خبر هل تنوي إسرائيل مهاجمة سوريا؟!

الساعة 05:18 م|16 فبراير 2010

فلسطين اليوم: وكالات

تهديدات وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بالقضاء على النظام السوري اثارت ردود فعل متناقضة داخل اسرائيل وخارجها حول ما اذا كانت تعكس موقف وسياسة الحكومة والجيش ام انها مجرد رعونة سياسية في سياق اسلوب تفكير وطراز نهج يميز هذا السياسي المنفلت دائما في مواقفه وطروحاته السياسية؟

 

يرى بعض المحللين في تأكيد رئيس الشعبة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع عاموس جلعاد بأن المعلومات الاستخباراتية لدى اسرائيل تشير ان لا نية لدى حزب الله او سورية شن حرب على اسرائيل وقوله إن بلاده هي الاخرى ليست لديها نيات حربية على الطرفين، تمثل رسالة واضحة بأن لا حرب على الابواب، وبالتالي فإن تهديدات ليبرمان لا تعبر عن سياسة الحكومة».

 

إلا أن مراقبين آخرين رفضوا ان تكون هذه التهديدات قد صدرت عن ليبرمان من دون الاتفاق المسبق مع نتنياهو وهي تدخل بالتالي برأيهم «في اطار لعبة تبادل الادوار بينهما وتوجيه الرسائل ذات الأبعاد المزدوجة».

 

يقول ليبرمان إنه اراد من تصريحاته التنبيه الى ان ما يجري على الجبهة الشمالية أضحى أمرا لا يمكن احتماله مشددا على «ان هناك قضايا عدة في الشرق الاوسط خطيرة ولا يمكن تحملها» مستدركا «لست موظفا بوزارة الإعلام ولا لدى الجمهور الاسرائيلي، فلقد عرضت وجهة نظري في السياسة التي اريدها في المنطقة، وتثبيت اخلاصي لوعودي لمن انتخبني».

 

الخبير في شؤون الشرق الاوسط شالوم يروشلمي ينبه الى ان الأسد كما ليبرمان يعرفان ان مثل هذه الحرب ستؤدي الى تدمير سورية وإنهاء نظام حكم البعث مستدركا القول «إن الهدوء الذي تشهده الحدود بين سورية واسرائيل هو افضل مما عليه الحدود مع الاردن ومصر وهذا تحقق بفضل الحقيقة التي اوضحها ليبرمان والتي جعلت سورية لا ترد على قصف اسرائيل المفاعل في دير الزور في سبتمبر العام 2007».

 

وزير الحرب السابق موشيه أرينز وصف حرب التهديدات بين ليبرمان والمعلم بأنها «طوفان الكلمات» وقال: «إن الجمهور الاسرائيلي وحده هو المستهدف من هذه الحرب» موضحا «باراك يستخدم اساليب التخويف كي يدفع الاسرائيليين نحو الاستعداد لترك الجولان» فيما المعلم يكرر اقوال باراك ويهدد بتدمير مدن اسرائيل في الحرب» واضاف «اسرائيل لا تحتاج الى تحذير المعلم كي تعرف بوجود آلاف الصواريخ التي جمعتها سورية خلال السنوات الاخيرة» وهي - اسرائيل-«طورت منظومات سلاح واستراتيجية مناسبة تدفع السوريين الى التفكير مليا قبل استخدامها ضد المدن الاسرائيلية».

 

في هذا السياق فهمت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني تصريحات ليبرمان وقالت تصريحات باراك «تهديد للجمهور الاسرائيلي لاسيما تحذيره من ان غياب الحلول مع سورية من الممكن ان يؤدي الى مواجهة تصل الى حرب مدمرة» وقالت «يلوح ليبرمان ايضا بحرب لن تأتي الا بالدمار للاسرائيليين».

 

في هذا الخضم طلع الخبير في الشؤون الاسرائيلية عكيفا ألدار ليدعو المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى «ان يفتح الملفين الفلسطيني والسوري معا» قائلا: «ثلاثة رؤساء حكومة في اسرائيل هم رابين وبيريز وباراك قدموا اغراءات للرئيس كلينتون في حينه للالتفاف على ياسر عرفات ومباشرة المفاوضات مع حافظ الأسد، نتنياهو هو الآخر جرب حظه ولكن ماذا حصل؟ انتفاضة في الضفة وحرب ثانية في لبنان وحرب اخرى في غزة».

 

وقال المحلل آري شافيت: «إن الفرصة الحالية تمهد الطريق للسلام مع سورية» مشددا على «ان نتنياهو يجب ان يغير الاتجاه من القدس الى دمشق» موضحا «لتلافي الشرالذي يلوح من الشرق ينبغي بذل كل جهد لمحاورة الأسد» لأنه «من اجل منع حرب فظيعة يجب ازاحة كل حجر في الطريق الى دمشق».