المصدر).

من اغتال مسؤول حماس محمود المبحوح تورط. الان بات هذا واضحا. المعلومات الاستخبارية كانت نوعية، التنفيذ كان مصقولا، المصفون جاءوا وخرجوا من دبي بسلام وكل شيء سار كالساعة. لشدة الاسف، كذا فعلت كاميرات الحراسة. ضرر هذه تبين أول أمس في المؤتمر الصحفي المذهل لشرطة دبي، التي تخرج، في هذه الاثناء، بانها الافضل في هذه القصة.

لم يصدق أحد ان يكون ممكنا اغلاق دائرة وتنفيذ ربط بين كاميرات المطار وكاميرات الفندق ولكن الرفاق في دبي قاموا بعملية مراقبة، واستثمروا طاقة وتكنولوجيا كي يطرحوا جوازات سفر المصفين الـ 11 بالبث الحي، للعالم بأسره. لشدة السخرية، يتبين الان ان بعضا من المصفين، المزعومين، هؤلاء، يعيشون ويرفسون في اسرائيل. هذا يعني ليس هم حقا، بل الاشخاص الذين استخدموا هوياتهم. مشوشون؟ نحن ايضا. السطر الاخير: نجاح تنفيذين تكتيكي، فشل استراتيجي.

        اغتيال المبحوح ينقل العالم، دفعة واحدة الى العصر الجديد. العصر الذي لن يكون ممكنا فيه عمل أي شيء سري دون تفوق تكنولوجي يسمح بالتشويش او التحكم، او شرب مخازن المعلومات والصور. بعد زمن قصير، ستكون الكاميرات ووسائل البحث بيوتكنولوجية، وستسمح باستعادة كل شيء، في كل مكان، زمان ووضع. لن يكون ممكنا خداعها، مثلما حاول عمله المصفون من دبي. وهي ستعرف كيف ستشخص الانسان خلف التمشيطة، او اللحية، او النظارات بوسائل طبيعية بيوتكنولوجية غير قابلة للتشويش. وقد بات هذا كابوسا حقيقيا. الاخ الكبير بات هنا، ينظر الينا من كل مصعد، رواق او مطار. لا يمكن التملص منه. محاولات التشويش والتظاهر تصبح زائدة، حين يتبين أنه يمكن ربط رقابة جوازات السفر في المطار مع منصة الاستقبال في الفندق، ومن هناك الى المصاعد والاروقة. في نهاية هذه الطريق، حين يتبين بان جوازات السفر تعود لمواطنين اسرائيليين ابرياء، سيكونون من الان فصاعدا تحت مطاردة الانتربول الدولي، فان الحرج كبير.

        ليس لدينا فكرة عمن يقف خلف الاغتيال في دبي. ولكن اذا ما حصل هذا، مثلا، لمنظمة استخبارية بريطانيا، لكان جرى استماع في البرلمان. وفي امريكا ايضا، كان سيسود حرج كبير حيال مثل هذا الاداء. كل شيء كان صحيحا، دقيقا، مهنيا ويبعث على الاحترام. كل شيء باستثناء حقيقة هامشية لم يأخذها احد بالحسبان في أنه ينبغي تشويش شيء ما: إما الكاميرات في المطار او الكاميرات في الفندق. حتى ولو باثر رجعي.

        هكذا سيتم، كما يبدو، في الاغتيال القادم اذا ما اجري من احد أذرع الاستخبارات الدولية. هكذا لم يحصل هذه المرة، وخسارة. إذ الكثير من الناس سيضطرون في الزمن القريب القادم الى الكثير من الشروحات، وربما ايضا التعويضات. ليس مؤكدا ان المبحوح كان يساوي كل هذا.