خبر قراقع: إسرائيل تحول مرض الأسرى إلى مقلصة بدون إعدام مباشر

الساعة 04:01 م|11 فبراير 2010

فلسطين اليوم – رام الله

اتهم وزير شؤون الاسرى والمحررين، عيسى قراقع، سلطات الاحتلال بانتهاج سياسة مبرمجة لزرع الامراض في اجساد الاسرى الفلسطينيين الامر الذي ادى الى استشهاد 19 اسيرا منذ بداية عام 2000 ولغاية الان وكان اخرهم الاسير جمعة موسى من مدينة القدس المحتلة.

 

واشار قراقع خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز الإعلام الفلسطيني، بمشاركة الاسير المحرر علي شلايدة ومدير عام مركز تأهيل ورعاية ضحايا التعذيب محمود سحويل، الى وجود 1500 اسير فلسطيني في سجون الاحتلال يعانون من امراض خطيرة بينهم 18 حالة مرضية مصابة بامراض السرطان والأورام الخبيثة داخل سجون الاحتلال.

 

وشدد على ان هذه الارقام تبعث على قلق حقيقي ازاء مصير هؤلاء الاسرى الذين ياتت حياتهم مهددة بفعل سياسة الاهمال الطبي بحقهم ما يعرضهم للخطر ، مرجحا ازدياد حالات استشهاد الاسرى المرضى في سجون الاحتلال اذا ما واصلت ادارة سجون الاحتلال سياسة الاهمال الطبي.

 

كما اشار قراقع الى وجود مؤشرات خطيرة حول إصابة العديد من الأسرى بأمراض مختلفة داخل سجون الاحتلال ويتعرضون للوفاة بعد الافراج عنهم، موضحا ان هناك 18 اسير استشهدوا بعد الافراج عنهم من داخل السجون منذ عام 1985 لغاية الان وكان أخرهم الاسير محمد العملة الذي استشهد قبل ايام بسبب اصابته بفشل كلوي حرج رغم انه اعتقال وكان خاليا من الأمراض.

 

وأضاف " الكثير من الأسرى المحررين اكتشفوا بعد الافراج عنهم انهم يعانون من أمراض خطيرة "، وعزا قراقع ذلك الى وجود ما وصفه بسياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف النيل من صحة الأسرى وزرع الأمراض في أجسادهم.

 

ورأى قراقع ان المؤشرات بوجود مواد مسرطنة في محيط النقب والمعلومات الإسرائيلية التي كشفت عن لجوء بعض شركات الأدوية للطلب من ادارة سجون الاحتلال بإجراء تجارب لانواع مختلفة من الأدوية على الأسرى، تؤكد طبيعة المخاطر الصحية التي تستهدف حياة الأسرى في سجون الاحتلال.

 

كما كشف قراقع عن وجود محاولات اسرائيلية للتنصل من الالتزامات التي يفرضها عليها القانون الدولي بوجوب تقديم الخدمات الطبية والصحية للاسرى الفلسطينيين من خلال الزام الاسرى بتسديد نفقات علاجهم في سجون الاحتلال الامر الذي يعرض الاسرى الذين لا يستطيعون تسديد نفقات علاجهم لخطر الموت، اضافة الى قيام ادارة سجون الاحتلال بخصم تكاليف بعض الاحتياجات العلاجية من اموال الاسرى التي تصل عبر "الكانتينا"، بصورة مخالفة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة سيما ان مسؤولية دولة الاحتلال هي تقديم كل الخدمات للاسرى في سجونه.

 

وطالب قراقع الصليب الاحمر الدولي بزيادة عدد الطواقم الطبية التي تتولى زيارة الاسرى ومتابعة اوضاعهم الصحية في سجون الاحتلال، محذرا في الوقت ذاته من مخاطر انجرار هذا المؤسسة الدولية وراء سياسة الاحتلال التي تحاول التنصل من التزاماتها تجاه الاسرى.

 

الى ذلك اشار قراقع الى وجود سياسة اسرائيلية ترمي الى ابتزاز الاسرى المرضى ومساومتهم على تلقي العلاج او الافراج عنهم من خلال ابعادهم خارج الوطن.

 

واتهم قراقع سلطات الاحتلال بتسخير مهنة الطب والاطباء لخدمة الاغراض الامنية خاصة اثناء التحقيق مع الاسرى في سجون الاحتلال، مؤكدا وجود شهادات من اسرى تؤشر بتورط الاطباء الإسرائيليين بمساندة المحققين اثناء عملية التحقيق خاصة مع الاسرى الجرحى او ممن يعانون من امراض مختلفة حيث يتم استغلال وضعهم للضغط عليهم للادلاء بمعلومات لأجهزة الامن الاسرائيلية.

 

من جانبه اشار سحويل الى طبيعة المعاناة التي يتعرض لها الاسرى في سجون الاحتلال على مختلف الصعد ، والكيفية التي تتعامل بها ادارة سجون الاحتلال مع الأسرى المرضى سواء من حيث الاهمال في تقديم الخدمات الطبية لهم او الاجراءات المرتبطة بذلك والظروف الصعبة التي يتم خلالها احتجاز الاسرى.

 

واوضح وجود اعداد كبيرة من الأسرى ممن يعانون من امراض الانفصال والأمراض النفسية بسبب ما يتعرضون له اثناء الاسر في سجون الاحتلال، الامر الذي يسبب مشاكل نفسية واجتماعية للاسرى وعائلاتهم.

 

وقال سحويل " هناك تزايد في أعداد المرضى خاصة النفسين منهم حيث يعاني 200 أسير من حالة الانفصام و120 حالة صرع و20 حالة تخلف عقلي نتيجة الإهمال الطبي، مؤكدا ان الأطباء أنفسهم يشاركون في سياسية التعذيب بحق الأسرى.

 

واشار في هذا الاطار الى مشاركة الاطباء في استحداث اساليب لتعذيب الاسرى منها طريقة التعذيب "بالهز" والتي ادت الى استشهاد العديد من الاسرى، اضافة الى انتهاج اساليب جديدة في الضغط على الاسرى وخاصة المرضى منهم لتحقيق اهداف امنية.

 

وروى الأسير المحرر، علي شلايدة، الذي أمضى 14 عاما من اصل 20 عاما في سجن الرملة الذي تستخدمه ادارة سجون الاحتلال كمستشفى علاجي للاسرى المرضى، موضحا انه لا يمكن اطلاق وصف اسم المستشفى على هذا السجن بسبب الظروف الصعبة التي يواجهها الاسرى المرضى في داخله من حيث الاهمال الطبي واعطاء العلاج الخاطئ للاسرى للمرضى واخضاعهم لتجارب طبية من قبل الاطباء الاسرائيليين.