خبر أوهام مقاولي السلام.. معاريف

الساعة 02:40 م|15 فبراير 2010

بقلم: عاموس جلبوع

نشرت في ملحق "نهاية الاسبوع" الاخير من صحيفة "معاريف" مقابلة واسعة مع الدكتور آلون ليئال، المدير العام لوزارة الخارجية سابقا، ورئيس "حركة سلام اسرائيل – سورية" في الحاضر. اريد ان ارد هنا على موضوع واحد مركزي في المقابلة وهو "محادثات السلام" التي اجراها الدكتور ليئال، كشخص فرد، مع السوريين من 2004 الى 2007. بحسب اقصى علمي، جزء كبير من اقواله مخطوء مضلل، وبعضها بمنزلة أهواء شخصية.

يزعم ليئال ان "الجهة السورية" التي اجرى معها "محادثات السلام" كان ابراهيم سليمان، وعاد يحدث انطباعا عند مجرية المقابلة (وعند القارىء) ان المحادثات كانت مع جهات سورية رسمية. وعلى ذلك لا يوجد لا دببة ولا غابة. كانت المحادثات خاصة. من هو سليمان ذاك؟ انه سوري ترك سورية الى الولايات المتحدة قبل اكثر من خمسين سنة وتنصر، وهو مقاول سلام صغير الشأن يعتاش من ذلك، وعرف كيف يبتز الاسرائيليين اموالا بوعود باطلة مختلفة. لم يمثل اي جهة سورية، بل مثل نفسه فقط. ومثل كل صغير الشأن تبجح امام ليئال بأنه يعمل باسم الادارة السورية كما غرس ليئال عند سليمان الانطباع الكاذب انه يعمل "بتخويل وصلاحية" من الادارة الاسرائيلية.

انكرت الادارة السورية نفسها كل صلة بسليمان، وحوكم في سورية غيابيا بتهمة الخيانة. يفخر ليئال بالانجازات الكبيرة التي احرزها أي "بتفاوضه" مع السوريين، وأهمها: ان ينشأ على نحو من ثلث هضبة الجولان متنزه طبيعي يستطيع الاسرائيليون دخوله بغير تأشيرة دخول. هذا وهم يعبر عن اهواء واحلام لعدد من الاشخاص ولا سيما فيما يتعلق بالمتنزه الطبيعي. لم توجد قط اي موافقة سورية على شيء كهذا لا تلميحا ولا غمزا، وأقدر بيقين انه لن توجد موافقة في المستقبل. ان تعرض في مقابلة صحفية حلم المتنزه الطبيعي في هضبة الجولان على انه شيء سورية مستعدة له بمبادرة من الاسد – هو ببساطة تضليل.

يقول ليئال انه محادثاته السلمية، التي تم الحفاظ عليها بسرية مطلقة، وقفت في شباط 2007، وتسرب الامر الى وسائل الاعلام في 2008 فقط. ويبدو ان التواريخ قد بلبلت عند ليئال، ففي كانون الثاني 2007 نشرت صحيفة "هآرتس" كل امر "المحادثات"؛ وفي نيسان من السنة نفسها ظهر سليمان مع ليئال امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست في القدس ليعرض صيغة اتفاق السلام "التاريخي" (كما عرفته "هآرتس").

يجيب ليئال، في جواب سؤال هل يريد الاسد سلاما مع اسرائيل، بافتخار: "بحسب رأيي، وكاسرائيلي يملك اليوم اكبر عدد من الاصدقاء السوريين، يريد الاسد السلام. سمعت ذلك بصراحة من مصدر اول تقريبا. اي ان الحديث عن سلام بشروطه مع سيادة على الجولان". يؤسفني انني لم احظ قط بالوقوف الى جانب الرئيس، لكنني اسمعه منذ سنين واقرأه ايضا، وقبل عشرة ايام فقط كرر ما كان يقوله طول الوقت: "اذا قالوا لي (الاسرائيليون) انني استطيع الحصول على هضبة الجولان كلها، فسيكون بيننا اتفاق سلام. لكنهم لا يستطيعون ان يتوقعوا مني ان امنحهم السلام الذي يتوقعونه... انت تبدأ بالارض ولا تبدأ بالسلام... عندي نصف مليون لاجىء فلسطيني، واذا لم تجد لهم حلا فعن اي سلام يمكن الحديث"؟

لم يأت ردي الا ليبين الاوهام التي يعيش فيها "محترفو السلام" والتي يلقمونها الجمهور.