خبر بسبب مخلفات الاحتلال...قرية « البرج » يجتاحها السرطان

الساعة 05:31 م|14 فبراير 2010

بسبب مخلفات الاحتلال...قرية "البرج" يجتاحها السرطان

الخليل- فلسطين اليوم

إلى الجنوب من مدينة الخليل " جنوب الضفة الغربية" تقع قرية البرج و التي لا يتجاوز عدد سكانها 2000 نسمة...إلا أنها مؤخرا أصيبت بداء "السرطان" و الذي بات ازدياد حالات الإصابة به تقلق السكان و تخيفهم.

 

و قد وصلت حالات الإصابة بالمرض إلى أكثر من 30 حالة، نتج عنها وفاة عديد من المرضى وعاهات دائمة لدى المصابين، وعلاوة على ذلك فإن هاجس المرض يخيم على أجواء القرية والقرى المحيطة بها كالرماضين وغيرها.

 

مخلفات نووية..

ويعتقد أهالي القرية ان مخلفات نووية تدفن في جبل قريب هي السبب وراء هذا الارتفاع في حالات المرض، يقول رئيس المجلس القروي في البرج "عبد الجليل التلاحمة" إن الازدياد الملحوظ في حالات الإصابة بالسرطان ظهر بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي عام 2004 بنشاطات حفر وإنشاء مبانٍ داخل أحد جبال القرية.

 

و أشار التلاحمة إلى أن "خلاطات" الأسمنت الضخمة تأتي إلى مدخل مغارة كبيرة حفرها الاحتلال داخل الجبل، ثم يتسلم جندي قيادتها ويدخلها إلى المغارة وتخرج بعد ساعات، وهكذا عشرات الآليات على مدار أربعة أعوام.

 

ويضيف التلاحمة:" من المرجح أن تكون هذه المغارة مكباً للنفايات النووية التي تصدر عن مفاعل ديمونا القريب من المنطقة".

 

و يؤكد التلاحمة أن الحالات الإصابة في السرطان و التي تنتشر في القرية ليست طبيعية، وخاصة أن معظم الحالات تصيب الأطفال و في مناطق نادر الإصابة بها بالسرطان كالعينيين و الفك و اللسان و الأذن.

 

ويشير التلاحمة إلى ان عد كبير من الأطباء و الذين يشرفون على علاج ضحايا السرطان في البلاد وخارجها أكدوا وجود عوامل نادرة تسبب الإصابة مرجحين العامل النووي.

 

فقر وبطالة و مرض...

ويتسبب الاحتلال في كل يوم بمصيبة تحل بأهالي القرية بل ويزيد من معاناتهم، فمع إكمال بناء جدار الفصل العنصري المقام على أراضي القرية ارتفع عدد العاطلين عن العمل، وانقطعت مصادر رزق العديد من العائلات التي كانت تعتاش من العمل في مجال الزراعة وتربية المواشي والعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

 

و أضيف إلى كل ذلك المرض الذي بات الجميع يخافونه و خاصة مع ضيق الحال و عدم إمكانية إجراء الفحوصات التي تكشف عن المرض قبل استفحاله.

 

تقول الحاجة أم يوسف العواودة إن ابنها يوسف كان يمثل لها كل الحياة، حيث جاء بعد انتظار طويل وحسرة واهتمام كل القرية به كونه ولدها الوحيد، كبر وترعرع حتى أصبح عمره 19 عاماً، ليصحو من نومه في أحد الأيام وعلى إحدى وجنتيه انتفاخ غريب، فدخل الهاجس إلى قلب والدته.

 

وتتابع:" توجهنا فورا الى الطبيب فحولنا إلى الأردن وهناك تبين أنه سرطان في العظم وتم استئصال أحد فكيه، وبعد العودة إلى فلسطين قرر الأطباء إجراء عملية ليزر لتنظيف مكان الورم، وبعد أربعين يوماً فارق الحياة..".

 

تقول:" ظننا أن ابننا شفي من المرض نهائياً ولكننا بعد علاجه بأقل من أربعين يوماً فوجئنا بتدهور وضعه الصحي ثم وفاته، والسبب السرطان الذي جلبه الاحتلال لنا عبر نفاياته السامة والنووية القريبة من القرية".

 

بلا عينين

و في بيت آخر، يجلس الطفل بلال في ساحة البيت المتواضعة، ساكنا لا يتحرك فالسرطان سرق عينيه وبات لا يرى ما يجري حوله.

 

ويقول محمود حناتشة والد بلال إنهم لاحظوا في عام 2004 حالة غثيان وعدم استقرار صحي لبلال، حيث أصبح يرتطم بكل ما يعترض طريقه ويقع أرضاً، فنقلوه إلى الطبيب الذي حوّلهم إلى مستشفى بيت جالا، وهناك تم تأكيد إصابته بالسرطان.

 

وبناء على ذلك قرر الأطباء إزالة عينه اليمنى للتخلص من الورم السرطاني مؤكدين أنه لن ينتشر، وبعد ستة أشهر أزالوا عينه الأخرى في مستشفى الشيخ جراح، ثم خيّر الأطباء أهله بين العلاج في مستشفيات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 أو الأردن، ولكن العائلة لم تستطع منذ عامين استكمال علاج ابنها بسبب التكاليف الباهظة والتي تصل إلى 20 ألف شيكل في كل مرة.

 

وما زال الطفل حتى الآن يعاني من حالات إغماء متكررة تصل إلى 15 مرة في الليلة الواحدة دون تقديم أي علاج له.

 

ومن جهة أخرى يقول أبو فواز إنه رأى عن بعد مدخل المغارة التي حفرها الاحتلال في باطن الجبل القريب من القرية، وشاهد سيارات كبيرة تحمل ما يشبه "المواتير" وتدخل إلى المغارة.

 

يشار إلى أن قوات الاحتلال ومنذ سنوات تقوم بنصب سياج فاصل حول جبال وأودية ومساحات شاسعة في منطقة الجنوب معتبرة أنها عسكرية وخطر الدخول إليها.