خبر حسن جربنا- هآرتس

الساعة 10:17 ص|14 فبراير 2010

بقلم: اميلي لانداو

(رئيسة مشروع رقابة السلاح وباحثة في معهد ابحاث الامن القومي)

 (المضمون: لا يمكن وقف ايران عن تطوير قنبلة ذرية بغير تفاوض صارم معها ودبلوماسية حازمة وامريكا لا تخطو خطوات سديدة في هذا الاتجاه - المصدر).

رفعت ايران مستوى تحرشها بالعالم، عندما بدأت تخصب اليورانيوم الى درجة تقرب من 20 في المائة. يوجد في الغرب اتفاق واسع على ان هذه الخطوة تقرب ايران من القنبلة. ومثل كل مرة تأخذ فيها ايران بعمل كهذا، او عندما يكشف عن معلومة في شأن الطابع العسكري لنشاطها الذري، يزعزع العالم على نحو طفيف وتسمع دعوة الى خطوات اكثر حزما. بيد ان هذه كلمات جوفاء في واقع الامر فقط.

رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، دخل البيت الابيض ومن ورائه ازدياد الكشوف عن نشاط ايران العسكري. في نهاية ايلول، عندما تم الكشف عن موقع التخصيب الذي يبنى قرب مدينة قم، ضم اوباما اليه نيكولا ساركوزي وغوردون براون وأعلن بتصميم بأن الوضع خطير وبأن على ايران ان تغير نهجها والا "ستكون لذلك آثار". لكنها لم تكن. وفي تشرين الاول عندما عرضت صفقة الوقود لتخصيب اليورانيوم خارج ايران، حصلت ايران على مهلة اسبوعين، وبعد ذلك الى نهاية السنة. حذرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من ان الولايات المتحدة لن تنتظر الى الابد وما تزال تنتظر. مر كذلك الاجل المسمى الى نهاية السنة الذي حدده اوباما للفحص على تقدم الدبلوماسية مع ايران. كان يصعب التهرب من استنتاج انه لم يتم احراز شيء، وكان واضحا ان الخطوة الضرورية القادمة ستكون فرض عقوبات. لكن في كانون الثاني، وقد كانت الصين الرئيسة الدورية لمجلس الامن، قالوا انه يجب الانتظار الى شباط عندما تحل فرنسا محلها. أتى شباط، وما زال الصينيون يعارضون والايرانيون في شأنهم – يخصبون الى مستوى اعلى. كان رد اوباما: حسبنا، الان سنمضي الى عقوبات ومن الفور. أي في غضون بضعة اسابيع. وربما الى نهاية آذار. بيد ان الغابون ستكون في آذار رئيسة مجلس الامن، وليس من المحقق ان ايران في رأس سلم اهتماماتها. وما تزال توجد مشكلات مع الصينيين.

       ولنفرض ان الرأي استقر آخر الامر على عقوبات فماذا يعني ذلك؟ ان الانشغال بالعقوبات، من يؤيد ومن يعارض، ومتى، ولماذا وكم، يصرف الانتباه على المشكلة الرئيسة وهي عدم  وجود استراتيجية امريكية لمفاوضة حازمة مع ايران. واخطر من ذلك وجود علامات مقلقة على ان ادارة اوباما بدأت لا تسلم فقط بحقيقة ان تستمر ايران على تخصيب اليورانيوم بل على الاعتراف بأنها قد تتوصل آخر الامر الى القنبلة.

       عندما نبدأ التسليم لواقع ما، نكف عن محاولة تغييره. آنذاك نغدو اكثر سماعا عن الحاجة الى ردع ايران واحتوائها اكثر من صدها؛ وعن مظلة ذرية لحليفات الولايات المتحدة في الخليج بدلا استراتيجية تفاوض صارم مع طهران. العقوبات وحدها لن تكف جماح ايران. ان عمل العقوبات وضغوط اخرى، كالتهديد العسكري الصادق، هو اقناع ايران بأن الزمن لا يعمل لمصلحتها وانه يفضل ان تفاوض الغرب بجدية. آنذاك فقط سيبدأ العمل الدبلوماسي للتفاوض الامريكي – الايراني، الذي يرمي الى تسوية لازالة التهديد الذري الايراني.

       لا توجد اي علامة على ان ادارة اوباما تنوي تجنيد القوة السياسية المطلوبة لقيادة مسيرة كهذه. يكفيها قرار آخر على عقوبات غير فعالة. حسن جربنا.

       توجد تأثيرات للضعف الذي يظهره اوباما نحو ايران في زعامة امريكا العالمية. ولذلك يجب على اسرائيل ان تحادث الامريكيين وبدل حصر العناية في العقوبات ان تحاول استيضاح هل تنوي الولايات المتحدة وكيف قيادة اجراء عام ينتهي الى الحل. بغير تصميم امريكي حقيقي، لا يوجد احتمال لمنع تطوير ايران لسلاح ذري.