خبر لا عودة الى ارض آبائنا-هآرتس

الساعة 10:30 ص|09 فبراير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: اذا كان بيبي صادقا في زعمه الرغبة في السلام مع سورية والفلسطينيين فعليه ان يبعد ليبرمان وشاس عن حكومته وان يضم اليها كاديما - المصدر).

        عندنا حكومة يتحدث فيها كل واحد متى شاء وفي ما شاء. فوزير الخارجية افيغدور ليبرمان يسلك سلوك أزعر الحي. ما كان ليخزي لا في اسلوبه ولا في مضمون كلامه أكبر زعران اليمين المتطرف، الذين يفعلون ما يحلو لهم في المناطق. فهو يرسل الرئيس مبارك الى الشيطان ويهدد سلطان عائلة الاسد. حصل على 15 نائبا بفضل آراء كهذه، وهذا عدد لا يستعان به، لليمين المتطرف الخالص. ما كان بيبي ليستطيع التظاهر بأنه لم يعرف جيدا من الذي يعين لوزير الخارجية وما الذي يمكن ان يتوقع منه.

        انه بتظاهره بأنه زعيم حسن أشد اعتدالا، مستعد أن يقود اسرائيل في ظاهر  الامر الى السلام، كان أسهل عليه، او لمزيد الدقة أهم عنده ان يلي الى جنبه حزب اسرائيل بيتنا وشاس التي تتظاهر مرة بأنها راغبة في السلام ومرة بالتطرف – فالامر متعلق بمن يدفع اكثر – ككوابح للمطالبين بالتنازلات من اجل السلام.

        كان بيبي يستطيع ان يعرض نفسه على انه رجل سلام في خطبة بار ايلان عن الدولتين للشعبين وان يتظاهر بأنه لا يفهم أن كلام ليبرمان وفحواه "اذا نشأت دولة فلسطينية فلن تكون دولة اسرائيل" – سيردع القيادة الفلسطينية. فان رئيس الحكومة فضلا عن انه لم يتحفظ من كلام وزير خارجيته، زاد جزءا منه في مراسم انهاء مؤتمر هرتسليا اذ قال: "أعلم ان واحدا من اسلافي، اريئيل شارون، تحدث من فوق كل منصة عن الانفصال. اريد اليوم ان اتحدث عن التواصل؛ بالتراث وبالصهيونية. بماضينا وبمستقبلنا ها هنا في أرض آبائنا التي هي ايضا أرض ابنائنا وأحفادنا". بعبارة اخرى: العودة الى حلم أرض اسرائيل الكاملة الذي اراد شارون ان يدفنه.

        في احد برامج الصباح في المذياع امتدح هذا الاسبوع موشيه أرنس بيبي لانه "أمضى سنة هادئة غير سيئة في ولايته". قال أرنس، الذي تولى وزارة الدفاع في أيام شامير، ان رئيس حكومته آنذاك لم يكن متطرفا على قدر كاف، وادعى عليه انه منع الجيش الاسرائيلي مهاجمة العراق في حرب الخليج الاولى في 1991. ان ما قد لا يكون عرفه أرنس ان الادارة الامريكية حذرت اسرائيل وأنذرتها من التدخل، لعدم المس بالتحالف العربي، الذي اشتمل آنذاك على سورية ايضا، والذي حشدته الادارة للهجوم على العراق.

        ينبغي افتراض انه اذا نجح احمدي نجاد في انتاج سلاح ذري، فستواجه اسرائيل معضلة مشابهة. مع فرق واحد هو ان احمدي  نجاد لا يخدع مثل صدام حسين. آنذاك مشينا ها هنا وعلى وجوههنا اقنعة واقية لكن العراق لم يكن عنده لا سلاح كيماوي ولا سلاح ذري. اذا قررت الولايات المتحدة استعمال القوة على ايران، فان المهم ان تكون سورية متصلة بتسوية سلمية مع اسرائيل وبعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة. لسنا نريد ان نكون في وضع في حين تعالج فيه الولايات المتحدة ايران، يهاجم حزب الله بمشاركة سورية مدن اسرائيل. ليس عرضا ان وزير الدفاع ايهود باراك والجيش ايضا يؤيدان تسوية مع سورية.

        المشكلة هي ان كل واحد في الحكومة يتحدث كما شاء. سواء في الحديث عن الشارع 443 او عن أجرة موظف في وزارة الدفاع. لا يوجد رب بيت، ولا توجد سياسة مبلورة في الشأن الفلسطيني. لم يعد الامر أمر "دولتين للشعبين" – فالوزراء يخوفون الجمهور من ان الفلسطينيين يريدون دولة واحدة لانفسهم مؤملين ان تتغلب الديموغرافية. انكشف رويدا رويدا صبغة الحكومة اليمينية.

        اذا كان نتنياهو يطمح حقا الى ان يكون جانب السلام، فيجب عليه ان يحد خطا قاطعا وان يزيل الشك في أن ليبرمان يتحدث عن لسان رئيس الحكومة. ثمة من يقولون انه على نحو يشبه فترة الانتظار في 1967 – تجب اقامة حكومة طوارىء وطنية سريعا، بغير حسابات مسفة، من اجل الهدف الواحد والوحيد الذي هو تعزيز السلطة للامتحان الوجودي الذي قد تواجهه اسرائيل. لكن بعد حرب الايام الستة، اصبحت حكومة الطوارىء حكومة وحدة وشلل، شغلت نفسها بالاستيطان وجعلت اسرائيل دولة احتلال لا زلنا ندفع ثمنه الى الان.

        اذا كان بيبي يريد حقا سلاما مع سورية وتسوية مع الفلسطينيين، فعليه اولا ان يبعد ليبرمان وحزبه وربما شاس ايضا وان يضم كاديما الى حكومته. في الحق ان تسيبي غاضبة، لكن ليس هذا وقت تصفية الحسابات بل تعزيز الصفوف. ان تصبح لفني نائبة لرئيس الحكومة ووزيرة للخارجية ويصبح موفاز وزير الامن الداخلي. لا حكومة شلل بل حكومة تستطيع ان تخطو بنا الى السلام والامن. مرحى بيبي، خطوة الى الامام.