خبر والد الشهيد القائد عماد مغنية يترك المستشفى كي يستمع لنصر الله

الساعة 05:24 ص|17 فبراير 2010

فلسطين اليوم : بيروت ( نقلاً عن صحيفة "السفير")

الأوراق البيضاء وزعت على الكراسي البلاستيكية بدقة وعناية. تذيل كل ورقة صفة الشخصية التي ستجلس عليها: «نائب، وزير، ممثل رئيس الجمهورية، ممثل رئيس مجلس النواب، ممثل رئيس الحكومة، الشيخ، السيد...». الكراسي ما زالت فارغة، تنتظر موعد بدء مهرجان «يوم الشهداء القادة»، الذي أقامه «حزب الله» أمس.

يشرف «الحاج عباس» على توزيع الشبان، الذين علقت على ياقاتهم عبارة «تشريفات». تبدأ الوفود بالتقاطر الى «مجمع سيد الشهداء» قبل الموعد بنصف ساعة. لكن القاعة ما زالت شبه خالية. والأعلام لم ترفع بعد. الا أنها، لن تهدأ لحظة بدء «السيد» بكلمته. سترفرف كثيراً، تزامناً مع صيحات الحناجر: «لبيك يا نصر الله» أو «ابو هادي».

تعلو المدخل الرئيسي ثلاث صور عملاقة، تجابهها فوق المنصة مثيلاتها، لكن بحجم أصغر: الشيخ راغب حرب، عماد مغنية بقبعته الشهيرة، والسيد عباس الموسوي بعمامته السوداء، والتي ستكون جزءاً من الجدارية التي ستنشدها فرقة «رسالات»، عقب كلمة عوائل الشهداء التي ألقاها راغب راغب حرب.

الرقم ثلاثة يتكرر في الصور البصرية: على مقربة من صور «القادة»، ثبتت لوحة تضم ثلاثة مقاومين يشقون طريقهم بين العشب. وأمام المنصة، رفعت ثلاث لافتات سوداء بطريقة متوازية، ممهورة بعبارة «في يوم الشهداء القادة، نجدد العزاء لأهالي ضحايا الطائرة المنكوبة».

أما أهالي الشهداء، فقد خصص لهم مربع خاص، يجاوره مربع آخر لجرحى المقاومة، والى جانبه وزعت الكراسي لاستقبال «السرايا اللبنانية». المهرجان، الذي حضره ممثلا رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والقيادات العسكرية والأمنية وشخصيات سياسية ورسمية وحزبية ونقابية، ليس الأول من نوعه، في حين تميز المهرجان ـ من حيث الجديد ـ بكلمة راغب حرب الابن... وجدارية «النصر».

يبدو مشهد المجمع، من المنصة، أكثر وضوحاً: بعض الأعلام مرفوعة، وأخرى مستقيمة. حشود غفيرة تقف في الرواق الفاصل بين مربع الرجال وبين النساء، ما يعني أن القاعة قد امتلأت. شبان، بعضهم يرتدي بزات عسكرية والبعض الآخر ثيابا بيضاء وسوداء اللون، يحملون رايات ويشقون طريقهم في اتجاه المنصة.

على وقع الألحان العسكرية، تصل الفرقة الانشادية الى المنصة وسط صخب الجمهور. تحمر وجوه المنشدين. قوة تنبض في الكلمات القوية والرنانة، التي ترافقت مع أداء مسرحي، قسم على النحو التالي: بالأبيض للشيخ راغب حرب، بالأسود للسيد الموسوي، وبالأصفر لعماد مغنية.

الضيوف الذين جلسوا في الصف الأول، يقرأون كلمات النشيد من الكتيّب الذي وضع على كراسيهم، في حين تعرض الكلمات للجمهور على الشاشة العملاقة، والتي سيطل منها «السيد» بعد لحظات.

بين الضيوف، جلس رجل ينصت الى النشيد بخفر. وقد بدت علامات التعب على محياه. انه والد عماد مغنية. وقد جلس الى جانبه، لهنيهات، جهاد عماد مغنية. الرجل، والد «الحاج رضوان»، لم يمتثل لارشادات الطبيب، الذي طلب منه عدم مغادرة المستشفى، حيث نقل اليه عقب اصابته بوعكة صحية، وعند الانتهاء من المهرجان، سيعود والد مغنية الى المستشفى، ترافقه سيارة الإسعاف التي تبعته الى الاحتفال.

يعلو صوت عريف الحفل «ابو حسن» ممهدا لوقوف الجمهور، على ايقاع كلماته القوية. ترتفع الرايات والأعلام في الهواء، تتداخل الألوان بعضها ببعض، بين ألوان «الحزب» الصفراء وبين الأعلام اللبنانية ورايات «السرايا» وعلم فلسطين. يطل «السيد»، وخلفه صورة ثلاثية. أمامه، وقفت حشود ورددت، أكثر من مرة: «لبيك يا.. نصر الله»... «ابو هادي».