خبر وزير نزع الشرعية -هآرتس

الساعة 09:21 ص|11 فبراير 2010

بقلم: أري شافيت

 (المضمون: افيغدور ليبرمان يعتبر وجه اسرائيل البشع. وهو لا يمكنه ان يصد هجوم نزع الشرعية لانه بلغته المعربدة وسلوكه ذي نزعة القوة يفاقمه. ليبرمان، يخدم اولئك الذين يسعون الى تصوير اسرائيل كدولة عنصرية ومجنونة - المصدر).

 

السنة الاولى لحكومة نتنياهو كانت سنة منع. الانجاز الكبير الذي حققته ليس في ما فعلته، بل ما منعته. خلافا لما هو متوقع، في 2009، لم يكن هناك انهيار سياسي. لم ينشأ شرخ بين اسرائيل بنيامين نتنياهو، وبين امريكا براك اوباما. خلافا للمتوقع، في 2009، لم يكن هناك انهيار استراتيجي. الولايات المتحدة، اوروبا وحتى روسيا لم تسلم بالنووي الايراني.

خلافا للمتوقع، في 2009، لم يكن انهيار امني. الهدوء محفوظ على الحدود، ونتنياهو لم يتورط في اي حرب زائدة. خلافا للمتوقع، في 2009، لم يكن هناك انهيار اقتصادي. التسونامي الموعود لم يضرب اسواق اسرائيل. خلافا للمتوقع، في 2009، لم يكن هناك ايضا انهيار سياسي. بطريقته هو نجح نتنياهو في استقرار حكم معقد كان يفترض به ان يتفتت في غضون بضعة اشهر.

        نتنياهو لم يقترح بعد رؤيا، لم يبلور جدول اعمال ولم يجلب السلام. لم يحدث ثورة في التعليم ولم يغير طريقة الحكم. ولكن في خمس جبهات مختلفة منع رئيس الوزراء المشهر به مصيبة. فقد صد هزائم كان من شأنها ان تجعل حياة الجمهور جحيما.

        ولكن محظور على نتنياهو ان يوهم نفسه. فهو لا يزال يسير على جليد رقيق. نجاحاته المعينة في مجال السلوك الاستراتيجي والسلوك السياسي لا تضمن مستقبله. وحتى مع انتهاء سنة على حكومته فانها لا تثير الحماسة ولا تقود. فهي ليست قاطعة وليست حاسمة. وهي لا تقرر اهدافا وطنية واضحة ولا تظهر اداء لامعا. فالحكومة لا تتصدى للتهديدات غير الامنية التي تحدق بدولة اسرائيل.

        التهديد غير الامني الاساس هو تهديد نزع الشرعية. ومنذ نحو عقد من الزمن فكرة الدولة اليهودية توجد تحت هجوم متجدد. في السنة الاخيرة كان الهجوم شاملا. تحالف واسع من القوى الراديكالية استخدمت حملة "رصاص مصبوب" كي تسود وجه اسرائيل واستغلت الاحتلال كي تنزع الشرعية حتى عن اسرائيل السيادية. وقد حشرت اسرائيل في الزاوية وجعلتها دولة شبه منبوذة. في اعقاب ذلك تضررت اعمال تجارية اسرائيلية، الاكاديمية الاسرائيلية والامن الاسرائيلي. تآكلت قدرة اسرائيل على استخدام القوة من اجل الدفاع عن نفسها. فكرة الدولتين القوميتين وصلت الى شفا الانهيار.

        بحث نشره مؤخرا معهد "راؤت" يدعي، عن حق، بأن تحدي نزع الشرعية كان التحدي الوجودي الذي يستدعي تغييرا شاملا في اسرائيل. بعد نصف قرن كان فيه التشديد الاستراتيجي عسكريا، فان عليه ان يعود لان يكون سياسيا. على وزارة الخارجية الا تكون اقل قوة ونوعية من وزارة الدفاع. عليها ان تتبنى فكرة عمل الموساد والشاباك وتقود معركة سياسية – اعلامية مركبة وذكية لم نشهد لها مثيل منذ 1947.

        ولكن توجد مشكلة: في رئاسة وزارة الخارجية يقف اليوم وزير يشدد أزمة الشرعية لاسرائيل ولا يخفف عنها. وزير لا يمكنه ان يعطي حلا لمشكلة هو جزء منها. في العالم العربي يتعاطون معه بنفور. في اوروبا يرونه قوميا متطرفا على نمط لا – بان. في الولايات المتحدة يرونه خللا محرجا. في  الوقت الذي يعتبر فيه شمعون بيرس في العالم الوجه الجميل لاسرائيل يعتبر افيغدور ليبرمان وجهها البشع. وهو لا يمكنه ان يصد هجوم نزع الشرعية لانه بلغته المعربدة وسلوكه ذي نزعة القوة يفاقمه. ليبرمان، يخدم اولئك الذين يسعون الى تصوير اسرائيل كدولة عنصرية ومجنونة.

        ايهود اولمرت دفع ثمنا باهظا على خطأ متسرع واحد: تعيين عمير بيرتس وزيرا للدفاع. نتنياهو من شأنه ان يدفع ثمنا مشابها على تعيينه ليبرمان وزيرا للخارجية. في الحرب على الشرعية لا تسقط ضحايا. في المدى القصير لا تكلفه دما. ولكن في المدى البعيد هي اهم بلا قياس من حرب لبنان الثانية. وعليه فان على نتنياهو ان يعيد تنظيم السلك الخارجي وتبني استراتيجية حديثة. اولا عليه ان يحيل وزير نزع الشرعية عن منصبه، في اقرب وقت ممكن. على رئيس الوزراء ان ينصب في رئاسة وزارة الخارجية شخصا مناسبا، يمثل كما ينبغي اسرائيل المتنورة.