خبر « الصحة »: نسبة تسوس أسنان الأطفال فـي فـلسطيـن تصـل إلـى 65%

الساعة 06:55 ص|17 فبراير 2010

"الصحة": نسبة تسوس أسنان الأطفال فـي فـلسطيـن تصـل إلـى 65%

فلسطين اليوم-نابلس

لانا أم لثلاثة أطفال، حريصة جداً على صحة أسنان أطفالها، وهي دائمة الحذر والعناية بها، لأنها وكما تقول عانت بالصغر من مشاكل في بروز اسنانها الدائمة، بعد أن تم خلع عدد من أسنانها بسبب التسوس المبكر فاضطرت لوضع التقويم الخاص لمدة سنتين، وهي لا ترغب بتكرار مشكلتها مع أبنائها.

ولانا كغيرها من الأهالي الذين يخشون على صحة اسنان ابنائهم، لأنهم يعلمون أن أية مشكلة ستضطرهم لزيارة الطبيب، وهو أمر يصعب إقناع الأطفال به، فمشاكل الأسنان متعددة، والسبيل الى تخفيفها هو الوقاية والنظافة.

مديرة دائرة وحدة الأسنان في وزارة الصحة د.بهادر طه قالت بهذا الخصوص، إن نسبة تسوس أسنان الأطفال في فلسطين في الفئة العمرية من 6 الى 10 سنوات، تصل الى 65%، مشيرة الى أن الوزارة تحاول خفض هذه النسبة من خلال المشاريع المتعددة، لأن معالجة الأسنان مكلفة وتحتاج الى زيارات متكررة، يرفضها الأطفال في أغلب الأحيان.

وأفادت بأن الوزارة تقدم برامج داعمة على مستوى مديريات الصحة، في فحص لتقصي أسنان طلبة صفوف الأول الأساسي، والسابع، والعاشر، بالتعاون مع مديريات التربية والتعليم في المحافظات؛ وبعد عمليات التقصي يتم توجيه الحالات التي تحتاج أسنانها رعاية طبية إلى عيادات الوزارة، أو لعيادات القطاع الخاص في حال لزم التقويم لها، وتستمر متابعتهم من خلال الطاقم الصحي في المدرسة.

وتشير طه الى أن الوزارة تقدم حالياً عدداً من البرامج الوقائية لطلبة المدارس "فلورايد جل"، و"حشوة السادة اللاصقة" التي توضع بين الأسنان لمنع تجمع الطعام، وبالتالي حمايتها من التسوس، وذلك مع ظهور الأسنان الدائمة.

وتحدثت عن مشروع آخر لتطوير صحة الفم والأسنان، ويتمثل في خمس عيادات متنقلة في رام الله، ونابلس، وجنين، وجنوب الخليل، وبيت لحم، كما سيتم افتتاح أربع عيادات ثابتة في قرى نعلين، بردلة، البلدة القديمة في الخليل، عصيرة الشمالية.

وقالت طه، إن هناك مشروعاً آخر تقدمه وزارة الصحة وهو "مضامد الفلور"، حيث درب عدد من الأطباء بعض الأساتذة والمعلمات في 58 مدرسة في جميع المحافظات على كيفية تقديم المضامد الى خمسة آلاف طالب وطالبة، مع توفيرها في تلك المدارس مع التعليمات اللازمة وتحديد كمية فلوريد الصوديوم التي يجب أن تتضمنها الجرعة، بواقع 24 جرعة على خمسة شهور.

وأشارت الى أن الفئة المستهدفة هنا هم الأطفال من سن الثامنة حتى العاشرة، وسيتم فحصهم بعد سنة لمعرفة مدى فعالية الفلور على أسنانهم.

ونوهت طه الى أنه حسب منظمة الصحة العالمية فقد أثبتت فعالية الفلور في تخفيض التسوس بنسبة من 40ــ50%.

كما وتحدثت عن وجود عدد من المشاريع التثقيفية الخاصة بالطلبة وأولياء الامور، إضافة إلى تلك التي خُصصت للنساء الحوامل، علما أن هذه الفئة يتم تحويلها إلى الفحص السني فيما يتم معالجة الحالات التي تتطلب ذلك.

وقالت: إن الوزارة تقوم بخطوات لتعزيز السلوكيات السنية، كتنظيف الاسنان، حيث قامت بتوزيع فراشي الأسنان على الطلبة الذين سينفذ عليهم مشروع المضامد، مشيرة بذلك إلى تجاوب الأهالي حين تم تبليغهم بالمشروع من خلال اجتماعات مجالس الطلبة في المدارس، والأيام المفتوحة، والمخيمات الصيفية.

ودعت الى الاهتمام بصحة الفم لأنها المدخل لصحة الجسم.

وكان وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي قال خلال افتتاح فعاليات مشروع تطبيق مضامد الفلور (صحة الفم والأسنان) لطلبة المدارس والمدعوم من مشروع التعاون الاسباني، في مدرسة بنات بيتونيا الأساسية بمحافظة رام الله، إن تسوس الأسنان المبكر من أهم المشكلات التي يعاني منها طلبة المدارس، مضيفاً، إنه من هنا جاء الاهتمام بمشروع تطوير صحة الفم والأسنان ليكون نقطة انطلاق للوقاية وحماية الأطفال من هذه المشكلة.

طبيبة الأسنان د.شيرين الجابي، أوضحت أن العناية بأسنان الأطفال تبدأ منذ فترة الحمل، حيث إن غذاء الحامل، وابتعادها عن بعض الانواع من الأدوية له تأثيره على نمو أسنان الطفل التي تبدأ في الأشهر الأولى من عمر الجنين، في بطن امه.

ونوهت الى أنه منذ ظهور السن بعمر ستة أشهر يجب العنايه به، فعلى الأم تنظيفه قبل النوم بالماء والشاش، ولا يحبذ اعطاء الاطفال سكريات أو عصائر قبل النوم، ويجب عدم ترك "الرضاعة" بفمه لأن كمية اللعاب تقل بالليل ومعدل تكون البكتيريا يزداد.

وأشارت أنه يجب أن يتعلم الطفل استخدام الفرشاة والمعجون، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري بعد العام الأول، على ألا يستخدم العنف، بل بالاقناع، لكي يتعود الطفل على زيارة طبيب الأسنان، ولا يخاف منه.

ونوهت الى أهمية العناية بالأسنان اللبنية لأن مكانها ستنمو الأسنان الدائمة، كما أنها تساعد على النطق، والمضغ، وشكل نمو الفك، وبالتالي منح المظهر الجميل.

وطالبت الأهالي بمزيد من الوعي في تقديم بعض الأغذية لأطفالهم، حيث إن الأغذية التي تحتوي على سكريات، والتي تتحول الى سكر بعد مضغها، تزيد من نسبة البكتيريا داخل الأسنان، وبالتالي تؤدي الى تسوسها.

وقالت، إنه مع بدء ظهور السن يكون معرضاً الى التسوس، واذا لم تتم العناية به جيداً، سيضطر الطبيب الى خلعه مبكراً وبالتالي يسبب فراغاً بين الأسنان التي ستسبب خللاً في بروز الأسنان الجديدة، وبالتالي خللاً في الإطباق. وأكدت أن خيار خلع الأسنان اللبنية ليس الوحيد، بل يمكن معالجتها.