خبر نتنياهو يسعى لتكريس هيمنة اليمين بتصويت إسرائيليي الخارج

الساعة 04:34 ص|10 فبراير 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية أمس إلى تكريس هيمنة اليمين بانتزاع موافقة الكنيست على تصويت إسرائيليي الخارج في الانتخابات البرلمانية، وهو ما استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اهتمت بموضوع الهجرة العكسية المتنامية.

وأعلن نتنياهو أمس عزمه تقديم مشروع قانون يسمح لأكثر من نصف مليون يهودي إسرائيلي في دول العالم بممارسة حق التصويت للكنيست في مناطق اقامتهم، وهو ما يؤكد محللون أنه سيعزز الهيمنة السياسية لمعسكر اليمين.

وقال نتنياهو إنه يسعى الى تنفيذ بند في اتفاق ابرمه حزب الليكود الذي يقوده وحزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة المتطرف أفيغدور ليبرمان، وطرح القانون على الكنيست خلال شهرين، ما يعزز هيمنة اليمين على غالبية مقاعد الكنيست، حسب محللين إسرائيليين.

وحسب معطيات سابقة، فإن ما بين 700 ألف إلى 800 ألف من إسرائيلي يقيمون في الخارج، لكن صحفا كبرى تحدثت أمس عن مليون شخص، لكن معطيات دائرة الاحصاء المركزية الإسرائيلية توضح أن نحو 507 آلاف ممن يحق لهم الاقتراع مقيمون في الخارج.

وحسب تقارير إسرائيلية سابقة فإنه يغادر إسرائيل سنويا إلى أجل غير محدود مع نوايا هجرة حوالي 22 ألف شخص، بينما يعود سنويا ما يقارب 10 آلاف بعد غياب سنوات، بمعنى أن ميزان الهجرة العكسية هو في حدود 12 ألف شخص سنويا، وهو ما بات يقترب من معدل الهجرة إلى إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة.

وفي سنوات ماضية، طرح هذا القانون أكثر من مرّة، إلا أنه تم اسكات المبادرة، تقريبا باجماع الكتل الصهيونية، لكون هذا القانون يتعارض مع طموحات الحركة لجلب كافة ابناء الديانة اليهودية في العالم إلى إسرائيل.

إلا أن التغيرات في طابع المجتمع اليهودي الإسرائيلي، الذي حوالي 23% منه هم من الذين هاجروا إلى إسرائيل في العقدين الأخيرين، قلبت الكثير من المفاهيم، كما ان القلق من ازدياد الوزن السياسي لجمهور فلسطينيي 48 بالأساس، ولكن أيضا جمهور اليهود الأصوليين، اي "الحريديم" حسب التسمية العبرية، جعل فئات أخرى تشجع على اقرار القانون.

وحسب مصادر حزبية فإن حزب "العمل" بزعامة إيهود باراك، والشريك في الائتلاف الحكومي يعترض على هذا القانون، من منطلقات موازين قوى، إذ أن استطلاعات الرأي تشير إلى تهاوي إضافي للحزب، وهو لا يمكنه المراهنة على الحصول على أصوات من الخارج، وتنضم الى هذه المعارضة ايضا أحزاب الاصوليين اليهود بصفتها متضررة هي ايضا من القانون.

اما تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما (وسط) فقد ابدت معارضتها لهذا المشروع الذي اعتبرته "معاديا للصهيونية". وقالت ان "القرارات المتعلقة بمستقبل البلد يجب ان يتخذها اولئك الذين ربطوا مصيرهم بمصيره"، كما جاء في بيان لها.

وبحسب المعلقين فان تصويت المهاجرين من إسرائيل "يورديم" سيكون لصالح اليمين واليمين المتطرف. ويسمى المهاجرون من إسرائيل "يورديم" والمهاجرون اليها "اوليم".

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان ما بين 750 ألفا الى مليون ممن يحملون جوازات سفر اسرائيلية يعيشون في الخارج بشكل مستمر.

ويبلغ عدد الناخبين في إسرائيل 5.3 مليون ناخب.

وبحسب الصحيفة فان اصوات الإسرائيليين في الخارج تعادل نحو 10 مقاعد من اصل مقاعد الكنيست البالغة 120.