خبر دراسة فرنسيّة وافق على نتائجها خبراء مصريون: الكذب سلاح المرأة لمواجهة قهر الرجل

الساعة 07:11 ص|11 فبراير 2010

فلسطين اليوم-الجريدة الكويتية

«تكذب المرأة أكثر من الرجل»، نتيجةٌ توصّلت إليها الباحثة الفرنسية كلودين بيلا من خلال دراسة أجرتها بعنوان «سيكولوجية الكاذب»، قارنت خلالها بين الرجل والمرأة لتعرف أيّهما يكذب أكثر من الآخر، وجاءت نتائجها لتؤكد أن النساء أكثر كذباً من الرجال عموماً لأنهن أكثر مجاملة، خصوصاً في المناسبات الاجتماعية.

 

وافق عدد من خبراء علم النفس والاجتماع المصريين على نتائج هذه الدراسة ولفتوا الى أن المرأة تكذب بسبب ضعفها أو خوفها أو ظلمها من المجتمع أو الرجل، وعندما تفشل في المواجهة تلجأ إلى الكذب، مؤكدين أن المرأة الكاذبة يكون لديها استعداد أصلاً لممارسته.

 

يرى د. يحيى الرخاوي (أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة القاهرة) «أن المرأة قد تكذب فعلاً ولكن هذا الكذب هو أحد أسلحتها لرفض القهر الذي يفرضه عليها المجتمع، أو إذا وجدت أن الرجل لا يصدقها، أو لتحقيق نوع من المكاسب والتغلّب على مشاكل تواجهها».

 

يشير الرخاوي الى «أن تكرار الكذب قد يحدث نتيجة لاستمرار القهر وعدم المساواة، ومعروف عن المرأة ضعفها في مواجهة الأزمات ومقاومة الظلم، خصوصاً في المجتمعات التي ما زالت تفرّق بين الرجل والمرأة في أمور كثيرة حتى في الرواتب وهذا ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، وفي دول العالم النامي، وبالتالي تحاول المرأة مقاومة الظلم الواقع عليها بكل الأسلحة ومنها الكذب».

 

يلفت الرخاوي الى «أن ثمة فروقاً بين الرجل والمرأة والمساواة بينهما أمر مضحك، ولكنها في النهاية فروق نوعيّة تساعد وظيفة كل منهما البيولوجية، ولا يدخل فيها الصدق أو الكذب فهذا الأمر ليس مقصوراً على المرأة، لكن علينا أن نتوخى الحذر عندما نتناول نتائج أي دراسة ونخضعها للتحليل خصوصاً إذا كانت تمس جوانب أخلاقية».

 

أما د. إيمان شريف (أستاذة علم النفس في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة) فترى «أنه من الصعب إلصاق صفة الكذب بالمرأة دون الرجل، وأن هذا السلوك مرتبط بظروف التنشئة والتربية خصوصاً في مرحلة الطفولة، فالكذب يختلف من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، كذلك للمستوى الاجتماعي دور في هذه المجال، وقد يؤثر على سلوكيات المرء ويحضّه على الكذب».

 

توضح شريف: «في ما يخصّ المرأة فقد تلجأ الى الكذب كنوع من المجاملة، أي عدم مواجهة الآخرين بالحقيقة، أو للظهور بمظهر اجتماعي معيّن، خصوصاً بين أقرانها من النساء، أو لإخفاء ضعفها في جانب ما من شخصيتها أو سلوك سيئ أو ماض مشين لا تريد أن يعرفه أحد، خصوصاً زوجها، لأنه قد يؤثر على حياتها الزوجية واستقرارها، وبالتالي تلجأ إلى الكذب وإنكار هذا الماضي».

 

تلفت شريف الى «أن للرجل دوراً فى إجبار المرأة على الكذب وأحياناً بشكل غير مباشر، وإن كان لدى المرأة الكاذبة استعداد أصلاً لذلك، في حال كان غير متسامح معها ويعاملها بعنف فى مواجهة أي سلوك منها لا يرضيه، وبالتالى تلجأ الى الكذب للحفاظ على حياتها الزوجية وعدم تعريض بيتها وأسرتها للانهيار».

 

أما د. مديحة الصفتي (أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأميركية) فتقول إنه «لا بد من تحرّي الدقة حول أي دراسة ومراعاة أمر مهم جداً وهو أن الدراسات التي تُجرى حول ظاهرة ما لا بد من تضع في الحسبان ظروف المجتمع وعاداته وتقاليده وطرق التعامل فيه ومدى تمتّعه بالحرية والوعي وخلافه».

 

تضيف الصفتي: «في النهاية المرأة هي كائن ضعيف وقد تلجأ إلى الكذب لحماية نفسها من العنف والقهر، وتعزّز أسباب عدة اللجوء الى الكذب منها: تربية خاطئة أو ظروف اجتماعية صعبة، وفاة الأم أو العيش في بيئة أسرية كثيرة المشاكل وعدم الاهتمام بتربية الأطفال كما ينبغي، كذلك قد تؤدي تقاليد المجتمع وعاداته دوراً في ذلك، إذ تعلي المجتمعات الشرقية دائماً من قيمة الرجل وتعطية هامش حرية كبيراً وهذا لا يتوافر للمرأة وبالتالي قد تلجأ».