خبر لائحة اتهام جديدة.. كلهم زئيفي؟!! .. نواف الزرو

الساعة 05:19 م|14 فبراير 2010

بقلم: نواف الزرو

في الجديد العنصري الصهيوني ، قال تقرير جمعية حقوق الإنسان في فلسطين 48 :"إن مظاهر عنصرية اليهود تجاه فلسطينيي 48 ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة ، وهي ترتفع بوتيرة عالية جدا ، خاصة بين أجيال اليهود الشباب ، وأكثر مؤشر خطرا في هذا التقرير هو تأييد %51 من اليهود "لتحفيز" فلسطينيي 48 على مغادرة وطنهم ، في حين أن هذه النسبة كانت في العام 2005 في حدود %39 ، وفي العام 2000 أقل من %30 ـ 6 ـ 2 ـ 2010".

وكلمة "تحفيز" هي المصطلح المخفف لطرد العرب من وطنهم ، أو جعلهم يهاجرون من وطنهم ، من خلال الضغط بوسائل مختلفة ، من أبرزها تضييق مجالات الحياة ، من خلال تشديد سياسة التمييز العنصري ، القائمة منذ 60 عاما ، ويتضح من التقرير "أن 75,3% من اليهود أعلنوا: إنهم لا يوافقون على السكن بجوار عرب ، في حين أن هذه النسبة كانت في العام الماضي 67,6%.

الى ذلك كشفت الإذاعة العبرية العامة قبل ايام النقاب عن "ان قسم تخطيط السياسة في مكتب رئيس الحكومة اعد وثيقة يقيّم فيها الوضع الديموغرافي في الدولة العبرية ويعرض توصيات لخلق خريطة ديموغرافية تلبي المطلب الصهيوني "يهودية الدولة" ، وأفادت الإذاعة العبرية العامة "أن الوثيقة أعدت بطلب من رئيس الحكومة حيث تتضمن فصلين الأول يتحدث عن الجانب الديموغرافي في المنطقة الممتدة بين النهر والبحر ويتطرق فيها إلى خطورة التناقص اليهودي وخلافات الرأي بين الخبراء والباحثين. والثاني يتحدث عن الخريطة الديمغرافية داخل الدولة العبرية بما يتعلق بفلسطينيي الـ48 ويعبر عن القلق من ارتفاع نسبتهم إلى حوالي 20%" ، وفي جانب من الوثيقة" يخصص معدوها شرحا حول ما يقلقهم من تكاثر فلسطينيي الـ 48 وجاء البند تحت عنوان "اتجاهات الخصوبة" ، وتقترح الوثيقة كيفية مواجهة ذلك لضمان سد الفجوة التناسلية بين اليهود والعرب وقدرها 15 ألفا 820و ولادة".

ومن الماضي القريب: كانت صحيفة يديعوت احرونوت نشرت نتائج استطلاع للرأي العام الاسرائيلي جاء فيها "ان الحل المثالي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يكمن بحسب %20 من الاسرائيليين في ترحيل الفلسطينيين ، بينما ذهب 3,4% الى ابعد من ذلك باقتراحهم عدم هدر الوقت والمال في الشاحنات لنقل الفلسطينيين الى الخارج بل القيام بدلا من ذلك بابادتهم او زجهم في غيتوات ، في حين تبين ان %12 يحلمون ويريدون رؤية "اسرائيل المثالية" تمتد حدودها لتشمل سيناء ولبنان وسوريا والاردن".

وجاء كذلك في استطلاع لاراء الشباب اليهودي عام 2005 اجراه معهد "داحف" بادارة الدكتورة "مينا تسيمح" ونشرت تفاصيله صحيفة يديعوت احرونوت العبرية "ان الشباب اليهودي يزدادون تحولا نحو اليمين ، وان %68 منهم يعتبرون انفسهم يمينيين".

وعودة الى الوراء قليلا ، فبتاريخ 12 ـ 7 ـ 2005 كانت الهيئة العامة للكنيست الاسرائيلي صادقت بالقراءة الثالثة على قانون"تخليد ذكرى وتراث رحبعام زئيفي".

ومن الامس القريب الى الراهن ، والاهم والاكثر جدية: كشفت صحيفة هآرتس ـ الأحد 7 ـ 2 ـ 2010 ـ النقاب عن "اقتراح قانون جديد يتضمن إقامة مركز لتخليد أعمال وأنشطة ومخلفات الوزير السابق رحفعام زئيفي يتكون من مكتبه ونادْ للأبحاث ويهتم بجغرافيا وتاريخ إسرائيل" ، وكان زئيفي كما هو معروف العنصري رقم - 1 - في "اسرائيل" ، "وكان عقيدا في الجيش وصهيونيا ووزيرا في حكومة شارون الاولى وقتل على يد عناصر من الجبهة الشعبية عام 2001 في أحد فنادق القدس.

في خطابه في ذكرى مقتل رحبعام زئيفي في الكنيست يوم 24 ـ 10 ـ 2006 ، كان لسان حال اولمرت يتحدث باسم أغلبية الخطباء الصهاينة حيث اعلن: كلنا زئيفي...

ولإثبات ذلك نستحضر ، في أكثر من مناسبة ، بعض الفقرات من مقالة "معيارية" لزئيفي نفسه نشرها في العام 1988 تحت عنوان "الترحيل من أجل السلام".

ومن هذه الفقرات قوله: "صحيح أنني أؤيد الترانسفير لعرب الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الدول العربية ، لكنني لا أملك حق ابتكار هذه الفكرة ، لأنني أخذتها من أساتذة الحركة الصهيونية وقادتها ، مثل دافيد بن غوريون الذي قال من جملة أمور أخرى "إن أي تشكيك من جانبنا في ضرورة ترحيل كهذا ، وأي شك عندنا في إمكان تحقيقه ، وأي تردّد من قبلنا في صوابه ، قد يجعلنا نخسر فرصة تاريخية" ("مذكرات دافيد بن غوريون" ، المجلد الرابع ، ص299). كما أني تعلمت هذا من بيرل كتسنلسون وآرثور روبين ويوسف فايتس وموشيه شاريت وآخرين".

وإذا كان اعتراف زئيفي السالف - يضيف بن هنا - بأنّ فكرة "الترانسفير" ليست من بنات أفكاره ، غير بليغ بما فيه الكفاية لإثبات عمق تغلغل الفكرة ورسوخها في منبت رؤوس حكام إسرائيل الصهاينة ، فإنّ إثبات ذلك يمكن أن نستقطره من نتاجات الوعي الجديد بحقيقة هذا الأمر ، الذي يكتسب يومًا بعد يوم مناطق جديدة حتى في أوساط المزيد من المؤرخين والباحثين اليهود".

وكان زئيفي قال في هذا المضمار في المقالة اعلاه:"... لقد زعموا أنّ هذه الفكرة (الترانسفير) غير أخلاقية ، وفي رأيي أنه ليست هناك فكرة أكثر أخلاقية منها ، لأنها تحول دون وقوع الحروب وتمنح شعب إسرائيل الحياة. وإذا كانت هذه الفكرة غير أخلاقية فإنّ الصهيونية كلها وتجسيدها خلال أكثر من مائة عام هما غير أخلاقيين. إنّ مشروع الاستيطان في أرض إسرائيل وحرب الاستقلال حافلان بعمليات ترحيل العرب من قراهم. فهل كان هذا أخلاقيًا ولم يعد كذلك الآن؟".

وجاء في حيثيات مشروع قرار الكنيست ايضاً انه "يهدف الى تخليد ذكرى زئيفي وتوعية الاجيال القادمة على نشاطه وارثه الايديولوجي".

فنحن اذن امام خلاصة جوهر زئيفي الترانسفيري مفادها: أنّ التربة والتربية والمناخات الاسرائيلية على مختلف الصعد جاهزة ومعبأة دائما لتقبل تداعيات وتطبيقات فكر زئيفي مهما حملت معها من اجرامية.

ونقول: اذا كان قانون تخليد تراث زئيفي يهدف الى توعية الاجيال - اليهودية على نشاط "ارثة وايديولوجية" ، فنتائج الاستطلاعات المشار اليها - وهناك غيرها الكثير - تبين لنا الى اي مدى يتغلغل تراث زئيفي في الاوساط السياسية والحزبية والشبابية الاسرائيلية.

نعتقد ان قرارات الكنيست بتخليد "تراث زئيفي" والاستطلاعات المرفقة وغيرها التي تتحدث عن النزعة والثقافة العنصرية الارهابية لديهم ، تشكل لائحة اتهام صريحة لتلك الدولة لو جدّ العالم والامم المتحدة في محاربة العنصرية والارهاب والاحتلالات...،

ونعتقد ايضا ، ان على الفلسطينيين والعرب ان يعيدو كل حساباتهم وقراءاتهم للخرائط الاسرائيلية الحقيقية على الارض هناك ، والا يتأقلموا الى الابد مع عبثية وعقم المفاوضات من اجل السلام المحال بالاجماع السياسي الاسرائيلي...،.