خبر اوباما: الاخفاق وإمكان النجاح -اسرائيل اليوم

الساعة 09:23 ص|11 فبراير 2010

بقلم: اياف فوكسمان

 (المضمون: ما يجب على الادارة الامريكية الجديدة فعله فيما يتعلق بالمحادثات الاسرائيلية الفلسطينية التي يجب ان تكون واقعية لا تطمح الى اكثر من اتفاق على المناطق في الضفة الغربية - المصدر).

بعد مرور سنة من تولي براك اوباما الحكم، يمكن ان نلخص ما كان وان نؤكد ما يحسن ان يكون في كل ما يتعلق بعمله في الشرق الاوسط.

لابدأ بنياته. انها خيرة. فالرئيس ضم نفسه الى تراث رؤساء امريكيين واجتهد في أن يأتي بالطرفين الى مائدة التفاوض. يستحق درجة ايجابية جدا على جهده. وكذلك هدفه يساوق أهداف اسلافه. صرح عن أنه يطمح الى احراز سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. في مقابلة ذلك تبذل الادارة الجهد لاستدامة العلاقة التاريخية بين اسرائيل والولايات المتحدة، وذكر أوباما في خطبته في القاهرة ايضا التي وجهت الى العالم الاسلامي ان العلاقات باسرائيل "غير قابلة للنقض".

من جهة استراتيجية، حصر الرئيس عنايته في اعادة الاسرائيليين والفلسطينيين الى مائدة التفاوض. التوجه الاسرائيلي كما هي الحال دائما – وهو توجه نوافق عليه نحن في الرابطة ضد اساءة السمعة – يقول ان السلام الحقيقي سيحرز فقط بمفاوضة مباشرة يقبل فيها الفلسطينيون شرعية اسرائيل على انها دولة يهودية ويعترفون بالحاجة الى المصالحة. يساوق ذلك توجه الرئيس ونحن نؤيد ذلك.

لكن تقديم المسيرة جرى التشويش عليه كما تعلمون. بقدر أقل بسبب النيات وبقدر أكثر بسبب الاستراتيجية. ان حقيقة ان الامور يجري التشويش عليها غير شاذة. كان جورج بوش صديق اسرائيل وآمن بأن تطوير قيم ديمقراطية في العالم العربي سيكون مجديا لاحلال السلام. لسوء الحظ، أتى تأييده لاجراء انتخابات في غزة بحماس للحكم، وما زال الشرق الاوسط يدفع ثمنا عن هذا القرار.

اختارت ادارة اوباما، في مرحلة سابقة ولا سيما في الخطابة العامة، ان تحصر عنايتها في وقف الاستيطان الاسرائيلي كمفتاح لاعادة الطرفين الى مائدة التفاوض وهذه هي المشكلة. يدرك قادة اسرائيل، عن جانبي الهوة السياسية ان اسرائيل ستضطر في كل اتفاق سلام نهائي الى القيام بتنازلات كبيرة فيما يتعلق بالمستوطنات. أدرك ذلك أربعة رؤساء حكومة – ايهود باراك، اريئيل شارون، ايهود اولمرت والان بنيامين نتنياهو – وعملوا على أثر ذلك كل واحد بطريقته. لكن الميل الى رؤية  تجميد المستوطنات مفتاحا للسلام وهو ميل ميز توجه الادارة منذ البدء، عوج الطريق الى السلام.

        لقد اعترف الرئيس بأن الادارة اثارت توقعات غير واقعية تتعلق بقدرة الطرفين على التحرك الى الامام، وبهذا شكك في استراتيجيته. لهذا تحصل الادارة على درجة سلبية عن استراتيجيتها. المفارقة التهكمية هي ان اوباما الذي رفض سياسة بوش وآمن بتعجيل التفاوض، أفضى الى اضاعة سنة بغير محادثات. وينبغي ان نذكر ان الاسرائيليين والفلسطينيين قد أجروا تفاوضا من قبل بغير تجميد. ولما كان احتمال التحادث يتجدد الان مع ذلك، فان هذا برهان على انه كان يمكن التحادث. تحصل الادارة عن ذلك فيما يتعلق بالنتائج على درجة الفشل.

        واليكم الاشياء التي كنت اتوقعها من اوباما هذا العام. اولا ان يؤكد ان اسرائيل قد قامت بتنازلات ذات شأن، وان  تأخيرات اخرى من قبل الفلسطينيين لن تكون مقبولة. ثانيا ان يؤكد العمق الاخلاقي والاستراتيجي للعلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل لان الامر حاسم بالنسبة للصراع العالمي مع شرعية اسرائيل ولا سيما على خلفية تقرير غولدستون. ثالثا كنت اريد ان ارى الرئيس يحصر عنايته فيما يمكن حقا احرازه بين اسرائيل والفلسطينيين.

        ما الذي يمكن احرازه؟ سلام شامل يحل قضايا القدس واللاجئين وتجريد الدولة الفلسطينية من السلاح هو رؤيا بعيدة. من جهة ثانية التعاون الاقتصادي والامني بين اسرائيل والسلطة تحسن وعلى الادارة أن تبذل جهدا بعد لتحسين حياة الفلسطينيين ونجاح مكافحة الارهاب لا بفضل الجيش الاسرائيلي فقط.

        واذا تجدد التفاوض فيجب ان يكون التأكيد واقعيا: للاتفاق على المناطق في الضفة الغربية. تستطيع اسرائيل ان تحتفظ بالكتل الاستيطانية كما تم الاتفاق عليه برسالة بوش الى شارون، اما الفلسطينيون فيحصلون على اعتراف بدولة في الضفة ويحظون بتعويض من مساحة الكتل الاستيطانية (ربما بتبادل الاراضي). هذه مهمة ممكنة.

        وفي النهاية حصر العناية في ايران. الادارة في موقع جيد لزيادة العقوبات في حين تظهر قسوة النظام في طهران للعالم كله. ان التهديد الايراني موجه الان الى اسرائيل في الحقيقة لكن ايران هي مشكلة العالم لا مشكلة اسرائيل فقط.