خبر الأسير أبو حسنة.. عاش في الأسر أكثر مما عاش خارجه

الساعة 03:07 م|16 فبراير 2010

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

يترقب إبراهيم أبو حسنة بحذر شديد أنباء عن أحوال شقيقة الأسير المعزول منذ خمس أعوام في المعتقلات الإسرائيلية، بعد أن فقد الأمل في سماع صوته منذ ثلاث أعوام.

 

ولم تفلح محاولات إبراهيم الذي يعمل فني تخدير في مستشفى حكومي جنوب قطاع غزة، في الحصول على معلومات حول الحالة الصحية لشقية إياد المعتقل منذ عقدين من الزمن.

 

وأسر الجيش الإسرائيلي إياد أبو حسنة عندما كان في الخامسة عشر من العمر داخل موقع عسكري إسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية.  

 

ووقع في الأسر آنذاك إياد وزميله أيمن يونس وكانا ينتميان إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس.

 

وكانا الفتيان إياد أبو حسنة وأيمن يونس يقطنان في مخيم "كندا" الذي خصصته السلطات المصرية للاجئين الفلسطينيين وفككته عقب إبرام اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993.

 

وسكان هذا المخيم عادوا إلى قطاع غزة الساحلي بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994.

 

وخرج الفتيان اللذان جندا من قبل "فتح" في عملية فدائية استهدفت موقعاً إسرائيلياً، لكنهما وقعا في الأسر دون أن يعلن أي تفاصيل عن العملية التي نفذت في منصف آذار (مارس) عام 1989.

 

يقول إبراهيم أبو حسنة بنبرة تحمل الأمل "لقد كان (إياد) يحب المقاومة والثوار ويعشق أرض فلسطيني (..) كان حلم حياته أن ينتقم لدماء الشهداء من جنود الاحتلال الإسرائيلي".

 

وإبراهيم أصغر من شقيقه إياد بعام واحد وكان يطلع نجله الصغير إياد الذي حمل اسم شقيقه المعتقل تيمنا به على صورة قديمة لعمله خلال المقابلة التي أجرتها "قدس برس" في منزله المتواضع بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

 

ويضيف الشقيق المكلوم "مر عقدين من الزمن وإياد يتنقل بين المعتقلات الإسرائيلية.. تعلمت خلالها وتزوجت وأنجبت وإياد لا زال في المعتقل ولا ندري إلى متى؟".

 

وكانت محكمة إسرائيلية أمرت في العام 1989 بسجن إياد أبو حسنة العضو في حركة "فتح" لمدة ثلاثين عاما. وهو العام الذي اشتدت فيه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في العام 1987، رداً على مقتل عدد من العمال الفلسطينيين على يد مستوطن إسرائيلي عندما كانوا عائدين إلى قطاع غزة من معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة. 

 

وتخلى إياد أبو حسنة (35 عاما) في مطلع تسعينات القرن الماضي عن الانتماء لحركة "فتح" والتحق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

 

وأكثر ما يؤلم عائلة أبو حسنة الأخبار التي تتوارد حول استمرار عزل ابنهم إياد في معتقل انفرادي لدرجه أن بعضهم لا يعرف المعتقل الإسرائيلي الذي يوجد فيه أبو حسنة.  

 

ويقول إبراهيم "إن إدارة السجون تعزل إياد منذ خمس سنوات دون مبرر وتقوم بنقله من سجن لآخر دون إبداء الأسباب"، مضيفا وصورة شقيقة بين يديه "هذه السياسية الإرهابية ضاعف من معاناته شقيقي إياد وعذابه وأثر بشكل سلبي على حالته النفسية وجعلته يعيش حالة من الاضطرابات النفسية".

 

وكان مندوب منظمة الصليب الأحمر الدولي أبلغ عائلة أبو حسنة الشهر الماضي بأن إياد يعاني من اضطرابات نفسية بسب استمرار عزله.

 

وقد انقطعت منذ عدة أشهر أخبار أبو حسنة، حيث ذهب مندوب الصليب الأحمر لزيارته وكان اسمه ضمن القائمة المسموح له بزيارتها ولكنه فوجئ بنقله من عزل لآخر دون مبرر ولم يسمح له بزيارته، وتم إبلاغه بأنه نقل وحتى هذه الحظه لا يعلمون مصيره أو مكان عزله.

 

وأعربت عائلة الأسير أبو حسنة عن قلقها الشديد عليه وعلى وضعه، حيث تحرم إدارة السجون الأسير إياد من إدخال الملابس له حتى من خلال مندوب الصليب الأحمر وبالإضافة إلى أنه محروم من الزيارة منذ حوالي 8 أعوام بحجج أمنية واهية.

 

ووصف الناشط الحقوقي خليل أبو شماله سياسة العزل الإسرائيلية بأنها خطوة تهدف إلى "دفن الأسرى الفلسطينيين في مقابر فوق الأرض". وقال أبو شماله الذي يرأس مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان التي تنشط في قطاع غزة في مقابلة مع "قدس برس" إن سلطات الاحتلال "تمارس انتهاكات فاضحة بحق الأسرى الفلسطينيين، لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون الدولي"، حسب تعبيره.

 

وتحرم السلطات الإسرائيلية أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم في معتقلاتها منذ صيف العام 2006، رغم الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية محلية ودولية للدولة العبرية.

 

وحصل إياد أبو حسنة على شهادة الثانوية العامة من داخل معتقلة في منتصف العقد الماضي وفق ما ذكر شقيقه الذي يأمل أن يسمع صوته ولو لمرة واحدة عبر الهاتف.

 

وحرمات إدارة السجون الأسير إياد من الزيارة منذ ثمانية أعوام دون أن تفصح عن الأسباب التي تقف وراء هذا القرار وفق ما ذكر أفراد من عائلة أبو حسنة. 

 

ويترقب أهالي الأسرى القدامى إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل وكلهم أمل بأن أبنائهم سوف يتحررون من غياهب المعتقلات الإسرائيلية التي تغيّب حوالي 7500 أسير فلسطيني وفق إحصاءات حقوقية محلية.