خبر نهاية الاوهام- اسرائيل اليوم

الساعة 09:25 ص|11 فبراير 2010

هم ليسوا (بعد) مبنيين للسلام

بقلم: ايزي ليبلر

        (المضمون: علينا ان نصرح بان التقدم ذا المعنى ليس ممكنا لانه لا يوجد شريك والكف عن التنازلات احادية الجانب التي تعزز فقط انعدام الرغبة لديهم في الحل الوسط - المصدر).

        الان بالذات، قبل ابتداء محتمل لمحادثات التقارب، حان الوقت لان نكف عن التظاهر وان نقول الحقيقة. كلنا نتمنى السلام. معظمنا لا يريد السيطرة على العرب. لو كان جيراننا ملتزمون بالعيش السلمي والتعايش، لكنا قدمنا تنازلات واسعة. ولكن في الوضع القائم، الاحتمالات لتسوية شاملة تتحقق في المستقبل القريب تقترب من الصفر.

        منذ اوسلو ونحن نوجد في وضع من النكران. نحن نرفض الاعتراض في أنه بدلا من محاولة اقامة دولة مستقلة، فان زعيما الفلسطينيين، في الماضي ياسر عرفات واليوم محمود عباس، استخدما سواء الارهاب ام الدبلوماسية لبتر الدولة اليهودية مرحلة إثر مرحلة.

        الرغبة في السلام اعمت حكومات اسرائيل. فالواحدة تلو الاخرى قبلت الفرضية الاساس المغلوطة في أن الزعماء الفلسطينيين هم شركاء في السلام وان ها هو "السلام في عصرنا" يتحقق. دفعنا على هذا الخطأ حياة الاف المواطنين الذين قتلوا في العمليات الارهابية وفي حروب لا تنقطع. مع أن باراك واولمرت عرضا تسليمهم تقريبا كل الاراضي التي كانت في الماضي تحت حكم مصر والاردن، الا انهم رفضوا. ولكن الميل للايمان بالمفاوضات عزز فقط الايمان الكاذب في أن النزاع مع العرب هو نزاع بين شعبين على ارض – وهو ليس. الدليل هو أنه بعد الارض الفلسطينية يطالبون بـ "حق العودة" (صيغة معروفة لانهاء الدولة اليهودية) كشرط ضروري في كل تسوية سلمية مستقبلية.

        اليوم نحن نقف امام ضغط دولي شديد لم يسبق له مثيل. دول عديدة في اوروبا تركتنا. محاولات اوباما مصالحة اعدائنا اعطت نتائج غير مرغوب فيها. السخافة هي ان اصرار الفلسطينيين وانعدام الاستعداد من جانبهم لقبول كل حل وسط حقيقي ادى بالعالم لان يوجه الذنب الينا.

        رغم التنازلات الواسعة التي اقترحها نتنياهو، مثل اسلافه، يتمترس الفلسطينيون في موقفهم المتصلب بل واوباما اشار في المقابلة بانه "لا يزال من الصعب بالنسبة للاسرائيليين الانطلاق في بادرات طيبة شجاعة". فضلا عن ذلك، فان الرئيس الامريكي شبه بشكل ضار رجال اليمين من الليكود برجال حماس، وادعى بان هذين الطرفين هما العائق الاساس في وجه السلام. مع نهج كهذا من الصعب التقدم. بشكل عام، يخيل أن الامريكيين تبنوا النهج الفلسطيني. فهم يدعون الى تقسيم القدس وانسحاب اسرائيل الى حدود 67 ويطالبون بان نبحث أولا في الحدود المستقبلية كمسألة منفصلة ومستقلة.

        الجانب المحبط للغاية في هذا الشأن هو انه في داخلهم معظم الفلسطينيين، وبالتأكيد حماس ورجال السلطة، يعتبرون المفاوضات كمرحلة وكوسيلة لتحقيق هدفهم النهائي – تصفية السيادة اليهودية في المنطقة. اذا كانت هناك فوارق في المفاوضات، فهذه موجودة اساس في التكتيك وليس في الاهداف. رجال حماس، على الاقل، يصرحون على رؤوس الاشهاد باهدافهم. ظاهرا السلطة الفلسطينية مختلفة. عمليا، وحان الوقت لقول ذلك صراحة، "شريكنا" للسلام يحتفظ بثقافة اجرامية للموت ويقدس قتلة الجماهير في اوساطه.

        رغم المحاولات لاقناع السلطة بالكف عن التحريض اللاسامي، القليل تغير. شبكات التلفزيون في السلطة الفلسطينية، وسائل الاعلام الاخرى لديها والمساجد تواصل سكب اقوال الكراهية تجاه اليهود. في جهاز التعليم في السلطة يعظمون الشهيد والمخرب الانتحاري كشخصيتين للاحتذاء والاعجاب.

        وبالتوازي مع تصريحاته في وسائل الاعلام الاجنبية عن التعايش والحياة السلمية يواصل زعيم السلطة التباهي بدفعات التقاعد التي توفرها هذه السلطة لعائلات المخربين الانتحاريين. في الاسابيع الاخيرة دشن ميدانا مركزيا لذكرى دلال المغربي وعلى شرف عيد ميلادها الخمسين. من هي المغربي؟ مخربة قتلت 37 مواطنا، بينهم عشرة اطفال في عملية الباص الدموي في 1978. كما أن رئيس الوزراء الفلسطيني "المعتدل"، سلام فياض، شارك في الاحتفال ووصف المغربي بالقديسة المعذبة. حسنا، هل يمكن تصديقهم بان رغبتهم هي في السلام الحقيقي؟

        ماذا ينبغي لنا أن نفعل؟ ان نصرح بان التقدم ذا المعنى ليس ممكنا لانه لا يوجد شريك والكف عن التنازلات احادية الجانب التي تعزز فقط انعدام الرغبة لديهم في الحل الوسط. بالتوازي علينا أن نواصل المساعي لتحسين جودة حياة الفلسطينيين، على أمل ان في المستقبل يؤدي الامر بهم للضغط على زعمائهم لاختيار السلام.

        على حكومتنا أن تطرح على مواطنيها الحقيقة، وذلك لان هذا يعزز وضعنا في حرب الاراء والمناهج. بوسع هذا الامر ان يشجع ادارة اوباما على الكف عن الضغط لتنفيذ تنازلات واعفائنا من الخوف المتعاظم من أننا ، مثل تشيكوسلوفاكيا الثلاثينيات معروضون كضحية على مذبح المصالحة.