خبر قانون المهاجرين من إسرائيل .. يديعوت

الساعة 09:53 ص|16 فبراير 2010

بقلم: عاموس هرئيل

خلافا لادعاءات غير قليلة اطلقت مؤخرا، فالنازلون (المهاجرين  من اسرائيل) ليس تعبيرا قديما. هناك أناس قرروا عن وعي بان مكانهم ومستقبلهم ليسا في هذه البلاد ولهذا فقد خرجوا منها كي لا يعودوا. لا يوجد ولن يوجد الكثير من المنطق في تصويرهم كـ "بعوض متساقط". هناك بينهم غير قليلين ممن حتى ساهموا في الماضي بغير قليل في امننا ورفاهنا جميعا. ولكن يوجد فيهم خلل من زاوية نظر صهيونية. من زاوية نظر المبرر الاساس لوجود دولة يهودية سيادية هنا بالذات. ولعلهم يتخلصون من هذا الخلل بعد سنوات عديدة، ولعله توجد طرق لتشجيعهم على التخلص منه ولكن طالما كان هذا الخلل قائما، فان حقهم في ان يشاركوا في الانتخابات للكنيست مرفوق من زاوية نظر صهيونية.

هذا الرفض لا ينبغي بالطبع ان ينطبق على سكان اسرائيل غير "النازلين" ولكنهم يتواجدون في الخارج في يوم الانتخابات. في عصر المعلومات من غير الصعب ان نتعرف من هم بينهم نازلون. مثلا، كل من اشترى بطاقة سفر باتجاهين؛ او كل الممثلين الاسرائيليين للشركات والمؤسسات الاسرائيلية خلف البحر؛ او اولئك الذين لديهم "سلة" حد ادنى من التواجد الاسرائيلي (بما في ذلك قدر من دفع الضرائب والتأمين الوطني). كما لا توجد صعوبة خاصة في ترتيب تصويت غير النازلين بالبريد العادي او بالبريد الالكتروني وليس بالذات في القنصليات والسفارات غير الموجودة في كل مكان. ولكن قبل كل هذه الاصلاحات وعلى الاقل بالتوازي لها، يجب اعطاء الرأي في بضع خطوات حيوية اخرى بالنسبة لحق الانتخاب والمسؤولية المرتبطة به.

فمثلا، في الوضع الحالي هذا الحق يعطى ايضا للسجناء – لمن سرق، غش، سلب، خان الدولة، اغتصب وقتل. اصواتهم في صندوق الاقتراع تحسب بالضبط مثل اصوات كل واحد منا. هم ايضا يقررون مستقبلنا، بعد أن مسوا شديد المساس بماضينا وحاضرنا. هم ايضا – الى أن يقضوا كامل عقوباتهم – يجب اخراجه من اللعبة.

ومع كل الفروق اللازمة، الكثيرة جدا: قانون العودة يمنح كل يهودي الحق في المواطنة في الدولة. من زاوية نظر صهيونية، محظور، بالطبع، الغاؤه. ولكن زاوية النظر هذه لا تستوجب باي حال منح المهاجرين الجدد كامل الحقوق المدنية فور وصولهم. لا يوجد أي منطق صهيوني، وبالتأكيد لا يوجد منطق ديمقراطي في ضمهم الى سجل الناخبين، قبل أن يصلوا الى درجة حد أدنى من معرفة الواقع الاسرائيلي. وقبل أن يستقروا هنا بثبات لسنتين – ثلاث سنوات ويتمكنوا من معرفة جملة الامكانيات غير الجذابة على نحو خاص المعروضة علينا جميعا.

على خلفية المبررات التي سبق ان طرحت ضد مشاركة النازلين في الانتخابات، نوصي ايضا بالتفكير في اشراك المتملصين من الخدمة في الجيش الاسرائيلي. فهل كل من يفعل ذلك بمعونة ضابط الامن مؤهل حقا لان يشارك في الخطوة التي يمكنها أن تجلب الجيش الاسرائيلي الى ميدان المعركة؟ هل من ثقافته لا تصل الى المطالب الدنيا للخدمة العسكرية يحق له المشاركة في القرارات الحاسمة المدنية؟ هل من توراته ايمانه لدرجة عدم القدرة على تحمل العبء الوطني يستحق ان يتعطل من هذه التوراة كي يفهم برامج الاحزاب ويتعرف على المرشحين ويحسم بينهم.

وعودة الى النازلين، الى اولئك الذين قرروا بان مركز حياتهم ليس هنا. الرفض الصهيوني لمشاركتهم المباشرة في الانتخابات ينطبق بالتأكيد ايضا على مشاركة غير مباشرة. من كل المبررت الصحيحة والقاطعة التي طرحت ضد احصاء بطاقاتهم في توزيع المقاعد في الكنيست ينبغي رفض ايضا تبرعاتهم المالية للاحزاب والمرشحين. وبالتأكيد التبرعات التي تخرج عن المبالغ المسموح بها للمواطنين الاسرائيليين. وبالتأكيد "المال الكبير" الذي سبق أن تدفق الى هنا في الحملات الانتخابية في الماضي ووصل ايضا الى صناديق الاحزاب التي تنطلق الان للحرب في سبيل "قانون النازلين". لهذا المال توجد رائحة، ومنذ زمن بعيد كان ينبغي التخلص منها.